بينما اختفت كل قيادات المؤتمر الشعبي العام عن المشهد بعد مقتل زعيمهم علي عبد الله صالح على ايدي الحوثيين البارحة ظهرت وجوه عديدة من اتباع الرئيس المقتول في صفوف الشرعية بالرياض وبشكل اظهر ازمة كبيرة يعيشها الحزب على المستوى الداخلي وفي الخارج.
فبينما كان يتوقع الجميع من مراقبين دوليين وإقليميين ان يحرك مقتل صالح بتلك الطريقة مجاميع حاشدة في صنعاء وان تستمر انتفاضة شعبية كبيرة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية
إلا ان ردة الفعل ظهرت عكس المتوقع تماما بل وشكل صدمة للكثيرين.
حيث ساد الرعب شوارع صنعاء وتوارات القيادات السياسية والإعلامية في اليمن عن تأييد صالح او الإشارة اليه بإيجابية.
والمثير للريبة هو صمت قيادات محسوبة على الرئيس المغدور تتواجد في الخارج وتحظى بامكانيات هائلة.
وفي ذلك يقول د . محمد قادري السقاف ان صمت اتباع صالح في صنعاء يمكن تفهمه مع حالات القمع الرهيبة التي تمارسها ميليشيا الحوثي، لكن غير المفهوم هو تواري قيادات تابعة لصالح وتعيش في الخارج ولديها امكانات وعلاقات كبيرة وربما يعود ذلك لارتباك المشهد ولان الكل كان يتحرك فقط لخاطر العلاقات الشخصية بالرجل وانه بعد مقتله تحرروا من هذا الارتباط، او قد يكون هناك ما كان الرجل يهددهم به ويجعلهم تحت طوع امره او اتباعا له لا يعلنون الانشقاق عنه على الاقل.
ووصفت تصريحات ابن شقيقه العقيد يحيى محمد عبدالله صالح التي ادلى بها لقناة روسيا اليوم قبل يومين واشار فيها لرفضه الحوار مع الشرعية وإمكانية مد يده لميليشيا الحوثي بانها محاوله لوراثة عمه عبر وسطاء مقربين من الحوثيين في صنعاء.
ولكن الملاحظات الهامة التي أفرزتها التطورات الأخيرة ومقتل صالح هو بروز التيار المؤيد له بقوة في صفوف الشرعية، ووصف اعلامي مقرب من رئاسة الوزراء في الحكومة الشرعية ان تيار المؤتمر المؤيد لصالح انتفض بقوة يدافع عن الرئيس القتيل، وان قوة تابعيه طاغية في صفوف الشرعية إلى درجة ان كل الظهور الإعلامي الناعي له والممجد له ظهر في الشرعية بل ومن قبل غالبية من تقلدوا مناصب كبيرة في حكومة الشرعية، اكثر من أتباعه في صنعاء والعواصم الأخرى التي يتواجدون فيها كالقاهرة وعمان ولندن.
ولزم الصمت اشخاص مهمين مثل ابوبكر القربى وزير خارجية صالح لفترة طويلة وعضو وفود الحوار عنه في سويسرا والكويت او سكرتيره الأشهر عبده بورجي، وطاقمه السياسي في الاردن وألمانيا، فيما تحركت بقوة شخصيات في مواقع سيادية وغيرها داخل الحكومة الشرعية تصف الرجل بالشهيد والبطل.
بل وقاد الكثير ممن فروا بالامس الى الرياض القاهرة وقارعوا صالح ووصفوه بالمجرم والسفاح ونعتوه بالمخلوع وقالوا انهم ملاحقين من جماعته لمواقفهم المناهضة له حملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام تمجد المغدور وتصفه بالرئيس والزعيم، وتكيل التهم لكل من يخالفهم او يبدي تحفظا على الترحم لصالح حتى وصفها البعض بحملة الترحم الاجبارية.
وطالبوا ايضا بإعلان القيادة لنجله احمد علي المحتجز في الإمارات متناسيين انه مشمول بالعقوبات والقرار الدولي.
وقال وكيل وزارة اعلام الشرعية نجيب غلاب المقيم في الرياض في منشور له بالفيس بوك:
“نطالب وبوضوح وعزم بضرورة اخراج احمد علي الى الواجهة ورفع عقوبات الامم المتحدة ليكون له دورا مهما سياسيا وعسكريا.
المعركة القادمة للقضاء على الكهنوتية وتجريمها واجتثاث مليشياتها وتجفيف منابع الجريمة تحتاج تغيير.
كما ان ترتيب اوضاع المؤتمر وإخراج بعض الشرعية من صناديقها المعفنة.”
ومثله كتب عدد من الصحفيين الذين يتبعون رابطة إعلام الشرعية او نشطاء سياسين بالرياض.
وصمت معظم مؤيدي علي عبد الله صالح في الداخل او ممثليه رسميا في الخارج.
وكتب بعض الصحفيين مفاجئات حقيقية للرأي العام مثل أن البيانات المؤيدة لتيار صالح او الحسابات التي تظهر بأسماء تابعة له مثل حساب الوزيرة في حكومة الانقلاب بصنعاء فايقه السيد هي حسابات تدار من صحفيي الشرعية في الرياض كما ذكر ذلك عامر الدميني مدير موقع اليمن بوست.
ومع تطور الاحداث ستظهر الأيام المقبلة مفاجئات عدة يرى البعض انها قد تكون صادمة في تبدل الولاءات والمزيد من التشظي الذي تعيشه اليمن.