موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

بايدن ينقذ الحوثي وإيران ونحن يجب أن ننقذ اليمن والسعودية

د/ عبدالقادر الجنيد :

هز بايدن كل الأعمدة الرئيسية لحرب اليمن

أولا: بايدن ينقذ إيران

١- إيران، آمنة :
إيران ، متأكدة الآن ١٠٠٪؜ من أن أمريكا لن تسدد لها ضربة من عينة ضربات قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني أو أي ضربات أقل منها بكثير

٢- إيران، أغنى ماليا :
الصين، هذا الأسبوع ابتدأت شراء مليون برميل نفط إيراني يوميا وهذا يملأ خزينتها بأكثر من ٧٠ مليون دولار يوميا.
الصين غير خائفة من عقوبة “الضغط الأقصى” الترامباوية.
والصين، راغبة في تحدي أمريكا فأرسلت نجدة لا يستهان بها لإيران.
هذا بالإضافة إلى أن إيران تبيع مئات الألوف من براميل النفط يوميا عن طريق العراق وسوق دبي النفطية وعن طريق التهريب.
وتبيع إيران نفطها إلى سوريا مباشرة.
وترسل إيران نفط مجاني للحوثيين في ميناء الحديدة لتمويل عملياتها في اليمن والمجهود الحربي للحوثي.

٣- إيران، غير مستعجلة :
بسبب أمان إيران وامتلاء خزينتها فإنها لا تكترث بعودة أمريكا للإتفاق النووي ولا برفع العقوبات التي تصبح بالتدريج صورية وغير مهمة

٤- إيران، ستستمر بتوسيع نفوذها في بلاد العرب
العالم، يعتبر أن هناك ثلاثة مصادر خطر من إيران على العالم:

أ-الخطر الأول، هو النووي، وهذا هاجس أكبر عند أمريكا وأوروبا وإسرائيل ولا يهم العرب كثيرا إلا من باب اللعب بالورقة مع هواجس الغرب.

ب- الخطر الثاني، هو خطر الصواريخ البعيدة المدى، لأنها ستحمل النووي إلى إسرائيل وأوروبا

ج- الخطر الثالث، الميليشيات المحلية للتوسع في البلاد العربية والتي دمرت كل تلك البلدان.
وهذا ما يهم ويخيف العرب، لأنه هو ما يهددهم فعلا وما أدخل إيران إلى عواصمهم.
وهو نفسه أهم ما تهتم به إيران، وأوصلها إلى عواصم العرب بتكلفة رخيصة وبدون سلاح نووي وبدون نزف للدماء الإيرانية.

“الحجر من الأرض والدم من رأس العربي”

٥- إيران، لن تتخلى عن الحوثي :
البؤرة المشتعلة الوحيدة هذه الأيام في توسعات إيران، هي في اليمن وربما كانت هي الوحيدة المرجحة لأن تحقق حالة انكسار للمد الإيراني وتوسعها في البلاد العربية، حتى جاء بايدن وقلب الطاولة.

إذا كانت إيران المحترفة التي تفهم لعبة الحرب والميليشيات وتفكيك أنسجة المجتمعات العربية والاستيلاء على عواصمها بالأذناب الطائفيين، لم تتخلى عن الحوثيين في أحلك الظروف وضربت من أجلهم- بنفسها وبصواريخها- منشآت آرامكو السعودية النفطية في البقيق وخريص ورأس تنورة والأحياء السكنية في الظهران؛
فهل ستتخلى إيران عن الحوثيين في أيام الرئيس جو بايدن الجميلة؟

٦- بايدن يضغط على خصوم إيران والحوثي :
بدلا من أن يضغط بايدن على المعتدي والعدواني الإيراني، فإنه يتساهل مع طهران ويضغط على السعودية.
وبدلا من أن يضغط بايدن على الميليشيا الحوثية التي هي النموذج اليمني من الميليشيات الطائفية المذهبية المناطقية التي تحرضها إيران وتدربها وتسلحها وتمولها، فإن أمريكا تضغط على مؤسسة الشرعية اليمنية وعلى الرئيس هادي.

ثانيا: هدايا بايدن للحوثي :

١- أعلن أنه سيوقف حرب اليمن بأي طريقة وبأي ثمن.
مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز تفكير في واشنطن، هو الذي يسير السياسة الخارجية الأمريكية، وهو الممثل الحصري للأفكار الخاصة بإنهاء الحرب في اليمن وبالحل السياسي لأزمة اليمن.

أفكار مجموعة الأزمات تقوم على أن:

أ- إيران، غير مؤثرة في صناعة القرار الحوثي (!)

(طيب، سنفكر في هذا الأمر يا مجموعة أزمات، أو سنسأل الحوثي نفسه.)

ب- إيران، لا تصرف كثيرا على الحوثي كما تصرف في سوريا ولبنان (!)

(في لبنان، تصرف كثير لحماية حسن نصرالله لأن أمامها اسرائيل.)
(في سوريا، تصرف كثير لحماية بشار الأسد لأن أمامها اسرائيل وتركيا ودول الخليج وأمريكا.)
(في العراق، صرفت إيران كثير والآن تجني الثمار والأرباح والأسواق.)

ج- الحوثيون، زيود وليسوا جعفريين أو علويين (!)

(يعني لازم يكونوا كلهم نسخ طبق الأصل!)

د- من حق إيران أن يكون لها دور إقليمي على حساب العرب، إذا أمنت مصالح اسرائيل والغرب (!)

(هل تحول لإيران من تركة أبوكم يا مجموعة الأزمات؟)

هـ- من حق إيران أن تتواجد في اليمن، بشرط ألا يهاجم الحوثيون السعودية (!)

وأصلا، تعتقد مجموعة الأزمات الدولية بأن الحوثية والحوثيين يستطيعون البقاء في اليمن بدون دعم إيران.
وهذا أمر فيه نظر.

و- الحل في اليمن، يكون بناء على “الحقائق على الأرض”.

(وحقائق مجموعة الأزمات التي على الأرض إنما هي إنجازات لدول أجنبية على الأرض اليمنية.)

•حقائق إيران مع الحوثية
٠حقائق الإمارات مع عيدروس وطارق وسقطرى
•حقائق مبعثرة سعودية هنا وهناك

ز- الحقائق على الأرض بناء على أفكار مجموعة الأزمات الدولية، هي تقسيم اليمن إلى خمسة كانتونات.

وهذه هي المصيبة التي يمكن أن يسندها الرئيس بايدن بغفلته وضعفه.

إذا انتهت وحدة اليمن وضاعت سلامة أراضيها وجزرها وموانئها، فلن تستقر اليمن لعشرات السنين.

**
ثالثا: بايدن يضغط على السعودية
**

١- إهانة شخصية مباشرة لولي العهد السعودي وأنه لن يتكلم معه هاتفيا ولن يدعوه للقيام بأي زيارة إلى أمريكا، بسبب قضية خاشوقجي.

٢- إهانة للدولة السعودية بأنه لن يبيع للمملكة الأسلحة الهجومية المتفق عليها.

٣- ضغوط على المملكة- علنية وسرية- بأن تتوقف عن دعم الرئيس هادي والشرعية.

٤- ثم وعد بايدن بأن بلاده أمريكا مازالت متعهدة بالدفاع عن السعودية

**
رابعا: ردود فعل زئبقية من السعودية
**

من المؤكد أن الإشارات الصادرة من السعودية متباينة، ولا يستطيع أحد الآن أن يقسم أن موقفا معينا هو الموقف السعودي الرسمي.

١- الموقف الرسمي الممتاز
*
هناك الموقف الذي يعجبنا دائما منذ البداية ومازالت تعلنه من وقت لآخر وحتى في داخل هذه المبادرة السعودية الأخيرة، وهو أنها مازالت تريد حلا يمنيا خالصا بناء على المرجعيات الثلاث ومخرجات الحوار الوطني ووحدة اليمن وسلامة أراضيه الذي يؤدي في النهاية لاستقرار اليمن

٢- الموقف المتماهي مع الإمارات
*
هناك الموقف المتماهي مع الإمارات التي تؤيد عيدروس الزبيدي وانفصال “عدن والضالع” وتؤيد طارق صالح وبتر المخاء من تعز والاستيلاء على سقطرى
والتعبير الجديد الدي تستعمله السعودية، أنه عليها أن تتعامل مع “التعقيدات اليمنية” وأنه لا يمكن الاستغناء عن جهود دولة الإمارات “الشقيقة”.

٣- الموقف المتلاعب ببايدن وليدركنج
*
القاصي والداني، يدرك أن بايدن ساذج وضعيف وحتى “أهبل”!

ولكنه أهبل على رأس أقوى وأغنى دولة في العالم حتى ولو كانت منسحبة ويتكالب عليها المتنافسون الذين يريدون وراثتها وهي مازالت على قيد الحياة.

السعودية، وافقت على كل طلبات بايدن، وأعلنت مبادرة بإسمها شخصيا مع إنها بالتنسيق مع مبعوث أمريكا ليدركنج وبمعرفة أنتوني بلينكن وزير خارجية امريكا وبايدن، وقدمت تنازلات للحوثي بشأن مطار صنعاء وبشأن ميناء الحديدة ودخول نفط إيران المجاني.

كثيرون يعتقدون بأن بايدن سيصطدم في النهاية برأس عبدالملك الحوثي المتحجر الذي يريد أن يحكم اليمن ويحتفظ بسلاحه وميليشياته وبعلاقاته مع إيران.

وعبدالملك الحوثي ليس أهبل مثل بايدن، فهو يعرف بأنه سيختفي ثاني يوم إذا كان الحل السياسي لأزمة اليمن يقتضي نزع سلاح الميليشيات ووقف التدخل الأجنبي العسكري الإيراني والسعودي والإماراتي في اليمن وبناء جيش يمني وطني من كل أنحاء اليمن.

نحن يمكننا تفهم ضعف السعودية تجاه أمريكا وضرورة أن تستجيب لبايدن بنوع من ورقة التوت ليستر بها عورته ويغطي ضعفه وتناقص دور أمريكا في العالم.

والحوثي، حاذق ويدرك أيضا مأزق السعودية.

المباراة الآن، ستبدأ بكم سيكسب الحوثي من مزايا معنوية وسياسية واقتصادية ويمص دم أمريكا والسعودية بدون أن يعطيهم أي شيئ وقبل أن يرميهم إلى صفيحة القمامة بعد أن يكون قد ربح وغنم وكسب، كما عمل معهم في اتفاق ستوكهولم؟

والشوط الثاني من المباراة، هو كم ستتحمل السعودية وأمريكا مماطلة وثقالة وسماجة واعوجاج منطق وأساليب الحوثيين وسوء أدبهم قبل أن يعلنوا فشل مبادرة السعودية رسميا أو بالتسليم بالأمر الواقع، كما حدث في إتفاق ستوكهولم؟

**
رابعا: دجاجة الشرعية الخاسعة
**

الدجاجة الخاسعة تحت المطر!

هكذا كنت أرى وفد الشرعية في مفاوضات ستوكهولم

كنا نرحمكم عندئذ ونشعر بقهر وغيظ

الظروف مختلفة، الآن!
كنتم تحت ضغط قوي في ستوكهولم لأن مقتل خاشوقجي كان قبلها بشهرين فقط.

•لن نقبل منكم:
•أي تنازلات
•أي مصافحات
•أي كلام من عينة: “أنت إبن بلادي”!
•أي دجاج خاسع!

هكذا يجب أن تستعد الشرعية:
*
١- رفض الضغط
الرفض للضغط أيا كان مصدره أو نتائجه أهون من الرضوخ.

ارفضوا وبالفم المليان أي شيئ مخالف للمرجعيات.
لا توافقوا على أي شيئ بناء على أي ضغط خارجي.

٢- المشاورة
لا توافقوا على أي شيئ مباشرة، وأحيلوا كل شيئ إلى غرفة مداولات وراء الستار.
وراء الستار، يجب أن يكون معكم محترفون ودهاة وحاذقون وقانونيون وفاهمون لليمن وتاريخها ولعصبياتها السلالية والطائفية والمناطقية‫.
الحوثيون، يدركون هذا أفضل منكم لأنهم خلاصة العصبيات السلالية والطائفية والعنصرية والمناطقية.

٣- خبرات الدولة
وراء الستار، يجب أن يكون معكم فاهمون لطريقة تسيير الدولة اليمنية والصراعات السياسية طوال ال٣٣ سنة من عهد الرئيس صالح لأنكم قد تقعوا في فخاخ ومصائد إن كنتم غافلون عنها.
الحوثيون، مجهزون أفضل منكم بهذا الجانب لأنهم كانوا من أركان الدولة العميقة المسيرين لها في عهد الرئيس صالح.

٤- خبرات وكلاء الشريعة
المماطلة، هي عمل وكلاء الشريعة.
هذه مهنة الحوثيين وكل السلالة التي يتوارثونها أبا عن جد.
الحوثيون، جاهزون لشغل وكلاء الشريعة والمماطلة.

واليمنيون، سيتابعون كل شيئ ، وهم معكم.
ولا تترددوا بطلب مساعدة شعبكم وحواضنكم الطبيعية.

نحن سنتابعكم وسنسندكم بكل قوتنا.

**
خامسا: الشرعية يجب أن تحافظ على السعودية
**

بالرغم من كل شيئ السعودية، كانت ومازالت وستظل هي الدولة والشعب والأرض “الوحيدة” التي تتعرض لنفس الخطر الذي تتعرض له اليمن دولة وشعبا وأرضا.
لا أحد على وجه الكرة الأرضية يختلف على هذا.
اليمن والسعودية، تتعرضان لخطر وتهديد وجودي من الحوثية وإيران.

إن عاجلا أو آجلا، سيجد اليمنيون والسعوديون طريقة أفضل لإنقاذ بعضهم البعض بدلا من التعثر الحالي.

**
سادسا: السعودية يجب أن تدعم وتحمي الشرعية
**

إلى أشقاءنا في السعودية:
أنتم تعرفون خطر إيران عليكم.

أنتم تعرفون أهداف إيران أكثر منا وقد قاومتموهم في لبنان وسوريا والعراق، وأزاحوكم من هذه البلدان.

١- كيف يمكن أن تحموا أنفسكم من الخطر الحوثي والإيراني؟

٢- هل ستدفعون إتاوات أو “جزية” للحوثيين؟

٣- هل ستحاربون الحوثيين والإيرانيين بأنفسكم؟

٤- هل سيحميكم باكستانيون وأمريكيون؟

يا أشقاءنا في السعودية:

مصيرنا واحد.

واليمن الواحد الحر المتحرر المستقل القوي، هو أملكم الوحيد.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد