27.3 C
الجمهورية اليمنية
6:12 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارعين الحقيقة

أزمة اليمن تشعل صراعا جديدا بين التحالف العربي والأمم المتحدة

اليمن الاتحادي / خاص :

تفجر مجددا صراع علني بين الأمم المتحدة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن
بعد تقرير منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن الاخير الذي وصف تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية بالعبث.
ومتهما اياه في بيانه يوم امس الاول الخميس انه يدمر بقصفه فقط كل بنية لليمن.
ويبدو أن سياسة غض الطرف بين التحالف العربي والأمم المتحدة انتهت وبرزت لغة كسر العظم بوضوح.
فالتحالف يرى بالممثل المقيم صوت متعاطف مع الإنقلاب بل وموالي لمؤامرة تستهدف السعودية والخليج.
والأمم المتحدة ترد انها تريد استعادة بعض هيبتها التي فقدت ولم يعد الشارع اليمني يضع اي امل لدورها.

” مطالبات حكومية بتغيير المنسق”

بدورها طالبت ​اطراف في الحكومة​ بتغيير منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك متهمةً اياه بعدم النزاهة والحيادية في أدائه لمهامه والانحياز لمليشيا الحوثي الانقلابية وتعامله معها، دون التعامل مع الحكومة الشرعية.

وشكك مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في الأهداف الحقيقية التي يسعى لتحقيقها ماكغولدريك وتكرار المواقف المنحازة لميليشيا الانقلاب الإرهابية رغم الجرائم التي تقترفها ضد المدنيين بكافة انواع الاسلحة التي استولت عليها وتلك حصلت عليها من ايران.

ودعا المصدر منظمة الأمم المتحدة الى إعادة النظر واجراء التحقيق في الأهداف الحقيقية التي تدور في اطار مكتب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، كما دعا الى تغيير جذري لطاقم مكتب المنسق وفي المقدمة ماكغولدريك.

وتحدث المصدر عن اختطافات الحوثيين المستمرة للمواطنين الذين يعيشون اوضاع مأساوية وحصار القرى والمدن الرافضة لهمجيتهم وتجويع المواطنين فيها , والتي كان اخرها قرية الحيمة بمحافظة تعز والابادة الجماعية التي تمارسها الميليشيا في حق القرويين العزل منهم، إضافة الى الاعتقالات والاعدامات الجماعية التي مارستها الميليشيا بحق معارضيها.

واستغرب المصدر في تصريحه لوكالة “سبأ” من تعمد تسميتها بسلطات الامر الواقع معتبرا اياه مخالفاً لقرارات مجلس الامن وبيانات الأمم المتحدة في محاولة منه لإضفاء الشرعية على ميليشيات الانقلاب في اليمن واستمراراً في تضليل الرأي العام الدولي.

 “اثارة الشكوك حول معلومات الامم المتحدة”

من  جانب اخر أبدى المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، يوم امس أسفه لما ورد في بيان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك والصادر يوم امس الاول الخميس والذي انحاز بكل وضوح للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وقال المالكي، “إن المنسق الأممي تناسى وجود قناة اتصال مباشرة على مدار الساعة مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية لقيادة قوات التحالف تمكنه من الاستفسار عن المعلومات التي أوردها في بيانه دون تحقق أو تثبت ما يؤكد انحيازه للحوثيين وتسيّسه للعمل الإنساني الموكل إليه متجاهلاً ما تقوم به الميليشيات من جرائم وانتهاكات ضد الشعب اليمني”.

وأضاف أن “هذا البيان يخلق حالة من الشك المستمر حول المعلومات والبيانات التي تعتمد عليها الأمم المتحدة ويطعن في مصداقيتها والتي سبق وأن أشارت إليها قوات التحالف في بيانات سابقة وآخرها المعلومات الواردة في تقرير الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح”.

ودعا المالكي الأمم المتحدة الى مراجعة آلية العمل الانساني وكفاءة موظفيها العاملين في اليمن ومراقبة أدائهم مجدداً، مطالبا اياها بتطبيق مقترحات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن ميناء الحديدة التي رفضها الحوثيون رغم موافقة الحكومة الشرعية عليها.

واكد المالكي على التزام التحالف بتطبيق مواد القانون الدولي الإنساني وخاصة المتعلقة بحماية المدنيين وتطبيق أعلى معايير الاستهداف الدولية وحرصه على تحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن والتي تسببت بها ميلشيات إيران.

“الامم المتحدة: التحالف يستخف بالحياة الانسانية”

وكان منسق ​الأمم المتحدة​ في ​اليمن​ جيمي مكجولدريك قد اتهم التحالف الذي تقوده ​السعودية​ في بيانه الاخير بقتل 109 مدنيا في اليمن في ​غارات جوية​ على مدى الأيام العشرة الأخيرة، من بينهم 54 في سوق مزدحمة في قرية الحيمة بمديرية التعزية بمحافظة تعز يوم الثلاثاء و14 من عائلة واحدة في مزرعة”، وذلك بحسب تقارير مبدئية من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان​.

وأضاف ” وفي 26 ديسمبر أيضا، أسفرت غارة جوية على مزرعة بمديرية التحيتا محافظة الحديدة عن مقتل 14 شخصا من نفس الأسرة، وهؤلاء الضحايا الجدد هم إضافة إلى الخسائر والإصابات التي سجلت في صفوف المدنيين خلال الأيام العشرة الأخيرة، حيث قتل 41 شخصا وأصيب 43 آخرين في غارات جوية في عدة محافظات في جميع أنحاء اليمن”.

ووصف مكجولدريك الحرب بأنها “لا طائل منها وغير عقلانية”، معتبرا ان “هذه الحوادث تثبت الاستخفاف التام بالحياة الإنسانية الذي تواصل كل الأطراف بما في ذلك التحالف بقيادة السعودية إظهاره في هذه الحرب غير العقلانية التي لم تسفر إلا عن دمار البلد ومعاناة هائلة لشعبه الذي يعاقب في إطار حملة عسكرية لا طائل منها ينفذها الجانبين”.

وذكًر منسق الامم المتحد جميع أطراف النزاع، بما في ذلك التحالف الذي تقوده السعودية، بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بتجنيب المدنيين والبنية التحتية المدنية ويلات الصراع وبالتمييز دائما بين الأهداف المدنية والعسكرية.

” والقادم …معارك تكسر العظم”

وامام عودة النغمة التي ارتفعت بأن هناك تحريك للملف السياسي في اليمن والمفاوضات، ارتفعت أصوات الترحيب في أوساط الحوثيين لاي تحرك دولي من اجل تخفيف حالة القصف الجوي الذي يقوم به التحالف من ناحية، ومن ناحية أخرى يحلم الحوثيون بالاعتراف بهم كطرف وحيد ومفاوض في الأزمة.

وهذا سيعطيهم قوة سياسية وإعادة هندسة علاقاتهم مع الأمم المتحدة ومع دول إقليمية مثل سلطنة عمان وإيران ودول أخرى مثل ألمانيا وتحريك ملفهم السياسي ومحاولة الخروج من وصمهم بميليشيا منفلتة.
في المقابل لا يمكن للتحالف العربي وعلى رأسه السعودية والإمارات ان يعطي هذه الفرصة للحوثيين وإلا فإنها ستكون بمثابة هزيمة قاسية.
لهذا كان ظهر الاستنفار الشديد ازاء تصريح ممثل مكتب الأمم المتحدة والذي يبدو انه مرشح للتصعيد.
حيث تملك الدول الداعمة للشرعية من القوة مايمكنها من اضعاف مكتب الأمم المتحدة وربما إخراج الرجل الذي سينتهي عمله قريبا.
فيما تملك الأمم المتحدة أدواتها التي تساعدها في النيل من التحالف وخصوصا السعودية و الإمارات ومعهم الحكومة الشرعية عبر تقارير تدين تردي الوضع الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي.
ويأتي التحضير الأكبر في هذا المجال بعد اشهر من لجنة خبراء الأمم المتحدة المعينين لوضع تقرير عن حالة حقوق الإنسان في اليمن بحسب تكليف مجلس حقوق الإنسان في جنيف في سبتمبر الماضي.
حيث شرع فريق واسع من المحققين في العمل على الامر من مكتب بيروت، ويتوقع ان يكون العام القادم 2018 عام الحملات الأممية على وضع اليمن والتصعيد الأكبر ضد التحالف والحكومة الشرعية.

 

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد