تقرير / نبيل الشرعبي :
ما الذي يحدث في إذاعة صنعاء.. كيف يكرم روادها من عملاقة الاعلام الإذاعي في اليمن بالحرمان من أبسط حقوقهم القانونية المتمثلة بالراتب والذي في الأصل صار نصف راتب كل خمسة أشهر، مقابل استمرار عمل هذه الكوادر دون توقف..
زهور ناصر، جمال الرميم، علي أحمد السياني، أماني رواح، سامية العنسي، عبدالله الحيفي، سعاد الويسي، مطيع الفقية، منى البار، سمر الحاضري، وكثير من الأسماء الإذاعية التي لا يتسع المجال لذكرها مع جل اعتذاري عن ذلك.. وبعضها على مدى عشرات السنين تجاوزت بصوت أثيرها الإذاعي حدود المكان لتصل إلى كل بقاع اليمن عبر إذاعة صنعاء وفي برامج متعددة وهادفة تبدء من التوعية الأسرية وتستمر مروراً بالتهذيب النفسي والأخلاقي وبناء المجتمع وصولاً إلى بناء الوطن.. لكن وبدلاً من تكريم هذه الهامات الاعلامية وجدت نفسها محرومة من حقوقها، ليس لشيء غير أنها انتمت للوطن فقط، ورفضت أن يكون حاضر في أجندتها غير الوطن..
وأنا المنحدر من أصول ريفية من محافظة تعز_ مديرية شرعب، وبكل تواضع أقول إن إذاعة صنعاء كانت بهذه الهامات الاعلامية بالنسبة لي ولكثير غيري خلال عشرين سنة قضيتها بالريف، كانت توازي المنهج الدراسي، بل لا أبالغ في القول إن ما تلقيته من معارف عبر هذه الهامات الاعلامية يفوق ما تعلمته من المناهج الدراسية..
صديقي وأخي عبدالمنعم_ الذي يكبرني بأعوام_ وهو مدرس مادة الرياضيات في إحدى مدارس شرعب، كان في زيارة لصنعاء مع والدتي حفظها الله_ الأسبوع الماضي، وخلال نقاش دار بيني وبينه حول الاعلام ودوره في التوعية والبناء المعرفي.. كان مستاء للغاية وهو يسألني عن أسباب توقف غالبية البرامج الإذاعية بإذاعة صنعاء والتي حد وصفه وأنا كذلك كانت برامج ذات نسق وتوجه معرفي ينشد الأخلاق والسلم المجتمعي وبناء إنسان متسلح بالقيم السوية..
والدتي الغالية عافاها الله هي الأخرى مثل غالبية أمهات الريف اليمني_ رغم أنها لم تحظى بفرصة التعليم، تشاركت معنا الحوار وأكدت أنها كانت تجد في إذاعة صنعاء إلى ما قبل أعوام تجد فيها ما يجذبها للمتابعة والاستماع إليها، وبسبب توقف ما كان يجذبها للاستماع بإذاعة صنعاء لم تعد ترغب في سماع الإذاعات لأنه ليس فيها ما يفيد، بل العكس تحولت إلى مصدر لبث الخوف والفرقة والكراهية والموت..
غادر أخي عبدالمنعم، صنعاء نحو ريف قريتنا بشرعب دون أن يجد إجابة لسؤاله، مع أني كنت اطلعت على خبر حرمان غالبية كوادر إذاعة صنعاء من حقوقها المتمثلة بنصف راتب كل خمسة أشهر، ولكني لم أرغب في اخباره بذلك حتى لا أتسبب في معاظمة حزنه حيال نافذة الضوء_ إذاعة صنعاء_ كما يصفها..
فمن أجل أمي الغالية نور وأخي عبدالمنعم وغيرهم من اليمنيين ممن عشق إذاعة صنعاء بأصواتها الإذاعية الابداعية، من اجلهم اعيدوا لإذاعة صنعاء رونقها.. انتصروا لنافذة الضوء هذه والتي كانت بمثل هذه الهامات الاعلامية: زهور ناصر، جمال الرميم، علي أحمد السياني، أماني رواح، سامية العنسي، عبدالله الحيفي، سعاد الويسي، مطيع الفقية، منى البار، سمر الحاضري وكثير من الأسماء التي لا يتسع المجال لذكرها مع جل اعتذاري عن ذلك..
انتصروا لقيم الحب والإنسان السوي.. انتصروا لنافذة الضوء وروادها_ إذاعة صنعاء قبل أن تعلم أمي، فلو علمت أمي نور كيف يُعامل رواد أثيرها الإذاعي المفضل سوف تبكي كثيراً وستدعوا عليكم، فلا تجبروا أمي نور على أن تكرهكم أكثر.. انتصروا لرواد أثيرها الغالي..