محمد جميح :
تهتفون في المدارس بصرختكم “الإيرانية”، فيرد عليكم أطفالنا الصغار بالهتاف لليمن الكبير…
تصرخون “الموت لأمريكا” وتركبون آخر موديلات السيارات الأمريكية أيها المخادعون!
تقولون “الموت لأمريكا” فيقول ملايين اليمنيين: الموت لكم أنتم يا دعاة الموت والخراب…
تلعنون اليهود ومجالس اليمنيين تلعنكم…
تصرخون “الله أكبر” على أنقاض مساجد طالما أذَّنت “الله أكبر” للصلاة…!
أما المساجد التي سلمت من تفجيركم فلم تستحوا من تناول “القات” فيها وتحويلها إلى مقائل وأماكن لحفلات الأعراس يا من رقصتم في جامع “سابحة” قبل أيام في عرس أحد “أنصار الله” الطيبين!
أما تستحون وأنتم تسرقون ما ليس لكم؟!
وتدعون تمثيل من لم ينتخبكم…!
وتزعمون الدفاع عن وطن لا عدو له إلا أنتم!
انزلوا إلى الأسواق…
اسمعوا ما يقول عنكم أصحاب سيارات الأجرة…
انظروا إلى سيرتكم على ألسنة أساتذة المدارس والجامعات…
اصغوا إلى همسات الحواري والشوارع الخلفية عن فساد وعفونة مشرفيكم الذين دخلوا صنعاء حفاة، وامتلكوا خلال شهور أغلى العقارات وأضخم الكروش…!
تصفحوا وسائل التواصل الاجتماعي لتروا حجمكم الحقيقي لدى الناس، الذين لو وثقتم بشعبيتكم لديهم لخضتم الانتخابات لا الحروب…
حتى أولائك الذين تأخذونهم بالإكراه أو بالإحراج إلى “دوراتكم الثقافية” لا يهضمون أحاديث وعاظكم، ولطميات “الروزخانيين” الجدد الذين تبدو عليهم لكنات القادمين من “قم ومشهد” في بلاد “واق الواق” التي تعرفونها أكثر مما تعرفون اليمن، وتنتمون إليها أكثر من انتمائكم لليمنيين…
أما تستحون؟!
تغْشَون مجالس شيوخ القبائل دون إذن، وتحاولون بظلكم الثقيل -لا دام لكم ظل-أن تظهروا بمظهر من يملك قلوب الناس ويأسر شعورهم، فتخرجون من المجالس، كما دخلتم مشيعين بلعنات المجالس ومن فيها أيها الخائبون.!
توقعون الاتفاق وتنقضونه!
تقولون الشيء وتفعلون نقيضه!
تحالفون وفِي نيتكم الغدر، ثم تقتلون الحلفاء أيها الغادرون!
أما تستحون؟!
تقتلون الأب وتدعون أيتامه إلى وجبة طعام!
تقتلون الطفل في الحرب فترسلون إلى أهله صفيحة زيت!
تقتلون السجناء تحت التعذيب وتقولون إنهم ماتوا بالسكتة القلبية فيما تشهد جثثهم على جرائم مروعة مارسها جلادوكم ضدهم!
تستقبلون معونات مركز “الملك سلمان”، عن طريق الأمم المتحدة، فتنزعون شعار المركز، وتبيعون مواد الإغاثة في السوق السوداء، ثم تهتفون ضد “العدوان” أيها الشحاتون المستكبرون!
أنتم أول محارب يستقبل “صدقات” عدوه، رغم أنكم تزعمون أن الصدقات لا تحل لكم لأنها “أوساخ الناس”، يا نفايات المكان ومخلفات الزمان!
أما تستحون؟!
تفجرون المنزل ثم تتناولون القات مع صاحب المنزل المهدم لتظهروا بمظهر من يملك شعبية كاسحة، وحباً بين الناس!
تأخذون ابن المطلوب لكم أمنياً، لكي يخضع المطلوبون ويسلموا أنفسهم!
تأخذون أعيان الناس بالإكراه إلى قناة المسيرة لكي يعبروا في تصريحات مقتضبة عن إدانتهم ل”العدوان”، فيدينونه على شاشتكم، ثم يخرجون للعنكم في مجالسهم الخاصة، ويراسلون وسائل الإعلام بأن التصريحات أخذت منهم بالإكراه…
الشعبية لا تكون بهكذا أدوات…
كسب الأنصار لا يكون بإكراه الناس على ما لا يريدون…
والنصر في المعركة لا يكون بالزج بالأطفال في أتونها أيها المأزومون!
أفيقوا…
الحياة أكبر من مجرد إطلاق صرخة أو صاروخ…
الحياة مستشفى ومدرسة…
جامعة ومركز أبحاث…
طريق معبد وماء نظيف…
كهرباء ومحروقات…
الحياة اقتصاد وتعمير وبناء أيها المخربون…
أفيقوا…
انظروا إلى صورتكم في وعي الناس…
إذا لم يحدثكم أحد عن صورتكم الحقيقية في عيون اليمنيين، فانظروا اليوم إلى وجه صنعاء الذي ملأتموه بالجرب ورئتها التي امتلأت سلاً يا “سّلَّ صنعاء وجربها”…
ولأنكم لا تفهمون، ولأن عقولكم من صنف المعلبات التي انتهت صلاحيتها منذ قرون، دعوني أقرب لكم الأمر بهذا السؤال البسيط: هل وضع البلاد بعد مجيئكم أفضل من وضعها قبل طالعكم غير الميمون؟
سؤال بسيط…
والجواب واضح وأنتم تعرفونه، ولكنكم تكابرون وتكذبون…
#تكذبون_كما_تتنفسون