دعت هيئة علماء اليمن جميع الاطراف بمدينة تعز للتوقف الفوري عن الاقتتال والفوضى وللالتزام بتوجيهات قيادة الشرعية والتنازل عن المصالح الشخصية ودعت الجميع للتحرك لوأد الفتنة…
نص البيان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد:
فإن هيئة علماء اليمن تتابع بقلق واستياء عميقين المواجهات التي حصلت في بعض أحياء مدينة تعز بين بعض فصائل المقاومة التي تشكلت ضمن الجيش الوطني: وهي الوحدات العسكرية المعروفة بكتائب أبي العباس من جهة؛ وعدد من الألوية والوحدات العسكرية من جهة أخرى، وما أسفر عن ذلك من سقوط ضحايا، وإقلاق للأمن والسكينة في مدينة تعز التي مازالت تعاني من عدوان وحصار ظالم من قبل مليشيات الحوثي الايرانية الانقلابية والتي تتربص بالجميع.
وعليه فإن هيئة علماء اليمن تتقدم بهذا النداء :
أولاً : تحذر الهيئة من الخلاف والنزاع الذي حذر منه الله تعالى في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”(سورة الأنفال : 46)، لما لذلك النزاع من مآلات خطيرة على دين الناس وأمنهم ومعيشتهم، ولأن ذلك النزاع يؤدي إلى انتشار الفوضى وإعاقة جهود استعادة الدولة اليمنية الشرعية وبسط سلطانها الذي بدونه تضيع مصالح اليمن وأهله حكاماً ومحكومين .
ثانياً: تناشد الهيئة جميع الأطراف المتنازعة بالوقف الفوري للقتال والالتزام بتعليمات وتوجيهات القيادة الشرعية العليا للجيش الوطني عملاً بقوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ” (سورة النساء :59).
كما تدعو الهيئة جميع الأطراف إلى التنازل عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة وتقديم المصلحة العامة على ما سواها، والاستجابة لمساعي المصلحين.
ثالثاً: توصي الهيئة قيادة الدولة والحكومة بالتحرك السريع لوأد الفتنة فإن حساسية الموقف تقتضي ذلك.
رابعاً: تدعو الهيئة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وفقه الله تعالى لتشكيل لجنة من علماء ودعاة ووجهاء اليمن من الذين لهم قبول عند المتنازعين لاستيعاب الخلاف والنزاع، والسعي بالصلح بين الطرفين واحتواء الأسباب الحقيقية للتوتر والاقتتال لتحقيق المصلحة العامة ولتمكين الدولة اليمنية من تحقيق وجودها الفعال وبسط سلطانها والحفاظ على مصالح أهالي مدينة تعز ورعاية المصالح العليا لليمن.
خامساً: توصي الهيئة الفصائل الدعوية والأحزاب ذات التأثير على المتنازعين أن تتجرد للحق، وأن تأخذ على أيدي سفهائها الذين يقدمون المصالح الضيقة على المصالح العامة للبلاد والعباد.
سادساً: تؤكد الهيئة على أن شريعتنا الإسلامية الغراء قد حددت طرقاً ناجعة وواضحة وآمنة لحل الخلاف والنزاع فقال تعالى “فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ” (سورة النساء: 59)، وقال تعالى “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ” (سورة النساء : 65)، وتتحقق الاستجابة لأمر الله تعالى بالاحتكام إلى شرعه الحكيم ودينه القويم.
وتدعو الهيئة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وفقه الله لتشكيل لجنة من قضاة المحكمة العليا المشهورين بالنزاهة وإمضاء الحق للفصل في القضايا العالقة والبت فيها بصورة نهائية وعاجلة، وتوجيه الوحدات الأمنية والعسكرية اللازمة لتنفيذ ما يصدر عن قضاة المحكمة من أحكام وقرارات.
نسأل الله تعالى أن يصلح الشأن ويؤلف بين القلوب ويوحد الصف، وأن يحفظ مدينة تعز وأهلها ، وأن يعيد لليمن أمنه واستقراره ودولته.
والله الموفق ,,,
صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 3 ذو الحجة 1439 هجرية