اليمن الاتحادي/ خاص :
تفجرت ازمة سياسية جديدة بين القوى السياسية اليمنية بسبب ما أطلق عليه إعادة رموز حكم علي عبد الله صالح إلى الواجهة.
حيث انفجر الوضع مع تمكين طارق محمد صالح نجل ابن شقيق علي عبد الله صالح وقائد حراسته حتى مقتله من قبل بعض القوات المدعومة من الإمارات العربية في الساحل الغربي لمحافظة تعز ومحافظة الحديده المتاخمة لها.
وخرجت تعز بمسيرة حاشدة ترفض إعادة طارق إلى الواجهه وأثارت المسيرة جدلا سياسيا واسعا بسبب بروز حزب التجمع اليمني للإصلاح فيها، وترديد شعارات ضد دول التحالف العربي وخصوصا الإمارات العربية المتحدة وكذلك تناول محافظ تعز امين احمد محمود.
وأصدر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بيانا يندد بذلك ويعتبر ان ذلك تفتيتا للموقف السياسي في هذه المرحلة.
وردت رموز التجمع اليمني للإصلاح وعبر منابر إعلامية عديدة وشخصيات قيادية مثل توكل كرمان بقوة ضد التنظيم الناصري.
وظهرت فجوة الخلاف بين شركاء الموقف المناهض للحوثيين واسعة وأكثر ضراوة من أي وقت مضى
صراع مخلفات عفاش :
ويرى مراقبون سياسيون ان ما يجري هو صراع الأجنحة السابقة لنظام علي عبد الله صالح أكثر منه صراع مع التحالف العربي.
وحول رفض الشارع السياسي في اليمن لتوجه التحالف العربي في تمكين طارق صالح من قوة عسكرية يواجه بها الحوثيين تسائل الدكتور عادل الشرجبي استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء قائلا “وماذا عن تمكين علي محسن الأحمر وعلي صالح عفاش الأخ غير الشقيق لعلي عبدالله صالح؟؟ وهما كانا من رموز نظام صالح ومتورطين في كل جرائمه!!”.
وما ذهب اليه الدكتور عادل الشرجبي اكده كتاب آخرون في تناولهم لمسيرة تعز أمس الأول التي خرجت تندد بإعادة طارق للواجهه.
وقالوا ان ما يجري هو تحريك حزب التجمع اليمني للإصلاح لقواعده الشعبية في رسالة قوية ترسل للتحالف العربي في أن الخطوات القائمة الان في تمكين وجوه معينة من نظام عفاش سواء في الحكومة من وزراء احمد بن دغر إلى محافظ البنك المركزي محمد زمام إلى تمكين طارق عفاش من معسكر الأشعري في الخوخة على الساحل الغربي لليمن لن تمر بسهولة.
وكل هذه الخطوات تضعف جناح الإصلاح وعلي محسن الأحمر، وبالتالي لن يسمح بها او على الاقل سيتم تحجيمها، ولهذا تمت العودة إلى استراتيجية تحريك الشارع الغاضب.
صراع مصالح ضخمة
ويرى د. قادري السقاف ان من حرك المسيرات هي قوى المصالح الضخمة في الإصلاح وجماعة علي محسن وجزء مدعوم من اجنحة في الرئاسة بل والتحالف نفسه وذلك لوضع إشارات عدم تشكل قوى جديدة قد تكون بديلة عن الرئاسة نفسها.
وإذا تنامت هذه القوى بقوة ستزيح نفوذ التجمع اليمني للإصلاح نفسه، مشيرا إلى ترابط ذلك بتنامي الحراك الجنوبي وترابط مصدر الدعم الواحد.
وحول تحريك الشارع السياسي في تعز قال هو تحريك مشاعر الشارع الجريح الذي يحس بالقهر ولم يفهم التحالف العربي بعد اهميته، وستبقى قضية تعز اكبر من اختطافها ولكنها تدفع ثمن كبير للغاية.
صراع الأجنحة :
ويرى احد مستشاري الحكومة اليمنية في الرياض أن صراع الأجنحة في السلطة الشرعية وصل مداه محملا أجهزة في التحالف العربي مسؤولية تفتيت قوة الشرعية في اليمن.
وحول ما أثير من غضب الشارع عن إعادة طارق إلى الواجهه قال : ” أن المسألة ليست في طارق ولكن في أنه أراد العودة عن طريق أخر ينافس فيه علي محسن والآخرين من شركاء عمه المقتول في إشارة لعلي عبدالله صالح.”.
مؤكدا ان علي صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لعفاش كان شريكا في كل الجرائم وآخرها استمرار حصار تعز لكنه جاء إلى الرياض عبر علي محسن الأحمر وتم تسويقه إلى درجة تعيينه قائدا للقوات الخاصة وهو منصب رفيع
وانه اي علي صالح الاحمر بسبب إعادة تلاحمه مع أجنحة عفاش السابقة اي علي محسن وجزء من الحكومة
سوق له بنفس الأدوات الإعلامية التي تهاجم طارق الآن بأنه رجل وطني وقائد عسكري فذ بينما الواقع حد تعبيره ان من نفس القاده الذين تولوا مناصبهم لقرابتهم ولا إمكانيات علميه لهم وكان شريكا بكل مرحلة عفاش السابقة
ويرى ان طارق لن ينجح في مواجهة حليف عمه القوي وشارع غاضب يسهل تأجيجه
وان ما يجري الان هو امتداد لصراع الأجنحة وتوريث الحكم منذ 2006 مرورا بأحداث 2011
تحذير من الانتقام :
وحذر سياسيون كثر من الذهاب في دعم طارق عفاش بقوة تريد تنتقم فقط لنفسه ومكاسبه من الحوثيين أكثر منها حركة لتعزيز استقرار اليمن وإعادة المؤسسات
حيث سيكون ذلك تأجيج للصراعات القائمة اكثر منه إنهاء للإنقلاب الحوثي، مؤكدين ان طارق لم ينجح وهو في أوج قوته مع عمه القتيل وبالتالي كيف سينجح الآن وهو في وضع المطارد.