اليمن الاتحادي / متابعات :
قال مكتب حقوق الانسان بمحافظة الجوف انه وثق حدوث 14780 حالة انتهاك في المحافظة، منها 190 حالة قتل و385 حالة إصابة وتشوهات وإعاقة وبتر وأكثر من 105 حالة تدمير للسيارات والممتلكات العامة ،
بالإضافة إلى التسبب في قتل أكثر من 100 من المواشي ،ونزوح أكثر من 14000 حالة من أبناء المناطق التي زرعها الحوثيون بالالغام.
فيما لايزال هناك الالاف من الألغام المطمورة تحت الارض في مناطق متفرقة بمحافظة بالمحافظة
وأشار المكتب في بيان صحفي اليوم أن محافظة الجوف لاتزال موبوءة بالألغام ،بعد أن تم إتلاف نحو 15 ألف لغم مضاد للمركبــات والافراد وعبوات ناسفة وقذائف من قبل الفرق الهندسـية بالمنطقة بالتعاون مع مركز البرنامج الوطني للتعامل مع الالغام والمشروع السعودي لنزع الألغام ( مسام).
ولفت البيان في المؤتمر الصحفي الخاص بنتائج رصد وتوثيق ضحايا الألغام الأرضية بمحافظة الجوف إلى أنه لم يعد القصف العشوائي وحده هو من يحصد أرواح المدنيين الأبرياء، فقد كانت الألغام الأرضية المضادة للأفراد لاتزال آلة الموت الخفية المتربصة بهم مع كل خطوة تخطوها أقدامهم.
وقامت ميليشــيا الحوثــي الانقلابية بزراعة الآلاف من الألغام في جميع أنحاء مناطق المحافظة التي تمكنت من السيطرة عليها خصوصا المناطق التي أجبرت فيها على الانسحاب والتراجع حيث عمدت إلى تفخيخها لتودي بحياة المئات من المواطنين وإصابة العديد بإعاقات كلية أو جزئية نتيجة فقدانهم لأطرافهم جراء الانفجار.
وأصبحت مشكلة الألغام المزروعة في محافظة الجوف معضلة ثقيلة أمام حاضر ومستقبل المحافظة وهو ما يجعل منها حرب أخرى تسحق المواطنين وتضاعف الأزمة الإنسانية التي تمر بها محافظة الجوف ، كونها زرعت بكميات كبيرة وبأشكال مموهة وفي مساحات شاسعة وحيوية مرتبطة بحياة الناس اليومية كالمزارع وأماكن الرعي والطرقات الفرعية وفي جوانب خطوط الإسفلت الرئيسية وأيضا في المدارس ودور العبادة وسائر المنشآت التي خضعت لسيطرة المليشيا بما في ذلك منازل المواطنين.
ومن خلال عملية الرصد والتوثيق وجلسات الاستماع التي قام بها فريق مكتب حقوق الانسان فقد تم التحقق من قيام ميليشــيا الحوثــي بزراعة الآلاف الالغام في مديرية خب والشعف ومديرية برط العنان ومديرية الحزم ومديرية الغيل ومديرية المصلوب ومديرية المتون وراح ضحيتها المئات من المواطنين.
وأكد البيان أن معاناة أبناء الجوف لن تنتهي بتحرير الارض من الميليشيا الانقلابية فتركتها من الألغام التي زرعتها تحت الارض بحاجة إلى سنوات عديدة للتخلص منها ونزعها وستبقى تهدد الحاضر والمستقبل لما لها من تأثير سلبي على حياة المواطنين وحرية حركتهم ، وتعافيهم من آثارها وأخطارها.
ودعا مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف كافة الأطراف المعنية إلى التحلي بروح المسئولية تجاه هذه القضية بالغة التعقيد في ظل ظروف صعبة يعيشها أبناء المحافظة ، وشبه انعدام للخدمات والبنى التحتية التي يجب توافرها لإيجاد حلول مستدامة وجذرية لمضاعفات وآثار هذه المشكلة.
كما ناشد كل المنظمـات الدوليـة والمحلية المعنية بسرعة التدخل لانقاذ الأهالي في محافظة الجوف من هذه الكارثة الانسانية المهددة للحياة، مستنكرا قيام البرنامج الإنمائي ومنظمة اليونسف بتمويل المليشيا من أموال المانحين المخصصة لنزع الألغام والتوعية بمخاطرها إذ لايوجد في إطار سيطرة المليشيا أي ألغام فهي من تقوم بزرعها.
ووجه المكتب نداء عاجلا إلى الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن لزيارة محافظة الجوف والاطلاع على مايحدث من انتهاكات جسيمة بحق الإنسانية في المحافظة من قبل هذه الميليشيا الارهابية من خلال خرقها لاتفاقية أوتاوا التي قضت بمنع واستخدام ونقل وتركيب وتخزين وزرع وإعادة تصنيع وتطوير الألغام ، وهو مايعني وفقا للأعراف الدولية تحد واضح وخطر على القانون الدولي الإنساني يتطلب التدخل الفوري لإيقافه ومعاقبة مرتكبيه.
كما ناشد الحكومة الشرعية بفتح البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في المحافظة كفرع مستقل بكامل صلاحياته وإمكانياته على أن يتم تدريب فريق محلي متكامل لإدارته وتشغيل برامجه.
وطالب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بدعم إنشاء وتفعيل مركز للأطراف الصناعية في محافظة الجوف لتلبية احتياجات ضحايا الألغام المتزايد عددهم يوما بعد يوم والذين هم بحاجة إلى أطراف صناعية ، كما نطالبه بتوفير أدوات ومعدات وسيارات لمهمات نزع الألغام ، وتأهيل فريق محلي هندسي على وجه السرعة وبشكل لايقبل التأجيل كون المشكلة متفاقمة ولايمكن السيطرة عليها إذا ما تم تجاهلها حاليا.