21.4 C
الجمهورية اليمنية
8:11 صباحًا - 24 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارالمرصد الإخباري

تفاصيل وتأكيدات سياسية وقبلية لإطاحة الحوثيين بصالح وإعلان رحيله

رصد/ محمد فضل مرشد:

كشف السياسي البارز والسفير اليمني لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمس الجمعة، ما وصفها بـ “الخطيئة الأكثر فداحة التي أوقعت صالح من على عرش النفوذ في اليمن إلى موضع سمح لجماعة التمرد الحوثية بتنفيذ انقلاب كامل عليه دون أن تحتاج لإطلاق رصاصة واحدة”.

وقال الدكتور ياسين في مقال سياسي له حمل عنوان “الفكرة الخاطئة حينما ترتد على صاحبها” إن “تصور الرئيس السابق صالح أن الفكرة التي أقنع بها الحوثيين بتشكيل “المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ” ستصبغ على الانقلاب صفة قانونية، وتمكنه من استكمال بناء الهيكل التنظيمي والاداري للانقلاب الذي سيقدم للعالم كمنافس للشرعية الدستورية التي تم الانقلاب عليها.. واعتقد أنه حتى إذا لم يتم التعامل مع هذا الوضع بصيغة الامر الواقع المدعوم بحالة الحرب، فإن تضليل العالم بحكومتين ورئاستين وسلطتين سيربك الوضع السياسي على طريقة “الرصاصة اللي ما تصيبش تدوش”.. لكن الحقيقة هي أنه لا هذَا تأتى ولا هذَا حصل”.

وأكد السفير اليمني في بريطانيا أن “الرجل – أي صالح – الذي شغل اليمنيين بذكائه ومهارته في الرقص على رؤوس الثعابين لم يكن يعرف أن هذه الفكرة ستقضي على آخر أحلامه بمواصلة السيطرة على المقدرات العسكرية والمالية للدولة والتي أبقته حاضراً بقوة في معادلة الحكم حتى بعد أن ترك كرسي الرئاسة.

كان يكفيه أن يظل مسيطراً أو متحكماً في القوة العسكرية، التي بناها بولاءات خاصة وديناميات تعمل خارج الحاجة الوطنية وأبقى على مفاتيحها بيده، لكي يبقى اللاعب رقم واحد في كل المراحل وتحت أي ظرف من الظروف.

في المرحلة الانتقالية أفشل كل المحاولات لإعادة هيكلة الجيش التي تم التوقيع عليها في إطار اتفاقات نقل السلطة إلى نائبه، واستطاعت تركيبة وآليات عمل الجيش الداخلية، وأنساق انتسابه، وعقيدة بنائه أن تبقيه خاضعاً لقراره.

وأبقى، من ناحية اخرى، على مصادره المالية في الشركات والمؤسسات المساهمة والأخرى التي أنشئت على قاعدة احتكارية لمحاسيب وموالين دون مساس”.

ومضى الدكتور ياسين نعمان في تحليله للوضع الراهن للمخلوع صالح، قائلا: “بعد الانقلاب ظل يتحكم في هذه العنصرين اللذين منحاه قدراً من التفوق في شراكته مع الحوثيين.. لكن الحوثيين كانوا يدركون أن بقاء الشراكة ومصيرها مرهون بالوضع الذي سيستقر عليه هذان العاملان: الجيش والمال الذين بيد صالح.

حاول الحوثيون اقتحام عناصر قوة صالح تلك، لكن هذه المحاولات كانت تفتقر إلى الغطاء الذي يبرر هذا الاقتحام وخاصة مع شريك الانقلاب.. ناهيك عن أن ميزان القوة كان لا يزال يثير عدداً من التحفظات تجعل أي خطوة من هذا القبيل غير ممكنة.

ثم جاء الغطاء الذي ظل الحوثيون يبحثون عنه وذلك من خلال تشكيل “المجلس السياسي والحكومة” تنفيذاً لفكرة صالح. كان لا بد من أن تتولى “وزارة الدفاع” في تشكيلتهم الحكومية والتي كانت من نصيب الحوثيين مسئولية السيطرة على السلاح والمعسكرات وكل ما يتعلق بالجيش، أي أن انتزاع القوة الاساسية، التي أبقت صالح لاعباً في الحياة السياسية، أصبح مهيئاً بموجب هذا الوضع الجديد. كان أول قرار يتخذ منذئذ هو أنه لا يجوز الاحتفاظ بالسلاح والمعسكرات خارج سيطرة “الدولة”.. وأن المعركة تتطلب حشد القوة العسكرية بقيادة وزارة الدفاع.. وأن الشراكة هي شراكة سياسية بين طرفين سياسيين لا يجوز لهما الاحتفاظ بالسلاح، لأن المسئول عن السلاح هي الحكومة. وعندما أدرك صالح أنه هو المستهدف لوح بالانسحاب من الشراكة.. لكن كان الرد هو انه حتى الانسحاب من هذه الشراكة لا يعني السماح بامتلاك السلاح والمعسكرات.

وجد صالح نفسه أمام معضلة خلقها لنفسه بنفسه، ولأول مرة يختلف عنده حساب الحقل عن حساب البيدق وعلى نحو أظهر هشاشة الشراكة التي قامت على تقديرين متصادمين للشريكين.

فبينما أقام صالح شراكته مع الحوثيين بالاعتماد على مصادر قوته التي رافقت مسيرته السياسية، أقام الحوثيون شراكتهم مع صالح على أساس تجريده من هذه القوة. غير أنهم كانوا يجهلون الطريقة التي ستمكنهم من ذلك، لكن المفارقة هي أن صالح كان هو الذي وفر لهم الشروط الضرورية والكافية للوصول إلى الهدف”.

وأوضح الدكتور ياسين كيفية سيطرة الحوثيين لاحقا على موارد (صالح) المالية، وقال: “بالنسبة للمال، قام الحوثيون بتجفيف جزء كبير من مصادر المال العائدة لصالح وذلك بوسائل عدة منها السيطرة على فوائض كثير من الشركات والمؤسسات بإسم دعم الجبهات، واستطاع الحوثيون عبر “وزارة المالية” التي يسيطرون عليها هي الأخرى اتخاذ إجراءات لمواصلة التجفيف تلك مستخدمين غطاء “الدولة” وسطوتها، وكذا خبرة الكثيرين منهم ممن ظلوا على رأس المؤسسة المالية، وكانوا منتشرين في شرايينها وأوردتها، ويعرفون كل تفاصيل حركة (الريال) منذ أن يطبع حتى يجمع من قبل البنك المركزي لإحراقة بعد أن تنتهي خدمته.. يعني أن الحوثيين لم يكونوا يحتاجون لجهد كبير لمعرفة مصادر التمويل التي تشكل النظام المالي الموازي الذي أنشأه الفساد لتمويل منظومة عمله التي حولت الدولة بأكملها لخدمة القلة ممن سيطروا على ثروة البلاد”.

واختتم بقوله: “لا يمكن بأي حال من الاحوال الخوض في مستقبل الشراكة لطرفي الانقلاب دون أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار… فصالح بدون عناصر القوة تلك لن يكون غير مظلة لمشروع الحوثيين، وهو الوضع الذي سيبقى عليه الحال بدون مواجهات تذكر بعد أن أسفرت ديناميات الشراكة عن اختلال عميق في المعادلة لصالح الحوثيين الذين أعلنوا مشروعهم مؤخراً بصورة لم يعد فيه أي مجال للاجتهاد.

صالح الذي استخدم أدوات القوة تلك في التمرد على الشراكة السياسية لبناء الدولة عبر العملية السياسية السلمية التي وقع عليها بإرادته، كما يقول … يخسرها اليوم عبر شراكة إنتقامية مع الحوثيين لتدمير الدولة بواسطة حرب لا يمكن أن يكون لها عنوان آخر غير أنها حرب الانقلاب على الدولة”.

– مجبرا.. (صالح) يقرر الاحتجاب

وعلى صعيد متصل يكشف صحة ما ذكره السفير اليمني في بريطانيا عن نهاية زعيم المؤتمر الشعبي العام، قرَّر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عدم الظهور السياسي كما كان سابقاً، وقال صالح بمنشور على حسابه الشخصي بـ “فيسبوك” أمس الجمعة: “في الوقت الذي أحرص فيه كل الحرص على أن أشارك إخواني أعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره وعلى كل المستويات التنظيمية أفراحهم وأحزانهم فرداً فرداً، وكذلك الرموز الوطنية والمناضلين والشخصيات السياسية والاجتماعية والوجاهات القبلية، والعلماء والأدباء والمفكّرين والإعلاميين ورجال المال والأعمال وغيرهم، التزاماً بالواجب الأخوي والإنساني تجاههم، إلّا أنه وتجنّباً للإحراج الذي تُسببه حالات النسيان أحياناً أو الإنشغال الكبير، فقد فوضت الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن ينوبني في تقديم واجب التعازي في كل من يتوفاه الله سبحانه وتعالى، أو المشاركة في المناسبات الفرائحية لقيادات وأعضاء المؤتمر وحلفاؤه وانصاره وغيرهم وبحسب ما تسمح به الظروف، راجياً أن يقدّر الجميع دوافع هذا الإجراء”.

