28.1 C
الجمهورية اليمنية
12:50 مساءً - 28 أبريل, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

حقيقة المعاهد العلمية والتربية والتعليم في صعدة المنكوبة

فهد طالب الشرفي :

ليست المرة الاولى التي تمر بي نسخة من بطاقة قديمة يقال انها للطالب حسين بدرالدين الحوثي مؤسس وزعيم جماعة التمرد الأمامية الذي لقي مصرعه في سبتمبر 2004م بعد قيادته لاعمال تمرد مسلحة ضد الدولة ، وقد نشرت النسخة المذكورة عدة مرات حتى في مواقع اخبارية يمنية وصفحات ناشطين على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك وفي جميعها تم اعتبار تلك البطاقة الطلابية بمثابة البرهان على ان حسين الحوثي هو من مخرجات المعاهد العلمية التابعة للجماعة الاسلامية او الاخوان المسلمين في صعدة وهو امر غير صحيح على الإطلاق …

وللتوضيح وخدمة للحقيقة فقد تم الاتفاق عند انشاء المعاهد العلمية في ايّام الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي رحمه الله على ترك صعدة للزيود الاماميين وبموافقة الاخوان وغيرهم من القوى في تلك الفترة وأنشأت الدولة مبنى ضخما في الشارع العام بصعدة وسلم للمراجع الامامية كاول معهد علمي تديره وتشرف عليه وتصيغ مناهجه القيادات الزيدية بشكل كامل للاسف الشديد …

وعلى اثر ذلك تم توظيف كل مراجع الاماميين وابناءهم في السلك التربوي ضمن قوة الهيئة العامة للمعاهد العلمية واحتكروا ذلك وبدأوا بالتدريس للمنهج الامامي تحت صبغة ورعاية ودعم حكومي كامل ، وهذا المعهد العلمي الزيدي ( الامامي ) هو الذي كان حسين بدرالدين الحوثي وامثاله طلابا فيه ويظهر ذلك من خلال العودة لتاريخ إصدار البطاقة المشار اليها المحددة بعام 1978م وهو تاريخ قديم يسبق اي تواجد سني في محافظة صعدة …

استمر الاماميون في بسط سيطرة شبه تامة على التربية والتعليم في صعدة بمختلف أفرعها ومجالاتها التعليم الحكومي والمعاهد الشرعية والكتاتيب وحلقات الجوامع والمساجد في ظل تقاعس وتواطؤ من حكومات صنعاء التي من المفترض انها مولودا شرعيا ونضاليا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 1962م ومن اوجب واجباتها اخراج صعدة من خندق الكهنوت الامامي الى ساح الحرية السبتمبرية ، الى ان منّ الله على صعدة برجلين فاضلين استطاعا ان يكسرا هذا الحاجز بقوة الله والحق والإيمان الكبير الذي توافر لديهما في سبيل مواجهة خرافات التشيع الامامي الكهنوتي ونشر الاسلام الحق والمفاهيم السوية وهما الشيخ الكبير والمحدث الجهبذ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله تغشاه وهو مؤسس وشيخ دار الحديث بدماج الغني عن التعريف ، والأستاذ التربوي السبتمبري الحر احمد صالح عقبات الذي عين في غفلة من عين الامامة الخبيثة مديرا عاما لمكتب التربية والتعليم بمحافظة صعدة في منتصف الثمانينيّات وكان قياديا جمهوريا عظيما وقيل انه كان من كوادر الحركة الاسلامية وقد استطاع ان يكسر معظم الحواجز ويوظف في سلك التربية والتعليم بصعدة العشرات بل والمئات من ابناء القبائل المتسلحين بالمنهج الجمهوري المتعارض مع كل دَجَل وزيف وخرافات الامامة وكان لهؤلاء فضل كبير في انتشار مذهب الجمهورية في كل المناطق ….

في مطلع التسعينيات اقدمت جماعة الاخوان على فتح معهدين او ثلاثة في صعدة على استحياء مخترقين الاتفاق الذي ابرم في ايّام الحمدي وقضى بإبقاء صعدة مغلقة لعمائم وقاوقات الاماميين الهاشميين اللؤماء ، ورغم ذلك فقد اخترق هاشميو الاخوان ذلك العمل وقفزوا لإدارته فافشلوه وأحبطوا فرصته في اكتساح صعدة المتلهفة لريح الجمهورية وكل ما يمت اليها من مناهج وافكار ، ولا ادل على خبث معظم من تولوا إدارة المعاهد العلمية بصعدة وفساد الجزء الاخر من الإشارة الى انهم ذهبوا لتفجير أزمات وصراعات عبثية مع الاستاذ المناضل احمد صالح عقبات بالوكالة عن الاماميين الذين عجزوا عن صده وإيقاف خطته الشجاعة في انتزاع التعليم من يد الامام الى يد النظام وقد انتهت هذه التوترات بالإطاحة بمدير عام تربية صعدة عقبات وكسب الجولة الهاشمي الاخواني عبدالملك الوادعي الذي لم يسجل له التاريخ نقطة في مواجهة الامامة بصدق واخلاص مقارنة برصيد عقبات الذي قاد ما يشبه الثورة في سبيل رفع القبضة الامامية المتسلطة على هذا المجال الحيوي الهام ورغم ان كليهما ينحدران من مايسمى الأسر الهاشمية ولكن شتان بين الثرى والثريا ولقد كان للاخ علي بن علي القيسي الذي كان يشغل منصب وكيل محافظة صعدة ( عن الاصلاح ) دورا بارزا في الإطاحة بعقبات وقد راينا اين استقر المقام بالقيسي اليوم ….

ظل المعهد العلمي الامامي مغلقا منذ منتصف التسعينيات حتى أصدرت الحكومة قرار دمج المعاهد بالتربية والتعليم وكانت صعدة من أولى المحافظات التي نفذ فيها القرار وأثناء وجود القائد السبتمبري اللواء الركن يحيى بن علي العمري على كرسي قيادة المحافظة والذي نهض من مكتبه وانطلق الى معهد الاماميين الذي انشىء في عهد الحمدي ورفع فوقه لوحة كتب عليها مدرسة ثورة 26 سبتمبر واراد ذلك الرجل العظيم ان يوجه رسالة الى بقايا الكهنوت مفادها ان ابناء أيلول لازالوا يحملون مهمة استكمال الثورة ويعون مسؤولياتهم تجاهها ، الا ان الحلم لم يكتب له النجاح فاقيل العمري بعد فترة وجيزة في إطار مؤامرة خبيثة تلتزم ابقاء صعدة في حظيرة السيد وتهدر كل فرص ابناءها وكل من تولى الامر فيها من المخلصين الذين أرادوا انقاذها من ربقة العبودية والجهل والظلام ….

 

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد