24.6 C
الجمهورية اليمنية
7:09 صباحًا - 6 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

بعد ان جرب الجميع مشاريعهم الصغيرة وفشلوا, لامخرج سوى ببناء الدولة الوطنية

علي عبد الملك الشيباني :
الشهيدان العلفي واللقية اشتركا في اغتيال الامام احمد , وصارا بطلين تملىئ سيرتيهما مواد التربية الوطنية واطلق اسميهما
على كثير من المنشآت الحكومية , فيما القردعي وهو من اغتال الامام يحى لم نقرء اسمه حتى على واجهة مدرسة.

خاض كل من النعمان والشهيد الزبيري , نضالا طويلا ضد سلطة الائمة من داخل البلاد وخارجها , وشكلا بذلك مصدر التنوير للحركة الوطنية ومرجعيتها , ولهذا لايخلوا التاريخ الوطني المدون من اسم الزبيري , كما اطلق اسمه على اهم شوارع العاصمة وكثير من مدارس مدن الجمهورية.
بالمقابل اسيء للنعمان الى حد حرمانه من جنسيته اليمنية وطرد الى المنفى الى ان وافاه الاجل, كما لا نقرء اسمه حتى على زغط من زغاطيط صنعاء او معلامة في محافظة اخرى , وهو من يطلق عليه رائد التنوير وابو الاحرار.

سيرة الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب , مثال صارخ على سوء الثقافة الغالبة في هذا البلد , والتنكر المتعمد والاساءة الموجهة لتضحيات من افنوا اعمارهم وقضوا حياتهم في سبيله.

ففي الوقت الذي غادر فيه كبار الضباط الى خارج البلاد , انبرى الشهيد مدافعا عن صنعاء وفك حصارها من خلال موقعه رئيسا للاركان وقائدا لقوات الصاعقة والمظلات برغم رتبته الصغيرة _ نقيب .
ارسل له البدر حقيبة مليئة بالذهب لكنه ارجعها له مع طلقة رصاص.

من يصدق ان تكون نهاية هذا البطل نفيه الى خارج البلاد بعد الصاق تهم المناطقية والمذهبية والكفر , وعند عودته جرى الغدر به وتصفيته ونقل جثته الى ميدان التحرير لسحله , لولا تدخل الشيخ احمد علي المطري قائلا : ماهكذا نعامل ابطالنا , ثم قيامه بدفنه في مقبرة خزيمة ليظل قبره غير معروفا لعشرات السنين.

استمرت الاساءة للشهيد وتاريخه الى درجة حضر اسمه في صفحات تاريخ الثورة , وحتى في وسائل الاعلام في سياسة تغييب رسمية متعمدة.

ليس وحده عبد الرقيب من اهمل واسيء لتاريخه وسيرة حياته , بل هناك من الثوار من طالتهم سياسة التهميش والتغييب من ذات القوى الملكية والطائفية التي عادت لحكم البلاد من نافذة اخرى.
نتذكر : علي عبد المغني وعبد الرقيب الحربي وعلي مثنى جبران ومحمد الوحش وغيرهم الكثير.

بالمقابل كانت الندوات المنعقدة في ذكرى سبتمبر من كل عام تخصص لسرد بطولات الرئيس الهالك , وتقديره اشبه ب ” جارندايزر ” سبتمبر , وهو يفك الحصار عن العمري ويحرر عيبان وبطولات اخرى لاحصر لها , في محاولة بائسة لتفصيل تاريخ وطني وبطولي لشخص لم يغادر حدود قريته في تلك الفترة.

البطل ورمز المقاومة الشعبية وقائدها الشهيد احمد عبد ربه العواضي , من قاد معارك تحرير خط الحديدة صنعاء ابان حصار السبعين , يتذكره الناس وميامين محافظته ويشيدون بشجاعتهم في ارحب والحيمة وبني مطر وعمران وهمدان ومناطق اخرى كثيرة.
سجن هذا الثائر في قصر السلاح. بسبب حادث مروري ادى الى وفاة احدهم خارج صنعاء في طريق عودته الى تعز حين كان محافظا لها , وهكذا اتخذ الموضوع مبررا لتوقيفه ومن ثم اغتياله في السجن.
اسمه ظل ومازال ضمن الاسماء المحضور ذكرها في وسائل الاعلام وتاريخ الثورة , او تخليده من اخلال اطلاق اسمه على شارع او منشأة حكومية.

الشهيد ابراهيم الحمدي , ذهبا ضحية مشروعه الوطني والى جانبه اخاه الشهيد عبد الله , الذي كانت تباشير مشروعه الوطني تملئ كل شبر من مساحة البلاد , ومن ثم التحليق صوب الجنوب في طريق اعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي لم يكن يفصلنا عن تحقيقها اكثر من ثلاثة ايام.
غادرا دنيانا في احقر واوطى عملية اغتيال عرفها التاريخ البشري , من قبل الثورة المضادة , ليسكنا افئدتنا واذهاننا وذاكراتنا الوطنية مشروعا وطنيا لاينسى.

الحمدي بكل مايعنيه لهذا البلد وشعبه وتاريخه الوطني , غيب وجرى حضر اسمه ورفع صوره بل وصل حقدهم عليه الى درجة جلخ اسمه المنقوش على احجار اساس عدد من الوزارات , فيما صور قاتليه والعابثين بهذا البلد وشعبه واسماءهم ومناصبهم ظلت تلوث ابصارنا وتزعج طبلات اذاننا لاكثر من 33 عام.

اخلص مما سبق الى اننا بحاجة شديدة لمشروع وطني يؤسس لدولة لاتظل رهينة لامزجة وتوجهات مراكز القوى , التي ظلت تشكل الاوضاع وتقود السياسات وفقا لمصالحها واهواءها طوال 56 عاما من الحروب والفرقة والخصومات وطغيان الثقافات المذهبية والطائفية والمناطقية والاسرية والسلالية , وما نعيشه اليوم من كارثة حقيقة لم تكن بالحسبان ويدفع الجميع ثمنها.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد