23.8 C
الجمهورية اليمنية
11:30 صباحًا - 30 يناير, 2025
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

عاصفة ترامب!

*عزالدين سعيد الأصبحى:

مفارقات العام الجديد بدأت مبكرا وواضح أنها لن تتوقف، مع مطلعه يغادر الرئيس جو بايدن (المنتهية) ولايته وحضوره وصحته البيت الأبيض الذى يدخله دونالد ترامب بطريقة المصارعين، مصحوبا بغبارٍ ووعيدٍ لا يتوقف!، ومحاطا بقادة التكنولوجيا والمال، وتهريج ليس بقليل.

ولأول مرة تجرى مراسم تنصيب الرئيس داخل الكونجرس لا فى الهواء الطلق، لأن هيئة الأحوال الجوية قالت إن البلاد تشهد أسوأ منخفض للبرودة، بينما تصريحات الرئيس القادم ترفع أعلى درجات الحرارة فى العالم، وترفع الضغط لمعظم القادة!. يحضر ممثلو وقادة الشركات، بمن فيهم صاحب موقع التيك توك، ولا يحضر من يمثل العالم العربى، وتلك إشارة واضحة لحسابات الرجل.

العاصفة القادمة مع ترامب أوقفت حرب غزة، ولأكون أكثر دقة أوقفت القصف الإسرائيلى على غزة، حيث مصطلح حرب لا ينطبق هنا، فما جرى ويجرى حرب إبادة توقفت قليلاً!، لكن مشروع إسرائيل تجاه تصفية القضية لم يتوقف!. وهاهى الضفة فى المحك ومرشحة لتكون غزة الثانية!.

وعاصفة تولى ترامب الحكم تهم الجميع، فهو يتوعد العالم كله بخريطة توازن جديدة.فسوف يضم كندا حسب قوله، وكأنها فرع لسوبر ماركت لا دولة بمساحة تقارب العشرة ملايين كيلومتر، ورابع منتج للنفط فى العالم، ويستولى على قناة بنما فتلك زقاق جانبى لأمريكا لا دولة كاملة السيادة!.

أما الصين وإيران وما حولهما فملعب صراع قادم، لذا الكل يتابع عشرات القرارات العاصفة الترامبية التى ستطيح بأحلام المهاجرين، وانهت عضوية أمريكا فى منظمة الصحة العالمية، وخطوات تبدأ فى السيطرة على أسواق العالم ولا تنتهى بالشرق الأوسط الجديد المرتقب.

وفى أوروبا، يكفى قول رئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا بايرو، حيث قال: «إذا لم يعد الاتحاد الأوروبى وفرنسا إلى رشدهما فسوف يتم سحقهما وتهميشهما مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض».

أهل اليمن كغيرهم يهتمون بما يجرى فى واشنطن وينتظرون ما سيصلهم من عواصف ترامب القادمة!. وقد أصدر البيت الأبيض من ثلاثة أيام قرارا بتصنيف جماعة الحوثى منظمة إرهابية، ولا أدرى هل يعرف ترامب أنه يدخل البيت الأبيض وعليه حكم بالإعدام وملاحق قضائيا من جماعة الحوثى نفسها ؟!..أى والله!. فقد قضت «المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بمحافظة صعدة، بإعدامه وتسعة آخرين من قادة العالم، فى سبتمبر 2020، وهو مطلوب فى صنعاء مع آخرين بمن فيهم شركة «واتساب» التى عليها شكوى حضور ومتابعة!!. فتلك حالة اليمن مع الحوثى عموماً.

ورغم أن الحوثى بدأ يدرك أن الجنون لا ينفع مع ترامب فسارع لإطلاق سراح طاقم سفينة جالاكسى ليدر، التى اختطفها العام الفائت، فى خطوة للنزول من شجرة الجنون نحو أرض الواقع. وستبقى الأسئلة معلقة عن تقاطعات المصالح المربكة، وتهديدات ميليشيات الحوثى المرتبكة.

وهل ستستمر طرق التجارة الدولية مضطربة فى البحر الأحمر؟. خاصة مع إعلان جناح الميليشيات المتشدد أن وقف القصف على غزة لا يعنى إنهاء الاضطراب فى البحر الأحمر، فالخطر الصهيونى قائم ببقاء إسرائيل كما قال. ويعنى ذلك بقاء التهديد مستمراً.

وذاك يعيد علينا ما يطرحه العقل وهو أن سيناريو عودة الأمن لهذه المنطقة مرهون بعودة الدولة اليمنية، وبسط سيطرتها على مقاليد الأمور فى كل اليمن، فذاك هو المخرج الأمثل للأمن الإقليمى والملاحة الدولية.

ودونه سنبقى فى دائرة قلق تصنعها عصابات من الشباب المؤمن فى الصومال إلى جماعة التكفير الحوثية فى صنعاء!. وهذا يعنى إعادة ترتيب أوراق اليمن بما يضمن استقراره ووحدته، دون ذلك ستبقى ظاهرة الميليشيات المدمرة لليمن والمقلقة للمنطقة موالاً حزيناً، حتى تُصٌوب الأمور كما يجب.

وقدر اليمن فى موقعه وثقله السكانى، فهو ثانى دولة بعد المملكة العربية السعودية فى الجزيرة العربية والخليج، من حيث السكان والمساحة التى تتجاوز خمسمائة وخمسين ألف كم، وسكان يتجاوز عددهم الثلاثين مليونا، وشريط ساحلى يتجاوز الـ 2200 كيلومتر، ثلثه يواجه البحر الأحمر والثلثان الباقيان على خليج عدن.

واليمن جغرافيا متنوع، تستقر رقعته وتزدهر دولته مع احترام تنوعه الثقافى والاجتماعى والمذهبى، وهو من يجسد مقولة إن الجغرافية نعمة ونقمة، فهو خاصرة الخليج العربى وليس منه، وهو محسوبٌ ضمن دول المحيط الهندى فى قضاياه ولكنه فى أقصى هذا المحيط، وليس قلب أحداثه، وهو المشرف على القرن الإفريقى وليس جزءاً من إفريقيا.

ولكن سيبقى اليمن المشرف على البوابة الجنوبية للوطن العربى وحارسه على باب المندب، بوابة الغياب والدموع!.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد