34.5 C
الجمهورية اليمنية
3:13 مساءً - 30 أبريل, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

الشعور بنبض الصين في العصر الجديد

*السيد/ شاو تشنغ:

افتتح المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني بنجاح في 16 أكتوبر في بكين. يُعتبر هذا المؤتمر مؤتمرا هاما للغاية عند اللحظة الحاسمة حيث يشرع الحزب الشيوعي الصيني والصين والشعب الصيني من جميع القوميات في الرحلة الجديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة بطريقة شاملة ومسيرة النضال نحو “الهدف المئوي الثاني”. قدم الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ التقرير إلى المؤتمر الوطني العشرين وخلص بشكل شامل الأعمال في السنوات الخمس الماضية والتغيرات العظيمة في العقد الماضي للعصر الجديد وأوضح بشكل عميق رسالة الشيوعيين الصينيين ومهمتهم في العصر الجديد والرحلة الجديدة وخطط بشكل علمي الأهداف والمهمات والسياسات الرئيسية لقضية تطور الحزب والدولة في الفترة المستقبلية ورسم بشكل نابض بالحياة الآفاق المشرقة للنهضة العظيمة للأمة الصينية. إن هذا التقرير يتمتع بالأهمية الكبيرة والتأثير البعيد المدى.

في السنوات العشر الماضية، شهدنا ثلاثة أحداث رئيسية لديها الأهمية العملية الكبيرة والتأثير التاريخي البعيد المدى لقضية الحزب والشعب: أولا استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. ثانيا دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية العصر الجديد. ثالثا استكمال المهمات التاريخية للتخلص من الفقر وبناء المجتمع الرغيد الحياة بطريقة شاملة وتحقيق “الهدف المئوي الأول”. إنه الانتصار التاريخي الذي حققه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني من خلال النضال الموحد والانتصار التاريخي الذي يتألق في تاريخ تطور الأمة الصينية والانتصار التاريخي الذي يؤثر العالم على المدى البعيد.

في السنوات العشر الماضية، تطورت السياسة الديمقراطية الاشتراكية الصينية بشكل شامل في مجالات النظام وتوحيد المقاييس والترتيب. فيلعب النظام السياسي الاشتراكي ذو الخصائص الصينية دوره بشكل أفضل، وأصبح النظام الاشتراكي ذو الخصائص الصينية أكثر نضجا واستكمالا. لنأخذ في الاعتبار إنجازات بناء سيادة القانون الاشتراكية في الصين في العصر الجديد كمثال، إن إصدار “القانون المدني لجمهورية الصين الشعبية” كأول قانون بصفته “مجموعة القوانين” منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية وتنفيذه يساعد بشكل كبير على دفع حكم الدولة وفقا للقانون بشكل شامل وتسريع بناء الدولة الاشتراكية التي تخضع لسيادة القانون وحماية حقوق الشعب ومصالحه وفقا للقانون وتعزيز تحديث نظام الحكم وقدرة الحكم للدولة.

في السنوات العشر الماضية، أصبحت الصين شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 140 دولة ومنطقة وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالي التجارة السلعية وتحتل الصف الأمامي في العالم من حيث جذب رأس المال الأجنبي والاستثمار الأجنبي. يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الصيني 114 تريليون يوان لتحتل المرتبة الثانية في العالم بشكل ثابت ويتجاوز نصيب الفرد الصيني من الناتج المحلي الإجمالي 12 ألف دولار أمريكي. يشكل الاقتصاد الصيني أكثر من 18% من الاقتصاد العالمي ويبلغ معدل مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي حوالي 30% متجاوزا معظم الدول الرأسمالية الأوروبية والأمريكية.

في السنوات العشر الماضية، طبّقت الصين بشكل شامل مفهوم التنمية الذي يتمحور حول الشعب سعيا إلى حماية معيشة الشعب وتحسينها. حسب الاستطلاع الذي أجراه المكتب الوطني للإحصاء، وصل معدل شعور الجمهور العام في الصين بالأمن إلى 98.6%، بزيادة قدرها 11% مقارنة مع عام 2012. يتمتع الشعب الصيني بمزيد من الشعور بالاكتساب والسعادة والأمن وقد أصبحت الصين من أكثر الدول أمانا في العالم.

في السنوات العشر الماضية، دفعت الصين بشكل شامل دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية وقامت ببناء نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع المصير المشترك للبشرية والتعاون الدولي بشكل شامل في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد. أصبح بناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك المنتج العام ومنصة التعاون الدولي التي تحظى بالترحيب الحار. أصبحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي “مطرة في حينها” في القضاء على عجز التنمية وعجز الأمن للبشرية. يصادف هذا العام الذكرى الـ30 لإرسال “الخوذة الزرقاء” المنظمة الأولى من الصين للمشاركة في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة. على مدار 30 عاما، أرسلت الصين أكثر من 50000 جندي حفظ سلام إلى أكثر من 20 دولة ومنطقة للمشاركة في ما يقرب من 30 عملية حفظ سلام للأمم المتحدة وأصبحت الصين أكبر دولة في الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من حيث عدد قوات حفظ السلام وثاني أكبر دولة في الأمم المتحدة من حيث المساهمة في تكاليف مهمات حفظ السلام. مؤخرا، فاز 700 ضابط وجندي صيني من الدفعة الـ8 من كتيبة مشاة حفظ السلام الصينية إلى جنوب السودان (جوبا) و86 ضابطا وجنديا صينيا من الدفعة الـ2 من مفرزة طائرات الهليكوبتر لحفظ السلام في أبيي بـ”ميدالية السلام الفخرية” من الأمم المتحدة، إنها اعتراف المجتمع الدولي التام والكافي بقوات حفظ السلام الصينية. تحظى الصين بالمدح الدولي على نطاق واسع وتصبح أقوى فأقوى بشكل ملحوظ من حيث قوة التأثير والجاذبية الدولية.

في السنوات العشر الماضية، تغلب التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والصين كالشريك الاستراتيجي وأكبر دولة تجارية مع الدول العربية على الصعوبات مثل جائحة فيروس كورونا المستجد وتجاوز حجم التجارة بين الصين والدول العربية 330 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة قدرها 38%. ظلت الصين قوة بناءة مهمة في تعزيز السلام ودعم التنمية في الشرق الأوسط. طرحت الصين المبادرة لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط التي تتضمن خمس نقاط وأقامت منتدى أمن الشرق الأوسط مرتين حتى الآن، مما يشكل منصة جيدة للسعي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط بشكل مشترك وبناء أمن الشرق الأوسط بشكل مشترك وتعزيز تنمية الشرق الأوسط بشكل مشترك. تتخذ الصين الإجراءات العملية من أجل شعوب الشرق الأوسط وتبذل الجهود المتواصلة لتحقيق السلام والاستقرار الطويل الأمد في الشرق الأوسط.

في السنوات العشر الماضية، واصلت الصين تطوير التعاون الودي مع اليمن على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والتزمت بتوسيع تقارب المصالح مع اليمن بما يعود بالنفع على الشعبين بشكل أفضل. ظل موقف الصين منذ اندلاع الحرب في اليمن ثابتا وواضحا في القضية اليمنية ولم تقسم مجال النفوذ أو تسع وراء المكاسب الأنانية في اليمن أبدا، بل تلعب دورا نشيطا وبناء في العملية السليمة في اليمن دائما من أجل مساعدة اليمن على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في وقت مبكر وإعادة القوة والحيوية لهذه الدولة القديمة وإعادة المجد والضوء لهذه الحضارة القديمة من جديد.

إن الإنجازات التاريخية التي حققها الحزب الشيوعي الصيني والصين في السنوات العشر من العصر الجديد إنجازات شاملة ومبدعة، وإن التغيرات التاريخية التي حدثت في السنوات العشر من العصر الجديد تغيرات متجذرة وأساسية. يُعتبر المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني نقطة انطلاق جديدة للصين لتجاوز الصعوبات وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، كما أنه نقطة انطلاق جديدة لتطور العلاقات الصينية العربية والعلاقة الصينية اليمنية. نثق بأن الأمتين الصينية العربية اللتين خلقتا حضارات قديمة، ستكتبان بكل التأكيد فصلا جديدا وتقدمان مساهمات جديدة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في المستقبل.

*القائم بأعمال السفير الصيني لدى بلادنا

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد