تستمر الحرب في اليمن بأوجه متعددة من عسكرية الى حرب اقتصادية الى معركة إعلامية كبرى الى اغتيالات مباشرة او اغتيالات معنوية.
وتنال تعز النصيب الاكبر من كل هذا الدمار الذيي يشمل كل شيء البشر والبنى الأساسية والتشويه المعنوي.
الاشاعات … والحرب النفسية
يقول المحامي محمد الخطيب ان الحرب في اليمن تشكل نموذجا لانهيار كل شيء واولها القيم التي كنا نتباهى بها كيمنيين.
“لهذا نجد حربا نفسية واشاعة وفساد مخيف، واستهداف لروح الإنسان ولنسيج المجتمع”.
فيما تؤكد وفاء الاديمي ان الحرب على تعز مختلفة كلية فهي لا تعاني من قصف لطيران يتم للحظة وينتهي مهما كان دماره ليبقى محدودا.
وتقول “نحن في تعز نقصف طوال اليوم ولا نجد فرصة للخروج من المنازل كما هو حال البشر، نعيش دون كهرباء او مياه ولا يمكن تخيل وضعنا بدون مرتبات لأكثر من عام”.
ووصف الدكتور عبدالعزيز سالم وضع تعز بالكارثي وقال ان اغتيال تعز يتم بشكل ممنهج ويمارس عليها الاغتيال المعنوي عبر اتهامها بالإرهاب او ضرب رموزها بشكل واضح وقوي
وذكر مثلا شوقي هايل سعيد المحافظ السابق لتعز ورجل الأعمال المعروف وكيف تم تناوله اعلاميا والعمل على احباط كافة خطواته فقط لأنه كان يحمل رؤية لمشروع تعز.
وقال “ان تناول الرموز لتعز يتم من كل الأطراف التابعة لمراكز الحكم السابق في صنعاء سواء من قبل علي صالح او الإصلاح او الحوثي او الإعلام التابع لمكونات جنوبية”.
ويؤكد كلامه عبدالقادر الصوفي عضو النيابة بقوله:”رموز تعز تتعرض كلها لحملات تشويه من التابعين للشرعية او الذين التزموا الصمت او حتى بقوا في صف صالح لسبب واضح هو حتى لا يكون لتعز مرجعية يثق بها الجمهور “.
وعدد الصوفي الذي غادر تعز إلى إب خوفا من الاغتيالات الحقيقية كما ذكر عددا من الرموز السياسية التي يتم اغتيالها معنويا بشكل قوي وملحوظ كالدكتور رشاد العليمي وعبدالملك المخلافي وشوقي احمد هايل وعزالدين الاصبحي وعبدالرقيب فتح وعلي المعمري وحتى وحمود المخلافي وعدنان الحمادي وخالد فاضل.
وقال “لا احد الان في الواجهة الا ويتم العمل على حرقه بقوة”.
ويرى الكثير من المتابعين ان تعز تتعرض لحملة مخيفة عبر نشر جماعات متطرفة تثير الفزع وتدمر صورة المدينة التي كانت تنعت بعاصمة الثقافة اليمنية.
اغتيالات متعددة
ويرى تقرير حقوقي رصده فريق باحثين ميدانيين ان الاغتيالات طالت 82 شخصية على الاقل في تعز جلهم من المقاومين لجماعة الحوثي وصالح وتم اغتيالهم اثناء تواجدهم بالمدينة بعيدا عن المواجهة العسكرية ولكن بتدبير ممنهح لاغتيال الشخصيات بطرق سرية معظمها بالرصاص وأسلحة كاتمة للصوت.
وكان الإعلام الاجتماعي خلال عامي الحرب في اليمن قد خاض بقصص عديدة تنال من سمعة الشخصيات وفي حملات اتضح معظمها انها ملفقة ومفتعلة،
وتعرض رموز الشرعية وابرز الوزراء المناهضين للانقلاب في أول أسابيع المواجهة مثل عزالدين الاصبحي وزير حقوق الإنسان السابق وسفير اليمن الحالي في المغرب.
ونادية السقاف وزيرة الإعلام السابقة، وسلطان العتواني مستشار رئيس الجمهورية، والدكتور محمد المخلافي وزير الشؤون القانونية السابق، وعبدالله نعمان امين عام التنظيم الناصري.
فجميع هؤلاء تعرضوا طوال العامين الماضيين لحملات مختلفة، مما جعل معظمهم يفضل التواري عن المسؤولية العامة، والانزواء بعيدا عن كل هذه الحرب غير المقدسة والهبوط الأخلاقي الكبير.
ويرى عبدالقادر الصوفي انه وفي مراجعة الان لحملات الناشطين على الفيسبوك سيجدها مركزة بشكل ممنهج ومدروس على رموز تعز المناهضة للانقلاب من المخلافي وزير الخارجية الى رشاد العليمي مستشار رئيس الجمهورية الى السفير عزالدين الاصبحي، إلى معين عبدالملك وزير الأشغال العامة بالاضافة لقادة عسكريين من تعز كعدنان الحمادي وقبله حمود المخلافي.
تمرد تعز
وفي رأي الكثير من السياسيين ان مرد ذلك الهجوم على شخصيات تعزية، هو تمرد تعز على مركزية الحكم في صنعاء وشمالها.
خصوصا وان ثورة تعز هي من نسف قوة المركز المقدس لحكم علي عبد الله صالح وكل محيطه القبلي والمذهبي والذي لا يسلم او يقتنع بخروج السلطة من نطاقها الجغرافي المحدود
ويطرح هؤلاء ان الرئيس عبدربه منصور هادي هو من هيكل الجيش واخرجه من قبضة هيمنة الشمال وحاشد وأسرة صالح بتغيير نجله احمد من قيادات الحرس الجمهوري واخراج يحيى وطارق اولاد شقيقه وإبعاد شقيقه من قيادات الطيران والمدفعية وغيرها وبذلك ضعفت قبضة لم تكن سهلة، حيث بقيت لثلاثة عقود تتحكم بكل شيء.
وذنب تعز انها بتمردها دمرت بنية الحكم المقدس وحكمت بالانتهاء لحكم صالح وبعده الحوثي وحتى المتنفذين الشماليين بالشرعية وجعلته خروجا شعبيا وليس فقط مؤسسيا.
ولاجل كبح هذا تتكالب السهام على تعز من كل صوب عسكريا واقتصاديا واعلاميا.
وتنال القتل في قلب مدينتها وقلب نخبتها ولكنها مازالت مقاومة تستبسل بكل ما قدره الله لها من صمود وعزة لمواصلة الطريق الذي اختاره ابناؤها الذين يضحون كل يوم في كل الجبهات المختلفة عسكريا وفكريا وفي كل مجال من اجل تحقيق هدفهم المنشود في ارساء دولة مدنية وعدالة مجتمعية تعم الجميع على قدر سواء.