أكد الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، أن سيطرة قوات الجيش على سلسلة جبال هيلان، قرب المسافة نحو العاصمة صنعاء.
و يرى الذهب أن جبل “هيلان” يحظى بأهمية كبرى، حيث يشرف على طريقين يربطان صنعاء بمدينة مأرب من اتجاهين، الأول يربط مأرب بمنطقة فرضة نهم وصولا إلى صنعاء، أما الاتجاه الآخر، فيربط المدينة الغنية بالنفط بمديرية صرواح التابعة لها، غربا، وصولا إلى مديرية خولان في صنعاء.
ونقل “عربي21” عن الذهب قوله: إن “هيلان” يوفر سيطرة نارية على هذه المناطق، حسب مديات الأسلحة التي يمكن أن تحقق هذا الغرض، سواء “الرشاشة أو الصواريخ والقذائف الآر بي جي، وصواريخ مكافحة الدبابات والمدرعات”.
وأشار إلى أن أهمية هذه الجبل تكمن أيضا في سيطرته على طريقين إلى مديرية صرواح في مأرب من صنعاء، حيث يمر الأول عبر جحانة، والآخر يمر عبر مديريتي بني حشيش ونهم، من جهة شرق صنعاء.
وأكد الخبير اليمني أن هذين الطريقين يعتمد عليهما الحوثيون في إمداد مقاتليهم في الخطوط الأمامية، من ناحية تدفق القوات والمؤن نحو صرواح، في حال انقطاع أي منهما.
واستدرك قائلا: “يتوقف على مدى استغلال هذه المنطقة استغلالا عسكريا ذكيا من قوات الجيش”.
كما أوضح الخبير اليمني في الشؤون العسكرية أن خسارة الحوثيين لجبل “هيلان” تحرمهم من أشياء كثيرة، منها “تغطية قواتهم المتقدمة في حال حاولوا التقدم عبر صرواح نحو مأرب، أو أي تقدم آخر لمقاتليهم صوب فرضة نهم، ومديرية مدغل، شمال شرق مأرب”.
واعتبر أن “هيلان” يعد نقطة اقتراب أولى باتجاه محافظة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، لافتا إلى أنه بوصول قوات الجيش إلى هذه المنطقة يسهل عليه التحرك تحت غطاء آمن نحو مناطق جحانة ونهم، شرق صنعاء، والمناطق الأخرى التي يطل عليها.
واستدرك قائلا: “لكن يعتمد ذلك على مدى الاستغلال الذكي لهذا القوات ووفرتها، كون الحوثيين لن يتركوها تحكم سيطرتها عليها، دون محاولة لاستعادتها، نظرا لاستراتيجية المنطقة”.
ولم يستبعد الذهب أن يهاجم الحوثيون لاستعادة هذه المنطقة الاستراتيجية، مؤكدا أن المعركة هنا مصيرية، فهي الباب الرئيس والأقرب إلى صنعاء، لا سيما بعدما تمكن الحوثيون من إسقاط أجزاء من مديرية نهم، وهيمنوا على أجزاء من مفرق الجوف (شمالا)، والطرق الأخرى المؤدية إلى مأرب.
وشدد الذهب على أن جبل “هيلان” يمثل نقطة الاقتراب الأفضل والأبرز إلى صنعاء عبر صرواح المتاخمة لها، والوصول إلى مناطق تقطنها قبائل محايدة في خولان، شرق العاصمة، وهو ما قد يسهل من تقدم القوات الحكومية نحوها.
والأربعاء، أعلنت قوات الجيش اليمني سيطرتها على أجزاء واسعة من سلسلة جبال “هيلان” المطل على مناطق عدة من مأرب، وطرد الحوثيين منها بعد هجوم نوعي أوقع عشرات القتلى والأسرى منهم.