*بشرى العامري :
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة صوّت اليوم برفض التجديد لولاية فريق الخبراء الدوليين المعنيين بالتحقيق في جرائم الحرب في اليمن ويجدد الدعم لولاية اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن..
علينا أن ندرك حقيقة مهمة من هذا التصويت وهي أن قرار إلغاء التمديد لفريق الخبراء البارزين بقدر ما أسعد الكثير من الناشطين والسياسيين، أيضا أسعد مليشيا الحوثي كونها الطرف الأكثر انتهاكا والأكثر اجراما وبشكل مباشر …
تجرفنا مواقفنا السياسية كناشطين وننسى أحيانا أن الهدف الأسمى هو حماية المدنيين وضمان حق الضحايا وانصافهم ومحاكمة مرتكبي الجرائم، سواء بلجنة تحقيق دولية أو لجنة تحقيق وطنية أو كلاهما معا …
خلال السنوات الماضية قدمت اللجنة الوطنية الكثير من التقارير ولكن لم نجد صدى لها من قبل المجتمع الدولي، ولم تقدم حتى اللحظة أي قضية للمحاكمة حد علمي.
ولم يتم الاصغاء لها على المستوى الوطني بالشكل المطلوب فما بالكم بالمستوى الدولي !! ومرد ذلك لضعف مستوى مؤسساتنا بشكل عام وليس اللجنة فقط ..
طُعمت اللجنة من قبل المجلس بفريق حقوقي دولي للدعم الفني والعمل بمواكبة وتوافق مع اللجنة ولكنه اشتغل بشكل مستقل وقدم تقارير فردية …
ومازالت الجرائم المروعة حتى اللحظة تُرتكب ضد المدنيين دون أي توقف ..
المطلوب اليوم التحقيق مع مرتكبي تلك الجرائم ومحاكمتهم دوليا ، واعتقد أن ذلك لن يتم إلا بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على أعلى مستوى وذات تخصص جنائي..
وأن تنزل إلى اليمن وتحقق بشكل جاد وعملي في تلك الجرائم وتلتقي بالضحايا وتجمع الأدلة وترفع تقاريرها إلى الأمم المتحدة فقد يستوعب المجتمع الدولي حينها حقيقة مايحدث في اليمن … لتأتي بعدها خطوة نصب المحاكمات الدولية للجناة ..
تصويت اليوم بقدر ما هو انتصار سياسي هام جدا للتحالف العربي إلا أنه على الأقل لا يغضب المليشيا التي أصلا لا تعترف بالفريق الدولي ..
ونرى أيضا محور روسيا والصين كانوا مع القرار العربي وهؤلاء موقفهم أقرب لإيران من الشرعية ومفهوم أسبابهم الخاصة ومواقفهم في رفض أي تحقيقات دولية في أي بلد.
أما عن الحكومة الشرعية فهي غائبة ولا رأي لها تقريبا ..وفي الأخير الضحايا هم الشعب اليمني المغلوب على أمره ..
وبالتالي علينا أن نقرأ الخطوات بعيون حقوقية بحتة وهي كيف ننصف الضحايا ونضمن ملاحقة مرتكبي الجرائم وذلك هو الأهم بالنسبة للحقوقيين .
وليس النجاح في خطوة سياسية فقط …
*رئيس تحرير موقع اليمن الاتحادي