29.7 C
الجمهورية اليمنية
3:25 مساءً - 21 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارعين الحقيقة

مارب تودع العميد شعلان

 قائد قوات الأمن الخاصة في محافظة مارب؛ استشهد في اشتباك مباشر مع الحوثيين خلال معركة عنيفة قادها بنفسه في جبل البلق، غرب مارب، وتمكن خلالها من فك حصار فُرض على عدد من جنوده وإيصال ذخيرة وإمدادات لهم.

منذ 2015 برز العميد شعلان “أبو محمد” كقائد ميداني رفيع الطراز، لاسيما بعد توليه مسؤولية الحزام الأمني لمدينة مارب في منطقة “الجفينة” حيث يقع أكبر مخيم للنازحين في الوقت الراهن، وكان إلى جانب آخرين حائط الصد الأشهر أمام هجمات الحوثيين على مارب حينذاك.

عبدالغني على عبدالله شعلان، شاب من مواليد 1981م من محافظة حجة، مديرية المحابشة، قرية شعلان، أب لثلاث بنات وولد، هو محمد الذي كُني باسمه.

تخرج من كلية الطيران والدفاع الجوي في صنعاء عام 2004، وعُيّن ضابط رادار وصواريخ بالقاعدة الجوية فيها.

تنقل في عدة مناصب من بينها نائب مدير أمن الجوف، أركان عمليات الكتيبة 17، وقائدا للسرية الأولى بالكتيبة التاسعة بالفرقة الأولى مدرع، وأميناً لمخازنها، وكاتبا ماليا للواء 170 دفاع جوي في محافظة تعز، وكاتباً مالياً بقيادة القوات الجوية في الحديدة، عام 2009م.

في العام 2015، وفي حين كانت المدن اليمنية تُسلَّم للميليشيا الواحدة تلو الأخرى، ساهم شعلان في قيادة جبهتي الجفينة والفاو جنوبي مدينة مارب، وشارك مع من تبقى من الجيش والمقاومة الشعبية حينها، في دحر الحوثيين حتى مرتفعات جبال صرواح غربي المحافظة.

عندما عجزت ميليشيا الحوثي عن اختراق التحصينات الدفاعية للمدينة الصغيرة؛ بثت خلاياها في الأنحاء، محاولةً تحقيق ما عجزت عنه في المعارك، فكان أبو محمد هو الرجل الأنسب لقيادة معركة تأمين المدينة من هذه الخلايا؛ ليعين حينها أركان حرب فرع قوات الأمن الخاصة بمارب في العام 2016.

وفي نوفمبر من العام نفسه أصدر محافظ مارب، اللواء سلطان العرادة، قراراً بتعيين شعلان، قائداً لقوات لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة، وكان له ولقواته الدور الأبرز في إفشال محاولات الميليشيا زعزعة الأمن وإقلاق السكينة، في المحافظة التي أصبحت مأوى لملايين اليمنيين النازحين الذين فروا من انتهاكات الميليشيا من شتى المحافظات وبيئة جالبة للمستثمرين الذين وردوها من كل صوب، لتشهد نهضة عمرانية فريدة، في حين ظلت مشكلة الأمن هي العقبة الكؤود في نظيراتها من المحافظات المحررة.

يقول مصدر مقرب من قيادة قوات الأمن الخاص لـ”المصدر أونلاين”: ليس سهلاً أن تكون جندياً تحت قيادة أبو محمد، فهذا يعني انضباطاً والتزاماً في كل شيء، ابتداءً من المظهر والهندام، وانتهاءً بالقيام بواجباتك في تأمين المواطنين، والتضحية بروحك متى تطلب الأمر.

ويضيف: بدأ أبو محمد مهمته ببناء قوات الأمن الخاص وفق المعايير الأمنية، فاستقبل المجندين، ونظم الدورات التدريبية للأفراد والضباط، وكان تأهيل قوات أمنية قادرة على القيام بمهامها هي المهمة الأولى له، ولو استوقفت أحد المارة في أي مكان بمارب عن أبو محمد وقواته، لن تجد له الا المحبة والاحترام من الجميع.

ويتابع: خلال السنوات الأخيرة حاول الحوثي عبر خلاياه زعزعة أمن مارب، عبر كل الأصناف “رجال ونساء، لم يترك وسيلة الا حاول من خلالها”، لكن كل المحاولات فشلت، وتتبع الأمن بشقيه الخاص والعام تلك الخلايا رصدها وقبض عليها.

ويستدرك: ليس أبو محمد وحده، فهناك الكثير ممن ساعده وعمل معه بصدق وإخلاص، لكن قيادته الفذة وأسلوبه الرفيع أجبر الجميع على التفاني في سبيل تأمين هذه المدينة وأهلها.

مع مطلع العام الماضي كثفت ميليشيا الحوثي من هجماتها المميتة باتجاه المحافظة، لتسيطر على جبال نهم وتتقدم الى مدينة الحزم مركز الجوف، والهدف من كل ذلك هو تطويق مارب، المدينة الصامدة، آخر معاقل الحكومة الشرعية في الشمال، وفي هذه اللحظة، انبرى أبو محمد للمشاركة في جبهات الدفاع عن المدينة التي تولى مهمة تأمينها.

إلى جوار النقاط الأمنية تولت قواته مواقع في جبهات صرواح (غرب مارب)، لتأمين مخيمات النازحين المنتشرة هناك، ومع تحركات الميليشيا من الناحية الجنوبية، وسعت قواته مساحة انتشارها مستعدة لأي تحركات حوثية عن طريق مديرية بني ضبيان، وخاض مع قواته عشرات المعارك.

مع تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة، تولى مع قواته الدفاع عن مخيمات النازحين في منطقة “ذنة” و”الزور” بعد أن كثفت ميليشيا الحوثي استهدافها لتلك المخيمات بالأسلحة الثقيلة، واضطر سكانها للهرب من النيران والنزوح من جديد.

وفي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة، تحرك أبو محمد من مدينة مارب على رأس عشرات الأفراد من قواته، لنجدة زملائهم بعد هجمات الحوثيين الأعنف على مواقع في جبل “البلق” غرب بحيرة السد الشهيرة، وبعد ساعات كانت هذه القوة قد تمكنت من صد الهجمات واستعادت بعض المواقع التي خسرتها.

وكانت هذه المعركة الأخيرة؛ حيث استشهد في منطقة الاشتباك وهو يتصدر الصفوف الأمامية، وهي النهاية التي نجا منها ست مرات خلال سنوات قتاله ضد الحوثيين، ونجا عدة مرات من القصف كان آخرها بصاروخ باليستي قبل أيام.

وفي ساعات الظهيرة وبعد امتصاص هجمات الحوثيين التي لم تتوقف لحظة، جاءت تعزيزات إضافية من قوات الجيش والمقاومة، لتعيد الكرة في مطاردة الحوثيين من تلك المواقع ورفعت جثامين العميد شعلان وجنديين آخرين، بالإضافة الى 13 جريحاً.

استقبلت مارب جثمان الشهيد البطل بحزن؛ فقد كان اسم أبو محمد مصدر أمان للملايين من اليمنيين من أبناء محافظة مارب ومن نزحوا اليها، وخلال سنوات مضت مثّل من خلال قيادته لقوات الأمن الخاص درعاً للمدينة المكتظة بملايين النازحين، وصخرة تحطمت عليها محاولات الحوثيين خلخلة أمن المدينة.

المصدر اونلاين

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد