د. كمال البعداني :
مثل هذه الليلة ليلة الاربعاء 26 سبتمبر 1962م . لم تكن صنعاء ببيوتها وجبالها تعلم ان هذه هي اخر ليلة للامام محمد البدر ينام فيها في صنعاء . لم تكن صنعاء تعلم ان اصوات الدبابات وهديرها ستسمع يوم غدا داخل المدينة لاول مرة في تاريخها .. لم تكن اليمن من شمالها الى جنوبها تعلم ان يوم غدا الاربعاء سيكون يوم مولدها الى الدنيا . لم تكن تعلم عدن هذه الليلة انها سترقص طربا بعد اربعة وعشرين ساعة على وقع سماع بيانات الثورة من اذاعة صنعاء .. لم تكن الجزيرة العربية تعلم هذه الليلة ان صنعاء ستعلن للعالم يوم غدا خارطة سياسية جديدة للمنطقة لاول مرة في تاريخها . لم يكن جبل عيبان يعلم انه على موعد مع التاريخ وان اسمه سيتردد في مذكرات حرب الثورة اليمنية . و كلمات في نشيد وحديث الاعلام وكتبت التاريخ اليمني ابتدا من يوم غد .. لم تكن تعلم المنطقة الفسيحة في قلب صنعاء ان اسمها سيتحول من ميدان شرارة الى ميدان التحرير ابتدا من يوم غد 26 سبتمبر .. كانت تجارب الماضي وحفلات قطع الرؤوس تتماثل هذه الليلة في اذهان فتيان الثورة وهم بقتربون من ساعة الصفر . كانوا يدركون تمام الادراك ان هذه ربما هي المحاولة الاخيرة لتغيير الواقع المرير في اليمن بعد فشل العديد من المحاولات السابقة واذا ما تم الفشل فسيحتاجون الى عشرات السنين للنهوض من جديد . كتب الكثير منهم وصاياهم فهم يدركون ان فشلهم يعني نهايتهم ولحاقهم بسبف الامام بمن سبقوهم في 48 و 55 و 59 و 61 . كانوا يدركون ذلك جيدا لكنهم شمروا وشمروا وودعوا اهاليهم وحملوا رؤوسهم على اكفهم ليعلنوا للدنيا تاريخ جديد لهذا الشعب اسمه 26 سبتمبر فكان لهم ما ارادوا .. رحم الله من فارق منهم الحياة في الميدان او على فراشه .وامد الله باعمار من بقي منهم . سلام الله عليك يا سبتمبر . يامن ذابت فيك السلالية والعرقية والمذهبية والمناطقية . كلها اختفت ليلة 26 سبتمبر .. ليبقى اسم واحد فقط هو ( اليمن ) سلام الله عليك يا سبتمبر في كل وقت وحين مهما كانت الظروف والاحوال ..#كمال_البعداني
الخبر السابق
أخبار ذات صلة
انقر للتعليق
جار التحميل....