26.3 C
الجمهورية اليمنية
1:38 صباحًا - 5 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

قصة غوبر

مروان الغفوري :

أمس المساء كنا معزومين عند زميل وصديق، استشاري قلب، من حضرموت. تعشينا وسهرنا، والعيال لعبوا، وهيلين قلبت الدنيا رأساً على عقب. أنا والزميل حُميد قعدنا نحكي في السياسة وما حولها. في منتصف الحديث سألته: سمعت كلمة أبو علي الحاكم للقبائل بيوم ٣ ديسمبر، قبل مقتل صالح بيوم؟

فتحنا يوتيوب على شاشة تلفزيون كبيرة. استمعنا لخطاب الحاكم مرتين.

ولاحظنا شيئاً مثيراً ومذهلاً.. 🙂

سرد أبو علي ما قال إنها مؤامرات وخيانات صالح. ركز على تواصل صالح مع العدوان، وقدم تلك السردية بوصفها ذنب صالح الأكبر وخيانته العظمى. وختم كلمته بترديد جملة “يُحرم عليه” ثلاث مرات.

إليكم المثير في حديثه:

قال الحاكم للقبائل إن “صالح” أرسل يحيى غوبر إلى الأردن لكي يعمل كحلقة وصل بينه وبين علي محسن من هناك. وأن غوبر قام بالمهمة وفتح خطوط اتصال وتنسيق بين صالح وعلي محسن، وبين صالح والتحالف.

بعد دقيقتين من الشرح يقول أبو علي الحاكم:
هو ذا عمي يحيى غوبر موجود معانا وبيسمعنا ما بنتقفاش على حد.

يعني يحيى غوبر،الرجل الذي أوكل إليه صالح أخطر مهمة، ذهب إلى أبو علي الحاكم ونقل له كل شي: الأخبار، الترتيبات، الأسرار، الخطوط.. إلخ

وصف الحاكم يحيى غوبر ب”العم”، بما في الكلمة من تبجيل ووقار ورضا، رغم ما قام به. وليس من معنى لتلك المهابة سوى أن العم غوبر كان نافعاً للجماعة ومخلصاً.

… علم صالح رجاله الغدر والخيانات، دربهم على الخديعة والاحتيال، رباهم على اللصوصية وتبديل الولاءات، درسهم كيف يقوم المرء بالفعل وضده في الوقت نفسه، وكان مثالاً بارزاً في كيف يخون المرء حتى نفسه وعشيرته..

في الأخير.. حصل صالح على فريق من الرجال الجاهزين للغدر به وبأقل التكاليف.
فهم لم يتعلموا منه غير ذلك.

قصة غوبر ليست أكثر من مثال صغير كشفته زلة لسان.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد