قال المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيثس إن جلسة المشاورات بين الأطراف اليمنية المقرر عقدها في السويد ستركز على وثيقة جديدة يقوم بإعدادها.
وأكد جريفيثس خلال إحاطة أمام مجلس الأمن في وقت متأخر من مساء الجمعة أن المشاورات والحوارات التي جرت سابقا ستكون أرضية للوثيقة الجديدة.
وأضاف «بعد استماعي لطلبات الأطراف في الشهرين الماضيين يمكنني القول إن هذه الجولة التي سنقوم بها تتماشى مع تطلعات المجلس».
وتابع «بطبيعة الحال كل نقاش وكل حوار جرى في السابق أصبح أرضية للوثيقة التي نعدها من أجل الخروج من الأزمة. وآمل أن تقبل الأطراف بأرضية مبدئية للنقاش وليس بالضرورة تفاصيل الوثيقة وهذا ما سنركز عليه في الأسابيع المقبلة».
وقالت بريطانيا إنها ستحث مجلس الأمن الدولي على تأييد تطبيق هدنة إنسانية في اليمن في الوقت الذي قال فيه مارتن جريفيثس مبعوث الأمم المتحدة لليمن إن الأطراف المتحاربة قدمت «تأكيدات قاطعة» بالتزامها بحضور محادثات سلام تعقد قريبا في السويد.
وقالت كارين بيرس سفيرة بريطانيا بالأمم المتحدة- على هامش إحاطة جريفيثس لمجلس الأمن- إنها ستطرح على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يوم غد الإثنين تتضمن الطلبات الخمس التي قدمها مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة والتي تحث إحداها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية.
وقالت بيرس إن هدف القرار سيكون وضع دعوة لوكوك ”موضع التنفيذ“.. ولم تحدد إطارا زمنيا للموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت.. وتشمل الطلبات الأربع الأخرى حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي وزيادة التمويل والدعم الإنساني وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام.
وفي بيان ألقاه أمام مجلس الأمن، سفير اليمن بواشنطن أحمد عوض بن مبارك أبدى قبول الحكومة اليمنية بمقايضة أسرى حوثيين لديها بمعتقلين ومختطفين لدى إدارة الجماعة.
وقالت الحكومة اليمنية، وفقا لما ذكرته وكالة سبأ الرسمية، إنها «قد قاربت بشكل كبير إلى التوصل إلى اتفاق مع مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة حول مسودة تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفياً والمخفيين قسرياً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية».
وأضاف البيان أن «الحكومة قبلت بمقايضة أسير الحرب الحوثي بمعتقل أو مختطف أو محتجز تم اختطافه نتيجة لمواقف لا علاقة لها بالحرب». وأعلن بن مبارك- وهو مندوب اليمن بالأمم المتحدة – استعداد الحكومة «للتعامل الإيجابي مع كافة المقترحات الخاصة بإجراءات بناء الثقة وكل ما من شأنه تخفيف معاناة أبناء الشعب».
ولم يصدر عن جماعة «الحوثيين»، على الفور، تعليق حول ما أوردته حكومة الشرعية. وعن معارك الحديدة والهدنة المفترضة قال المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن إن «الحديدة بؤرة ساخنة من النزاع في البلاد».
وأعرب عن امتنانه لموافقة التحالف على الترتيبات اللوجستية المقترحة لإجلاء الجرحى من صنعاء، معلناً عن نيته زيارة الحديدة الأسبوع المقبل.
ورغم أن التحالف تعمّد إحاطة الهدنة غير المعلنة في الحديدة بحالة من الغموض، إلا أن ما بدا واضحاً وثابتاً أن ثمة تراجع تحت وطأة الضغوط الدولية والأممية، إذ اعتقدت القوات المحلية المشاركة في عمليات الساحل الغربي، أن عنصر قوتها الرئيس يكمن في الاندفاعة الأولى، التي تسبقها غارات جوية وقصف مدفعي تمهيدي مكثّف، لا يقتصر على الأهداف المتحركة أو الثابتة أو المشتبه بها.