خالد الرويشان
تاريخيا ..كان جنوبُ اليمن ووسطُهُ يحرّران صنعاء من هجمات أئمّة صعدة!
مِنْ علي بن الفضل الذي قَدِمَ من أبين وأخرج مؤسس دولة الأئمة الإمام الهادي من صنعاء بعد أن أسر علي ابن الفضل ابن الهادي “المرتضى؟ نهاية القرن الثالث الهجري ..العاشر الميلادي
إلى تقاطر أبناء الجنوب واليمن كله إلى صنعاء بعدحصارها من قِبِل الملكيين في حصار السبعين يوما كي يكسروا حصار الملكيين لها وطردهم من جبالها في ستينيات القرن العشرين! ..
تقاطر إلى صنعاء أبطال الجنوب وتعز وإب والبيضاء ورداع وكل اليمن ليكسروا ذلك الحصار جنبًا إلى جنب مع الأبطال داخل صنعاء المدافعين عنها
تاريخيا ..إذا لم يأتِ وسطُ اليمن وجنوبه إلى صنعاء لإنقاذها من براثن الإمامة..فإن الإمامة تتسع وتتمدد جنوبا بدءًا من باب اليمن جنوبي صنعاء وصولا لأي مكان جنوبا
وهذا ما يحدث دائما
آه كم أنت لئيمٌ وغادرٌ أيها التاريخ!
تاريخيا ..لم تسقط صنعاء بين براثنهم إلاّ إذا اختلف أحمقان على حكمها وتصارعا وتقاتلا بينما يكون الإمام المتربص على أبوابها!
ولا يلبث الإمام طويلا حتى يقرر مع مَنْ يقف
وبالفعل يبدأ تنفيذ الخطة!
ويتدخّل الإمام القادم من صعدة مناصراً لأحد الأحمقين ويقضي على خصمه ..ثم يلتفت إلى من ناصره ويقضي عليه هو الآخر وبسهولة!
استرتيجية إمامية مستمرة منذ ما يزيد عن ألف سنة وحتى اليوم!
ولم يتعلم أحد!
مِن اختلاف المتصارعَين الضحّاك مع الدعّام في صنعاء وتحالف الإمام المؤسس الهادي مع أحدهما ..ثم انقلابه عليه! بعد التخلص من غريمه!
ووصولا لمأساة هادي وصالح والحوثي التي عشناها ونعيشها لحظةًً بلحظة!
آه كم أنت لئيمٌ وغادرٌ أيها التاريخ!
ولذلك ، انتقلت الدولة اليمنية الكبرى ” الدولة الرسولية ” إلى تعز!
والطاهرية إلى جُبَنْ
“والصليحية” إلى جبْلة إب
والزراعية آلى عدن
وقبل ذلك ” النجاحية “إلى زبيد
آه كم أنت لئيم وغادرٌ أيها التاريخ!
لئيمٌ وغادرٌ .. وغبيٌ أيضا!
يصبح التاريخ غبيا عندما لا يتعلم أحد!