بدوره أعلن أمس اعلن السكرتير الصحفي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، نبيل الصوفي، اعتزاله الكتابة في السياسة وقال انه سوف يخصص برنامجه التلفزيوني في قناة (اليمن اليوم) المملوكة لنجل صالح لمناقشة قضايا المجتمع بدون سياسة، وعن الطبخ والأزياء.

وجاء اعلان الصوفي عقب خروجه من اجتماع ضم اعلاميين مؤتمرين وحوثيين، بحضور رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الاعلى والامين العام لحزب المؤتمر وابو علي الحاكم وعددا اخر من قيادات الطرفين.

وقال الصوفي ان من تحدث بالاجتماع اصابوه بالذهول، كاشفا عن تهديدهم ووصفهم أي الاعلاميين “بالسفهاء” وعدد من الالفاظ التي تحفظ عليها، مشيرا أنه لا يوجد أمامه سوى امرين ” إما يعتقلني الأمن القومي أشرف ألف مرة من البقاء في اجتماعات طرفين هذا خطابهم، وإما أقنع نفسي أن صنعاء ما عاد معها الا ذي القيادة، لا نزيد نربكهم فوق ما هم مربكين.. وسيتوجب علينا الكتابة عن محاسن شجر السلعف، واضرار القات المبودر.. ونعطي “قيادة الغفلة” مساحة، مثل ابنك لما تحمله صحن الاكل وتجلس تدعي له لا يقدفه”.

وكشف الصوفي عن تلقي الاعلاميين المجتمعين تهديدات بالقتل عبر كاتم صوت، حيث قال في سياق حديثه “هذا لا يعطيهم الحق في الاعتقاد أن الاعلام سفاهة، فما يفعلونه ويقولونه يجب تسليط الضوء عليه، وان تضرروا عليهم اللجوء للقضاء أو حبسنا، وسنتحمل كامل المسئولية، واذا تعبوا، فبيدهم مسدسات كاتمة للصوت، يمكنهم أن يقرروا اغتيال من يشاؤون”، مستدركا “لم نخف من طائرات العدوان، ولن نخاف من تهديداتهم”.

وقال الصوفي أنهم “لا يرون الاعلام الا شوية سفهاء، يعني ابو علي الحاكم عاده كان اشجعهم في وصفه للاعلام بهذه الصورة، كأننا لسنا مواطنين.. لا يحق لنا أن نتحدث”.

وكشف عن منعهم من انتقاد أي اعمال يقوم بها الحوثيين، قائلا: “يمنعونا من دورنا المهني، لان المهنية لا تساعد على تلميع أفعالهم وأقوالهم، فكل الاعلاميين، انتهى دورهم، وللأسف، ان المهنيين، اصبح نادرا وجودهم، وامتلأت الساحة بنشطاء، هم اصحاب رأي وأصحاب مصالح، هم مواطنين، يحق لهم أن يقولون ما يؤمنون به، ويمكن لكم ادارة العلاقة بهم بذات الطريقة التي شجعتموهم”.

واجتمع صالح مع قيادات الحوثيين، وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي حاضراً للاجتماع عبر حلقة تلفزيونية، ويتداول الحوثيين وانصار صالح أن الاجتماع حل الخلافات بين الحوثيين وصالح بعد حملات من الحوثيين استهدفت حزب صالح وتعيينات أزاحت كوادر حزبه من مفاصل مهمة في الأجهزة الرسمية.

ويعاني تحالف الحوثيين وصالح من اهتزازات كبيرة على خلفية حشد حزب صالح في ميدان السبعين في الـ 24 من أغسطس آب من العام الجاري الذي اعتبرته مليشيات الحوثي موجه ضدها. واندلعت مواجهات مسلحة بين الحوثيين وموالين لصالح بعد الحشد بأيام في جولة المصباحي وسقط قتلى ومصابين من الطرفين بينهم القيادي في حزب المؤتمر والمقرب من صالح خالد الرضي وثلاثة من عناصر مليشيات التمرد الحوثي، وعززت مليشيات الحوثي من انتشارها العسكري في صنعاء والمؤسسات والمواقع التابعة للجيش في تحدي لصالح واستعداد لأي تحرك عسكري من قبله، وبالرغم من توصل حزب صالح والحوثيين لاتفاق ينهي التوتر لايزال التوتر والسجال الإعلامي مستمر بين الطرفين.

وكان الشيخ أمين عاطف، وهو شيخ قبلي بارز في قبيلة حاشد، قد قال في منشور له بصفحته على موقع (فيسبوك) أمس: “رحل عفاش.. لن تروا “صالح” مرة اخرى مطلقا وبذلك تحققت اماني الكثيرون فمن اراد ان يحتفل فليحتفل الان بلا تردد”.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد