*كتب/ أحمد الشميري:
جاء في الوثيقة التاريخية في العام 1700″سجلات الأراضي المطلة على البحر” وتعتبر هذه الوثيقة هي أقدم السجلات في العالم التي ذكرت تايوان ، وابتداء من القرن السابع عشر فقد كان هناك بصمات تنموية وخدمية للأسر الملكية الصينية آن ذاك
وفي أواسط القرن السادس عشر احتل الهولنديون تايوان وأجزاء أخرى من الصين ، وفي العام 1662 قام الزعيم الصيني تشنغ تشنغ قونغ بطردهم واستعادة تايون حتى العام 1894 ونظراً للظروف الجيوسياسية آن ذاك أجبرت الاسرة المالكة الصينية على توقيع” معاهدة شيمونيوسيكي ” الغير المتكافئة عام 1895، والتي تضمنت تنازلها عن تايوان وجزر بونغهو لليابان ، وأثناء حكم الاستعمار الياباني لجزر تايوان وبونغو واجه سكانها مختلف أنواع المعاناة تمثلت بالعنصرية والتهميش ، مما جعل سكان هذه الجزر من اطلاق صرخات استغاثة للصينيين يطلبون منهم تحرير هذه المناطق من الاستعمار.
في بداية القرن التاسع عشر بدأت حركات المقاومة الصينية الشعبية لتحرير الأرض من اليابانيين . وأعلنت الحكومة الصينية في يوليو1937، “بيان إعلان الحرب ضد اليابان وإلغاء جميع المعاهدات الغير المتكافئة التي تم توقيعها مع اليابان ، بما فيه استعادة تايوان وجزر بونغهو . وفي عام 1945 أعلنت اليابان استسلامها وقبلت “بلاغ بوتسدام ” و”تصريح القاهرة ” ، وأعادت تايوان إلى الصين . وأصبحت تايوان مرة أخرى أرض صينية
وفي العام 1949 وأثناء الحرب الاهلية التي تدخلت فيها قوى خارجية لتفكيك الصين من جديد ، فقد توحدت معظم الأراضي الصينية تحت مسمى جمهورية الصين الشعبية ، والتي انضمت لها بقية الأراضي الصينية كـ هونكونغ وماكاو ولم تبقى سوى تايوان التي لاتزال الحكومة الصينية تسعى لضمها إلى الصين كونها تاريخياً وعرقياً هي صينية منذ القدم بحسب الوثائق الصينية القديمة.
لماذا تايوان لم تتحرر بعد !!
في أول أكتوبر عام 1949 ، تأسست جمهورية الصين الشعبية، وانسحب بعض المسؤولين العسكريين والإداريين من الكومينتانغ الصينيين الممولين خارجياً إلى تايوان بعد هزيمتهم في ذلك الوقت وشكلوا بقوة السلاح نظاما انفصاليا في تايوان
اليوم تسعى الحكومة الصينية التي ترى أنها مسؤولة على كل الصينيين وحفظ كرامتهم والحفاظ على حقوقهم وترى بأن قضية تايوان هي قضية صينية داخلية لا يتوجب على غير الصينيين التدخل فيها ، وأنه من الممكن أن يحلها الصينين بأنفسهم في أي طريقة كانت ، وترى بأن الصين واحدة لا تتجزء.
ماهو موقف الحكومة الصينية من حل قضية تايوان ؟
تستمر الحكومة الصينية في سعيها لإعادة توحيد الصين سلميا ودولة واحدة ونظامان” أي أنها تحقق إعادة توحيد الوطن الصيني بوسائل سلمية وفي الوقت نفسه تسمح بوجود نظامين اجتماعيين مختلفين اشتراكي ورأسمالي في آن واحد داخل دولة موحدة. كما هو الحال مع هونغ كونغ وماكاو ، حيث أن نظام الدولة الصينية اشتراكي وتطبق هونغ كونغ وماكاو نظام الرأس مالي في إطار دولة واحدة موحدة.
دولة واحدة ونظامان ..
إن نظرية ” دولة واحدة ونظامان ” مفهوم طرحه دنغ شياو بينغ مهندس الإصلاح الصيني من أجل حل مشكلة توحيد الصين ، وهو جزء من نظرية بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، وقد أصبحت سياسة أساسية لحكومة الصين . إن مفهوم ” دولة واحدة ونظامان ” يحترم التاريخ والواقع ، فلم يصن المصالح الأساسية لأبناء الشعب الصيني أجمع بما فيهم مواطنوهم في تايوان فحسب بل يحترم بالكامل أسلوب الحياة لمواطنيهم في تايوان وطموحهم في أن يكونوا مستقلين بشؤونهم الخاصة ويحمي مصالح مواطنيهم في تايوان، وعليه فإن هذا المفهوم معقول ومقبول وقابل للتطبيق بوجه نظر الحكومة الصينية
الالتزام بمبدأ الصين الواحدة أساس ومقدمة لإعادة التوحيد السلمي.
ظل الصينيون خلال عدة سنوات يتبادلون شعبياً واجتماعيا واقتصادياً وتجارياً كأبناء بلد واحد بين ضفتي مضيق تايوان ، رغم الوضع السياسي في تايوان ، وكما هي التبادلات المختلفة بين أبناء الصين جارية فإن الطريق الأمثل لرسم خارطة طريق سياسية تدعم تحقيق إعادة التوحيد السلمي “سياسياً” بين ضفتي المضيق عن طريق بناء الثقة والدخول في مفاوضات سياسية صينية صينية ، وترى الحكومة الصينية أنه لا بد أن يتم ذلك في ظل الالتزام الدقيق بمبدأ الصين الواحدة ، وعلى هذا الأساس يمكن تسوية جميع المشاكل الناتجة عن التبادلات بين الضفتين عبر المشاورات السلمية ، ويمكن إنهاء الخلافات بين الضفتين رسميا عبر المفاوضات السلمية ، كما يمكن إيجاد الوسائل والحلول لبعض المسائل الأخرى التي تهم مسؤولو تايوان.
وحرصاً من الحكومة الصينية على مصالح مواطني تايوان ، فهي لا تعترض على إجراء تايوان تبادلات اقتصادية وثقافية شعبية مع دول أخرى بل تشجع على كل ما يمكن أن يحقق تنمية ونهضة تايوان والمواطن الصيني في تايوان ، وفي الوقت نفسه تعارض الحكومة الصينية وبقوة أي علاقات دبلوماسية او سياسية مع تايوان لانه يشكل خطراً على مبدأ الصين الواحدة
والذي يشكل خطراً يهدد سلامة وأمن تايوان ومواطنيها وفي الوقت نفسه ويعتبر مخالفا لمبادئ القانون الدولي
هل يحق لتايوان الانضمام إلى الأمم المتحدة؟
إن الأمم المتحدة منظمة دولية تجمع دولا ذات سيادة كاملة ، وللصين مقعد وحيداً في الأمم المتحدة أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والعشرين في قرارها رقم 2758 في العام 1971 التي صوتت فيه عدد من الدول من ضمنها اليمن وعدد من الدول العربية والأجنبية أعلنت فيه ” الاعتراف بأن ممثل حكومة جمهورية الصين الشعبية ممثل شرعي وحيد للصين في الأمم المتحدة، وأن جمهورية الصين الشعبية هي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي .
ورغم محاولات مسؤولي تايوان خلال السنوات الأخيرة الحصول على عضوية الأمم المتحدة إلا أن تايوان لا تزال بصفتها مقاطعة صينية، وغير مؤهلة للانضمام للأمم المتحدة.