28.6 C
الجمهورية اليمنية
11:57 صباحًا - 2 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

اليمن في زمن العتمة

غمدان ابواصبع :

تتسارع التقلبات للمشهد السياسي في اليمن بشكل غريب وسريع وهو ما يدل أن بلادنا تسير وفق ما يرسم لها لا ما يرسمه أبنائها من النخب السياسية.

وهو مسار مخيف لواقع بات مقلقا لكل انسان يمني محب لهذه الأرض .

فالمشاريع القزمية التي تبني وجودها على تفتيت المجتمع اليمني على أساس مناطقي وسلالي هي وحدها من تتصدر المشهد السياسي بينما تختفي المشاريع الوطنية والوحدوية .

للاسف لم تغيب النخبة الوطنية ولا القيادات الحزبية عن الأحداث  بل تكاد المبادئ التي ظلت هي المحرك والفاعل لدى الشارع اليمني والمعروفة سبتمبر وأكتوبر  تختفي من وجدان قياداته وهي المبادئ التي ظل الشعب ينظر إليها كمرجعية سياسية واجتماعية للحفاظ هوية من الانقسام والتشرذم .

فالفشل السياسي لدى تلك الشخصيات التي تولت قيادة البلاد من سلطة وأحزاب كان لها الأثر الكبير في إحداث هذا الفراغ المخيف  لصالح دعاة التشرذم والتمزق

لتتضح نتائجه ليولد شعور لدى الإنسان اليمني أنه غريب في وطنه فلا صنعاء هي امه ولا عدن أخته فكل القصائد التي ظل يتغني بها الشعب تختفي وبشكل كبير لتظهر زوامل واناشيد جل اهتمامها إثارة النزاع وتاجيج الحروب لتحل محل  الشعارات الوطنية والقومية ويصبح الخطاب المناطقية والطائفية هو وحده المسيطر وهو ما يؤكد اختفاء صوت العقل والحكمة تختفي معه الحدائق والأندية وتفتح المقابر أبوابها .

كل تلك المشاهد التي باتت هي وحدها من تسيطر على اليمن.

لا ادري لماذا  كل هذا التماهي مع مثل هكذا خطاب ولا ماهي الاسباب التي تقف وراء كل هذا الصمت  والبحث عن حجج واهية ينسبها الفاشلون لغيرهم في سعي واضح لاخفاء واقعهم المزري .

خاصة قيادات الأحزاب الوطنية والقومية والاممية ممن تخلو عن قيمهم ومبادئهم ليكتفوا بتخفي بغرف مغلقة .

لتتحول حواضر اليمن من ساحات لتغذية الروح الوطنية إلى عناوين بارزة في تغذية الروح الانهزامية فاليمني بصنعاء لم يعد يمني وانما حوثيا وفي عدن جنوبي عربي .

يتحول أصحاب المشاريع إلى أدوات هادمة ليس لمشروع دولة الوحدة والجمهورية وإنما استهداف الهوية التاريخية للإنسان اليمني .
ولم يكتفي تلك الايادي  بخطاب العودة إلى ما قبل الوحدة والمعروفة باليمن الديمقراطية بل لتغيب روح الهوية الأم التي ظل يرتكز عليها أبناء هذا الشعب في توحدهم وانقسامهم وهي يمنيتهم .

في الواقع لم استطع أن استوعب كيف لتلك المشاريع الرثة ان تتزعم المشهد  اليوم أن يقبل دعاتها انتزاع هوية أجدادهم وتراثهم الضارب في جذور التاريخ .

فمن لا تاريخ له لا حاضر له   فالماضي من يحدد للإنسان هويته.

يصنع الأجنبي هوية هذا الشعب  ويمنحه الاسم الذي يراه هو دون أن يجد أي اعتراض من النخب اليمنية متجاهلين أن الأمم لا تعرف إلا بماضيها ولا تبني حاضرها على فراغ وانما عبر تراكم من الهوية والتاريخ الذي هو وحده من يوحد هوية مجتمعه.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد