بقلم: د. محمد علي السفياني
تحدث السفير السعودي لدى اليمن حول مساعدته في تهريب علي محسن الأحمر
وبشكل لم يقصد الإساءة ولكن سرد واقعة حقيقيه وسهله
وهي ان الرجل مع دخول الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر لم يتكمن من مواجهتهم وقرر الفرار إلى السعودية فلجأ الى السفارة وقال للسفير
(انا في وجه الملك عبدالله ووجهك ) وهو أمر متعارف عليه في طلب الحماية واللجؤ بين العشائر
وهنا قال السفير انه تدبر الأمر وعمل على تهريبه اولا إلى مقر الرئيس عبدربه منصور هادي ثم طلب السفير طائرة هليكوبتر لتنقل محسن ومرافقيه إلى جيزان
وقال السفير لمسؤول مهم في القوات الجوية اليمنية الذي تدبر له الطائرة ( ولم يذكر اسمه )
انه يريد الطائرة لنقل اسرته
( زوجتي وأولادي) حسب لفظ السفير وهنا تفاعل معه المسؤول اليمني وقال له ابشر
واهلك هم اهلنا !
* هذه الرواية البسيطه والواضح انها حقيقة ولا تغضب احد لأنها حقيقة
لكن سخر الكثير من الفريق علي محسن وانه ظهر فارا هاربا من صنعاء ومتنكرا كزوجة سفير!
الى هنا والسخرية من الرجل رغم قسوتها يفترض ان لا تثيرنا ولا نواجهها بغير الابتسامة
كون كل القاده فروا من صنعاء او رضخوا للحوثين بشكل مذل او صمت وقهر
وكل هذا معروف ومعلن
* لكن ما أثار الامر وجعله قضية للنقاش تلك الحمله المضادة للدفاع عن علي محسن بحجة ان ما عمله بطولة وان القول انه هزم وهرب من أمام الحوثيين قول غير صحيح
بل ونشرت كل وسائل تواصل واعلام أجهزة صالح وما تبقى من قوى الأمن السابقة مقال علي البخيتي المدافع عن علي محسن
ممجدا بطولات محسن وعفاش وطبعا مسفها الرئيس عبدربه منصور
وهنا وجب التوضيح قبل ان ينساق مثل هؤلاء ويكرسون كل كذبة وأنها حقيقية ونبدأ
1.* حقيقة انهزام علي محسن لا تحتاج جدل والرجل الذي سيطر على ثلثي أراضي البلاد وتحكم بقرارها العسكري ثلاثة عقود بصفته رأس وعقل كل قوة علي عبد الله صالح واهم الحكام في عهده
بالاخير يسفهه علي البخيتي ويقول في روايه لا يمكن تصديقها لانه جعل مثلث اثباته هو وشقيقه محمد وعبدالملك الحوثي نفسه
وبالتالي إذا أردنا ان نتأكد نذهب للحوثي شخصيا وهذا هو المستحيل بعينه او نقبل ببطولات علي البخيتي واخوه
( في صنعاء مثل خيري واخوه ) ليس وقته الان
لكن الرجل الباحث عن الشهرة والمدافع عن اعادة تكريس مشروع الهضبة كرس ما كتب ليظهر نفسه المتنبيء وصانع الحدث فهو قال لشقيقه والحوثي قال له وهو قال لعلي محسن وهذا قال عنه
وروايه مفبركه تدعو للرثاء من أجل استنهاض رموز الهضبة الشماليه الشامخة بينما الحقيقة ان كل رموز الهضبة كعسكريين وأولهم علي محسن وعلي عبدالله صالح وكل اسرتهم من يحيي واحمد وعمار ومحمد صالح وعلي صالح وحاوى ومقوله وعوبلي وووو كلهم رضخوا للحوثي ومسح بكرامتهم الأرض ولم يعملوا موقف بطولي واحد
وعندما واجه اولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ميليشيات الحوثي هزموا بسبب تخلي المحيط الحاضن للقبيله وتحوله لمحيط مؤمن بالحوثي حتى الموت.
وكل السياسيين من مؤتمر وإصلاح ومشايخ في هذه المحافظات قبلوا ركب أطفال الحوثي وركعوا له
وهذا لا يعيب بالمناسبة لأن معظم القبائل تعمل ذلك عن قناعة واولها اسرة البخيتي وقبيلته في الحداء وذمار المخزن البشري للحوثي.
والوحيد الذي اعتصم ببيته وقاوم كان عبدربه منصور هادي حتى هرب الى عدن
ورفض عبدربه ان يسلم للحوثي رغم حصاره وضرب منزله وقتل حراسته وتخلي كل الجيش عنه وأولهم ما تبقى من قوات محسن والإصلاح.
* والمدن الوحيدة التي قاومت الحوثيين ولاتزال هي تعز ومارب والبيضاء
والمدن التي طردت الحوثيين هي عدن ومدن الجنوب
لكن البخيتي والآلة الإعلامية للمشروع الطائفي المناطقي الذي يمثله البخيتي اوغلاب او كتاب المرتمر وأصحاب محسن في الرياض والقاهرة وعمان لا يرون الحسم والبطولات الا بدائرة ضيقه كل امنيتها إعادة فساد وطائفية عفاش
وكل الأمنيات عندهم ان ينتصر الحوثي ويحتوي الكل لا ان يستمر بمفرده كما هو الآن ولا يقبل بحصة لهم
2 * نناقش الامر ببساطه ما حدث لعلي محسن او لطارق هزيمه كاسحة وهروب مذل وليس اسمه بطولة لعودة مظفرة وذكاء في الرضوخ المؤقت للحوثي بل كانوا يملكون من القوة ما يكفي لردع الحوثي ولم يستطيعوا لهزيمتهم امام التفاف الحاضنة التي كانت معهم وصارت مع الحوثي
* ما جاء برواية السفير السعودي ولم ينكرها علي محسن شيء مخجل للفريق
فالقائد المحنك ظهر وقت الجد لا يملك الشجاعة للمواجهه ولا عنده قدرة على الحركة
والقائد الذي ملك نصف سلاح اليمن وثروة تتجاوز ثروات أمراء النفط ظهر شخص بخيل عديم الحيله يبحث عن هليكوبتر تنقله او بيت يتدارى فيه ليله!
وهذه الحقيقة
والاهم ان قادة الجيش بقوا على علاقات فرديه مع السعودية لمصالحهم أكثر من اي ولاء للمؤسسة وهذا ما نجح به السفير السعودي مع القائد الذي تدبر الهليكوبتر ولم يكذب السفير
* ويمدح البخيتي علي عبدالله صالح كقائد رضخ للحوثي بحكمة فالرضوخ هنا حكمه مادام من عفاش لكن الصمود وعدم التسليم من عبدربه هو عيب وخطأ في عرف الهضبه من محسن للبخيتي
والامر صار مقرف في التنطع بذكاء وشجاعة عفاش فالرجل عاش مجرما وقتل بما يليق به كمسؤل عصابه لا رئيس دوله
واي بطولة تلك في انه سلم كل مقاليد حكمه وقوته للحوثيين ثم اكتشف انه محاط بالخيانه من حرسه ومحل كراهية من اتباعه وقتل بطريقة لا ادميه فيها وخرجت قريته ثاني يوم تنهب قصره بتصرف وسلوك لا يأتي بمثله الهمج
ثم يأتي البخيتي يمجد ذلك في تكريس يبعث على الغثاء
فمن قتل صالح وتأمر عليه هم اهله فمحسن ابن علي محسن بقي معهم إلى الأسبوع الماضي
واهل صالح من دل الحوثي على مكانه وسلموا تسجيلات بيته
واهل البخيتي ذاته من قاد العملية للتخلص من عبء الرجل الذي لم يعد مفيدا للمشروع الذي تبلور من 1968
فلاداعي لجعل الخيانه نخوة والخسه شجاعه
3. *ما ذكر هو فرصه لقول الحقيقة البسيطه التي يتجاهلها الأشقاء في الخليج عن عمد
وهي محاولة إعادة مخلفات عفاش لترث الجغرافيا والمذهب وكلهم امل ان يقبل الحوثي الصلح وتعاد القسمه واول من يخطط لذلك ويعمل عليه ليل نهار علي محسن الأحمر نفسه
فكل ما تدار من معارك هي ليست لهزيمة الحوثي ولكن لايقاظه بأن يحتويهم بشكل اوباخر
ولكن الحوثي يذهب بمشروعه بكل إيمان وثقه فهو يرى انهم السلاله الانقى وان القبائل المحيط به ستمسك معه بكل اليمن والجزيرة العربيه وبالتالي لا يحتاج مجموعة منافقين محترفي سياسة
ويوميا يكرس نفسه كممثل للمذهب الزيدي والمنطقة الشمالية من اليمن
* وحربه المقدسة ضد المنطقة الوسطى والجنوبية والغربيه وبالذات أقاليم الجند وسبأ وتهامه هي حربه الحقيقية والتي يؤيدها البخيتي ومحسن كما ايدها عفاش وهلال والراعي وحميد الاحمر
اما مواجهة الجنوب فهو قدر شمال الشمال الذي لن يتركوه وسيخططون لاستباحته دوما وابدا حتى لو تحول كل الجنوبيين الى نسخ من عبدالعزيز حبتور وصحبه
—–
* د.محمد علي السفياني