شهدت مدينة ذمار خلال الفترة الأخيرة مقتل الكثير من القيادات العسكرية لها في الجبهات وفي المحافظة أبرزهم المكنى “أبو هواجس” والذي كان المعين لإدارة قسم الشرقية بالمدينة ومشرف المربع الشرقي للمدينة، والذي قتل على يد مدير القسم السابق، ويعد الثاني من رؤوسا الأقسام بالمدينة الذي لقي مصرعه بعد رئيس قسم منطقة “هران” فيما أصيب رئيس قسم المدينة قبل فترة زمنية على خلفية خلافات داخل أوسط المليشيات الحوثية بالمحافظة.
إلى جانب ذلك قتل قيادي بمديرية عتمة غرب المحافظة برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية والذي يدعى “أبو رصاص” مشرف المليشيات الحوثية بمنطقة عزلة الشرم السافل، واستحدثت المليشيات بعدها الكثير من نقاط التفتيش مجاورة للمنطقة، حيث يتكرر سيناريو القتل لأكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
وقالت مصادر إن المليشيات تسعى للتجنيد الإجباري والبحث عن مقاتلين جدد والبحث عن أفراد قوات الجيش اليمني والذين يتبعون قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بالمحافظة وإلحاقهم بالجبهات وذلك بعد فرارهم من النقاط والجبهات عقب مقتل الرئيس السابق علي صالح.
وشكلت مليشيات الحوثي شكلت لجان ميدانية تقوم بالنزول إلى مختلف القرى والعزل في المحافظة؛ وحصر كافة الأفراد المنتمين لصفوف الجيش اليمني السابق، والذين لا يزالون في منازلهم، وكانت البداية من مديرية “الحداء” ويتم استدعائهم وتدريبهم دورات خلال 26 يوم في مكان مجهول دون معرفة أماكنهم او الاتصال بهم او معرفة أخبارهم.
وأكدت المصادر أن المليشيات استحدثت الكثير من المعسكرات وتحويل الكثير من المناطق الحيوية والمنشئات الحكومية الى ثكنات عسكرية أبرزها الأستاذ الرياضي بذمار، وكلية المجتمع شمال المحافظة ومنطقة “هران”، وعددا المناطق في المديريات كمديرية جبل الشرق وأنس وجهران وعنس ومغرب عنس.
في الوقت ذاته يجري العديد من التعيينات في المناطق المهمة والحيوية والمناصب الحكومية للمليشيات الحوثية أو من يتبعهم وإزاحة كل مناهضيهم وخصوصا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، وأبرزهم مدير أمن محافظة ذمار الإدريسي وتعيين قيادي حوثي، فيما تم تعيين مديرا لصندوق التحسين أحد الشباب ويعد من أقارب أمين العاصمة المعين من قبل الحوثيين حمود عباد ابن شقيقة، الى جانب مكتب الأوقاف والإرشاد ومدير مكتب التربية ورئيس جامعة ذمار.
فيما تظل الاقتحامات والاختطافات والاعتقالات واردة بين الحين والآخر وتتم دون الرجوع للقانون أو توجيه أي تهمة لمن يتم استهدافه وهذا الأمر الذي أثار غضب أبناء المحافظة ولكن المحافظة ترضخ لقوة السلاح، حيث تعج سجون المليشيات بمئات المعتقلين في العديد من السجون ومنها ” السجن المركزي وكذا تحويل كلية المجتمع إلى سجن ومعتقلا يمارس فيه التعذيب ضد المعتقلين.
وترزح المحافظة لحكم المليشيات للعام الثالث على التوالي تحت وطأة الحوثيين والتي تزداد معاناة المواطنين يوم بعد آخر وغياب الخدمات الأساسية كالماء ونهب المحلات التجارية وخلق جرعات جديدة بحق المواطنين.