25.7 C
الجمهورية اليمنية
9:52 صباحًا - 27 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

لماذا إب؟!

* عيسى المرشدي:

كانت ومازالت وستظل محافظة إب وسط اليمن؛ شوكة ميزان البلاد أرضاً وإنساناً.

المحافظة الخضراء بمديرياتها العشرين شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً؛ محفوفة بأكثر من محافظة؛ جعلها غنيةً متعددة الثقافات والاهتمامات وحتى اللهجات، فتلك يريم والقفر شمالاً؛ المحاذية لمحافظة ذمار، مروراً بالحزم والفرع غرباً؛ المحاذية لمحافظة الحديدة، والعدين والفرع ومذيخرة وذي السفال والسياني جنوباً؛ المحاذية لمحافظة تعز، والسبرة وبعدان والنادرة شرقاً؛ المحاذية لمحافظة الضالع، وكذا الرضمة؛ المحاذية لمحافظة البيضاء، ناهيك عن وسط المحافظة المترامي الأطراف أريافا وحواضر من السدة والشعر والمخادر وحبيش وجبلة والظهار والمشنة، وصولاً إلى مركز المحافظة إب المدينة.

لقد أرسلَت المحافظة الشاسعة أبناءها لكل اليمن وإلى جميع أنحاء المعمورة حول العالم وفي كل المجالات؛ فعندما يشار إلى المغتربين ومنهم مغتربي أمريكا والخليج تجد أكثرهم من إب، فضلاً عن كثير من التجار في السعودية تجدهم من إب والكثير من الأرقام في عديد من المجالات، والإنسان الإبي هو ذلك العصامي المثابر و المجتهد والذي غالبا ما يعمل بصمت،

حتى إدارياً وسياسياً أتذكر أنه في العام ٢٠٠٧ تقريباً عندما كانت مراسيم العيد الوطني السابع عشر لإعادة تحقيق الوحدة في إب؛ أردف الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح أن حكومة تلك الفترة نصف أعضائها من إب! وهذا إن دل إنما يدل كفاءة إبن إب على الدوام.

حتى إعلامياً وصحافياً وثقافياً فترى معظم الوسائل الإعلامية المحلية منها والدولية؛ المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية فيها من أبناء المحافظة الكثير إداريين كانوا أو مدراء مكاتب أو كُتاب أو مثقفين أو عاملين، ومن ينسى لسان اليمن وقلمه الراحل د. عبدالعزيز المقالح، والشواهد على ذلك كثيرة.

لن أبحر في موضوع الجمال الرباني والزراعة وحجم الناتج الزراعي التي ترفد به إب بقية المحافظات، فضلاً عن الأودية الشهيرة والجبال والأماكن السياحية، فتلك هي إب على مر العصور والأزمان.

لكن ما ألمّ بالمحافظة مؤخراً نتيجة سيطرة المليشيا الحوثية لها بقوة السلاح مع بعض المحافظات المجاورة؛ لم يكن قليلاً بل ويزداد كل يوم، لقد عاثت المليشيا الفارسية بأرض إب فساداً؛ تارة بإرسال مشرفين من صعدة وما جاورها على رأس أهم الجهات، وتارة بخطف الناس من أماكن عملهم، وتارة بفرض إتاوات وجبايات، وتارة بسلب أراضي العامة والخاصة لحسابات أفراد في عصابة المليشيا، وتارة بفرض خطباء في الجوامع أو معلمين في المدارس محسوبين على الجماعة، وكل تلك الجرائم شوشت نقاء المحافظة وبهاءها الدائم، والذي لا بد وأن سيعود لها الأمان والجمال مع بقية البلاد السعيدة على كامل ترابها بزوال الكهنوت السلالية عاجلاً غير آجل،،

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد