تعاني المئات من الأسر النازحة من قرى منطقة الكدحة في ريف مديرية المعافر جنوب غرب محافظة تعز ، في مخيمات النزوح أوضاعاً إنسانية، ومعيشية صعبة ناهيك عن فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية وعدم وصول مساعدات إغاثية إليهم.
وتزداد معاناة النازحين تعقيدا خصوصا مع حلول فصل الشتاء، حيث أضحى البرد يهدد حياتهم والأمراض والبيئة التي تتربص بهم.
يقول “حسن عبدالله علي” وهو أحد النازحين أرغمتنا الحرب والظروف على العيش في الخيام، مضيفاً مليشيا الحوثي الانقلابية هجرتنا من قرانا، فيما الحكومة الشرعية تجاهلت المأساة وتقف عاجزة عن تحرير قرانا من المليشيا الانقلابية.
وأضاف: “فترة الشتات والنزوح طولت ما فيها الكفاية ومعاناتنا الأعظم في المخيمات ان موسم البرد حل علينا ونحن في الخيام، نحتاج إلى وسائل تدفئة من بطانيات وملابس الصوف، وإن لم يتم حل مشكلتنا فنحن بصدد كارثة حقيقية بحقنا وحق أطفالنا”.
ومن جانبه قال معمر قائد الكدحي الخيام التي نسكن فيها أصبحت غير صالحة للسكن في فصل الشتاء، مضيفاً المعاناة تزداد يوماً بعد آخر، في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية إلى العيش في ظروف أكثر قسوة ومواجهة البرد وتفشي الأمراض ونقص الأغذية والرعاية الصحية”.
وأضاف نحن على حافة كارثة إنسانية كبيرة نتيجة شحّ الدعم وعدم الاستجابة من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية لتقديم الخدمات اللازمة للنازحين، وتلبية متطلباتهم، في ظل عجز الحكومة الشرعية في تحرير مناطقنا نريد العودة الى منازلنا، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية والسلطة المحلية بتعز ليس لها اي لمسة في تفقد اوضاع النازحين .
وأوضح أن هنالك مجموعة من المنظمات تقدم بعض السلل الغذائية التي لا تسد جوع سوى القليل من النازحين، وأرجع السبب الرئيسي لهذه المعاناة هو هيمنة أصحاب النفوذ على المساعدات الإنسانية.
ولم يكن برد الشتاء وغياب دور المنظمات الإنسانية، هي تلك المعاناة فحسب التي يعانوا منها النازحين، فلهيب الاسعار أصبحت تكوي النازحين، حيث يعجز المواطن النازح عن توفير أساسيات الحياة بسبب غلاء الأسعار وعدم توفر العمل الذي يؤمن الكسب المالي اللازم لتغطية متطلبات الحياة اليومية من مأكل ومشرب وملبس وحاجيات أخرى.
أحد النازحين من الكدحة ويدعى “عبدالله” تحدث بالقول: “إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية التي يعتمد عليها النازحون وغير القادرين على شرائها تشكل عقبة كبيرة في التغلب على توفير متطلبات الحياة الأساسية”.