بروفسور / أيوب الحمادي:
اليمن ليست حديقة خلفية لأحد ولا غيرنا حديقة امامية لنا وليست اليمن طفرة متغيرة وانما ثابت انبثق منها كل شعوب المنطقة، وكون اليمن تستجدي المساعدات، وتعيش كارثة انسانية، فذلك يعود الى انها لم تمتلك قيادة بحجمها التاريخي، والجغرافي تصلح المجتمع، وتبني جسور تنمية وتكامل مع شعوب المنطقة. نحن شعوب تربطنا قواسم مشتركة ثابتة يجب ان نبني على اساسها، وليس على وضع سياسي معقدمتغير واستهداف خارجي مرهق جعلنا شعوب تائهة وممزقة لاندرك المهم والاهم. نبحث اليوم نكن معاً امام الاخطار التي تهدد المنطقة، وهذا لن يكن الا بالعمل على وضع ترتيبات تجعلنا شركاء نكمل بعضنا بعض حيث:
1. العلاقة بين اليمن والخليج وبالذات مع المملكة العربية السعودية، حتمية وإجبارية وتاريخية واسرية، ولا يمكن أن تنقطع ولانحتاج نذكرهم فهم يعرفون ذلك، ولذا من المهم الدفع بتفاهمات مجتمعية اكثر بين الإخوة في اليمن مع نظرائهم في السعودية، و لذلك من المناسب ان يتم التأسيس لعلاقة اكثر تكاملاً بين اليمنيين مع نظرائهم في السعودية اولاً والخليج ثانيا وبقية العرب ثالثاً وهكذا.
2. تتعرض اليمن والمملكة العربية السعودية والمنطقة لتهديد وجودي، لذا وجب التنسيق معا في مجال الأمن الإقليمي مع احترام استقلالية وسيادة الدول، ولذا يجب العمل معاً على بداية عهد جديد ينتبه لحساسيات بعضهم البعض، ويزيل التهديد الوجودي، وهذا لن يحدث إلا بالمكاشفة، والمساءلة، والمحاسبة، والتدقيق، والخطط، والرؤي والتكامل الحقيقي معاً.
3. أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن منطقة الجزيرة العربية والخليج والقرن الافريقي، وليس من مصلحة أي طرف أن يتهدد الإقليم أي خطر قد يتخذ اليمن موطئا له. ولتحقيق هذه الغاية على اليمن ومحيطه الإقليمي أن يتفاهما على تعريف وتحديد العوامل التي يراها كل منهما مصدر قلق له.
4. اليمن تطمح الى بناء شراكة اقتصادية وسياسية وثقافية وعلمية وامنية وحتى عسكرية مع دول المنطقة في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتراكة، ولاتطمح في استعداء أي دولة أو طرف اقليمي كون القواسم المشتركة أكبر من الاختلافات ونحن ابناء منطقة وتاريخ واحد.
5. لابد من اعادة الاعتبار للامن العربي وفق منظور جيو – سياسي متجدد في ادراك المصالح العربية المتكاملة، ولديمومة الوجود العربي بجغرافيته المترابطة، والمتداخلة، ولايفهم هنا رفع راية العداء بين العرب وجيرانهم، بل العكس هو الصحيح بمعنى الدعوة نحو البحث عن قواسم مشتركة اقتصاديا وسياسيا وامنيا، والعمل وفق التنسيق للمصالح المشتركة ومعها يدرك العرب مصالحهم اولا، ومن ثم الحوار مع الاخر، الذي لديه وعي وادراك بمصالحه ايضا.