ما إن أطلق الروائي والكاتب اليمني مروان الغفوري مبادرة لإحصاء المنازل التي فجرتها ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة للنظام الإيراني في مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية، حتى سجل ناشطون ومواطنون يمنيون خلال ساعات فقط أكثر من 600 جريمة حوثية في تفجير منازل يمنيين مرفقة بمئات الصور والفيديوهات التي وثقت لحظات التفجير وركام المنازل بعد نسفها وتفجيرها في مختلف المحافظات اليمنية وعلى مستوى كل مديرية وقرية وصلت الميليشيا إليها أو مرت بها، وتسعى المبادرة إلى استحضار وجمع المنازل التي تم تفجيرها من قبل ميليشيات الحوثي وعرضها كجانب مما تفعله بحياة اليمنيين حتى لا تعمل السياسة على طمس الجريمة الحوثية المنظمة والتذكير بمنهجية التوحش التي تهدف من خلالها لإرهاب وإخضاع المجتمع اليمني وكل من يفكر بمعارضتها في المحافظات اليمنية التي لا تزال تخضع لسيطرتها وسط تجاهل وصمت مطبق من جانب المنظمات الدولية والأممية والمجتمع الدولي.
ودوّن مئات اليمنيين خلال الساعات الأولى من إطلاق المبادة مئات المنازل التي فجرتها الميليشيا الحوثية خلال حروبها ضد الدولة اليمنية والشعب اليمني وتمكن أحد الناشطين بجهود ذاتية من توثيق 500 منزل تم تفجيرها خلال ثلاثة أعوام فقط، إلى جانب مئات المنازل دوّنها آخرون.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، فجرت ميليشيا الحوثي الانقلابية 12 منزلا تابعة لمواطنين في مديريتي جبل حبشي ومقبنة بمحافظة تعز، فضلا عن تفجير ونسف وإحراق أكثر عدد من المنازل في قريتي الحقب وبيت اليزيدي التابعين لمديرية دمت بمحافظة الضالع، علاوة على تفجير عدد من المباني داخل مدينة الحديدة.
وفي الحديدة تستمر جرائم التفجير الحوثية فيها منذ اجتياحها قبل أكثر من ثلاثة أعوام، ووثق الناشطون فيها تفجير عشرات المنازل.
وتحكي أم محمد الإبي وهي إحدى الفاعلات في رابطة أمهات المختطفين اليمنيين قصة إحدى ضحايا الميليشيات الحوثية إذ تقول: جاء الحوثيون لاعتقال ابنها في يوم عقد قرانه وقتلوا ابنة خالته ووالدها وفجروا منزل والد العروس كاملا وساووه بالأرض، بعد سحبهم لابنها وهو مصاب واعتقاله وجرها من شعرها وابنتها خارج المنزل، وما زال حتى الآن في سجونهم ومن دون رعاية طبية وفقد أبسط الوظائف الحيوية”.
الشاب صالح الحقب هو الآخر يحكي قصة قريته “الحقب” مع مفجري المنازل التي اجتاحت القرية قبل نحو أسبوعين مشيرا إلى تعرض أهالي القرية للقنص ومن ثم قذائف الهاون سقط العديد من الأبرياء برصاص القناصة وقذائف الهاون وتشرد جميع سكان القرية، ومن ثم دخلتها عصابات الحوثيين ونهبوها نهبا منظما ولم يتركوا في البيوت ما يمكن حمله، وهرب الناس من منازلهم تحت أزيز الرصاص وقذائف الهاون ولم يحملوا معهم سوى ما يلبسونه على أجسادهم، مؤكدا أنهم نهبوا كل ما في البيوت من أموال ومجوهرات وحتى أوراق المال والملابس والأجهزة الإلكترونية وأجهزة الطاقة الشمسية لم يتركوا شيئا، وبعد أن أكملوا عملية النهب قاموا بإحراق العديد من المنازل في القرية.
إلى ذلك أقدم عشرات الحوثيين على اقتحام مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعصبية في مدينة الحديدة، وحولوه إلى ثكنة عسكرية واحتجزوا العشرات من كوادره الطبية والإدارية، وقالت مصادر محلية: إن مسلحين حوثيين تمركزوا داخل المشفى ومنعوا خروج طاقم التمريض، عقب نصب مضادات جوية على أسطح مبانيه التي تشرف على شارع جمال غرباً وحي غليل شرقاً. وشهدت مدينة الحديدة مواجهات وتبادلا للقصف المدفعي بشكل متقطع بين ميليشيات الحوثي وقوات المقاومة المشتركة، كما شهدت مديرية التحيتا وحيس بمحافظة الحديدة اشتباكات مماثلة وتبادلا للقصف المدفعي خلال ساعات الليل. وقالت مصادر ميدانية: إن ميليشيات الحوثي أطلقت صاروخا سقط على منزل بجوار مبنى مستشفى دار السلام ما أسفر عن مصرع مدنيَين وإصابة ثمانية آخرين، وكانت مصادر في المقاومة المشتركة قالت: إن قواتها داهمت وكرا لميليشيات الحوثي داخل مدينة الحديدة وكبدتها خسائر بشرية جراء خرقها المتواصل للهدنة الإنسانية، وقتل مدنيان، برصاص قناص حوثي في حادثتين منفصلتين بمحافظة تعز.