يموت اليمني بشكل متكرر وشبه يومي ودون كلل أو ملل يَبحث عن الحياة بين أزقة الموت، اليمن وطن تحوّل لساحة حرب ممتلئة بالموت بسبب وبدون سبب، والعالم الفسيح لا يكاد يتسع لإصبع يمني وحيد حتى ولو كان إصبع السبابة!
وبين الوطن المقبرة وجحيم العالم يعيش ثلاثون مليون إنسان مُدان باليمنية دون دليل إدانة وبلا تهمة مسبقة، معظم هؤلاء شباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين _او يحومون حولها_ بدون دفاع ومحامون ولا حتى قُضاة ومحكمة، فقط الإدانة والعقاب موجودين، الإدانة هي الجنسية اليمنية ووضع الشتات والقهر والموت هو العقاب.
ورغم هذا هناك من يبحث عن التفاؤل كنوع من الأمل والطمأنينة، والواقع يُدير ظهره للمتفائلين ويُظهر مؤخرته العجيبة أمام وجوههم، ويبقى اليأس حائراً مع هؤلاء المتفائلين!
اليأس هو الحل؛ لأن اليأس يعني عدم المحاولة والتعب والدوران في نفس الدائرة، ليس اليمنيين البسطاء سبباً في معاناتهم المصنوعة، بل هم الضحية والقود وسلعة المتسلطين، وعليهم ان يكفوا عن التفاؤل فهو يعني انتظار الحل من المتسببين بالمشكلة.