22.7 C
الجمهورية اليمنية
1:23 مساءً - 23 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

نحن ومجلس الرئاسة والشرعية.. نحتاج أن ننقذها من نفسها ومن أصدقائها ومن أعدائها وننقذ اليمن

كتب: د/ عبد القادر الجنيد:

الشرعية، أصبحت غامضة:

الشرعية— كمفهوم وكأدوات وكواقع على الأرض— أصبحت غامضة.

الشرعية، في موقف صعب ومؤلم ويقطع القلب.

ونحن المؤيدون للشرعية، مفككون وساخطون وغامضون.

أنا انتقد الشرعية، معظم الوقت، بغرض إحيائها وتأييدها وليس بغرض السخرية أو الهدم.

الوقت المناسب:

إذا لم يكن هذا هو وقت الكلام لبحث مخارج للشرعية من موقفها الصعب، فمتى سيكون الوقت المناسب؟

أنا أرى أن هذا هو الوقت المناسب لنتكلم عن الشرعية ومع الشرعية.

الكلام بعد فوات الأوان، لا يفيد.

سنشرح ونستعيد مفهوم الشرعية..

وهذا سيكون بغرض دعم الشرعية وبغرض جعل هذا الموضوع في الصدارة.

الكلام بصراحة، ليس عداوة.

التغطية على نقاط ضعف الشرعية، هو مثل كنس التراب إلى تحت السجادة: لا ينظف المكان.

أولا: ما هي الشرعية اليمنية

الشرعية اليمنية، قائمة على المرجعيات الثلاث وأهم ما فيها، هو:

١- مخرجات الحوار الوطني والدستور

٢- الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي اليمن

٣- العملية السياسية التوافقية السلمية الانتقالية

٤- رعاية وضمانة مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي

٥- ضمانات وتعهدات واهتمامات خاصة من السعودية وأمريكا أي إلغاء لأي واحدة من هذه النقاط الخمس، ينهي مفهوم الشرعية.

ثانيا/ مجلس الرئاسة والشرعية:

ولكن المجلس الرئاسي القيادي اليمني، منقسم بشأن هذا التوصيف للشرعيةاليمنية.

من الموافق داخل الرئاسة؟

الذي يوافق— على الأقل بالكلام— على هذا التوصيف للشرعية أربعة أشخاص، هم:

الرئيس رشاد العليمي، نائب الرئيس عبدالله باوزير، نائب الرئيس سلطان العرادة، نائب الرئيس عثمان مجلي.

المفروض أنهم يتمتعون بتأييد السعودية.

لكن مسألة التأييد السعودي هذه الأيام، مبهم وغامض ومتقلب.

ويمكن القول بأنهم كلهم— الأربعة— سيختفون إذا تخلت عنهم السعودية.

من غير الموافق داخل الرئاسة؟

الذي لا يوافق— قطعيا— على هذا التوصيف للشرعية ثلاثة أشخاص، هم:

نائب الرئيس عيدروس الزبيدي، نائب الرئيس عبدالرحمن المحرمي، نائب الرئيس فرج البحسني.

هؤلاء لا يعترفون بمخرجات الحوار الوطني ولا بالدستور اليمني ولا بالعملية السياسية الانتقالية التي تنتهي بانتخابات، ولا بالوحدة اليمنية.

وهم يريدون من السعودية وأمريكا ومجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن أن يقوموا بإلغاء المرجعيات الثلاث التي لم يكن من الممكن أن يتم تخليقها وإرسائها إلا بهم.

وهم يتمتعون بتأييد دولة الإمارات.

دولة الإمارات لا توافق على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.

وتوجد تحت سيطرتهم تشكيلات عسكرية تنفق عليها دولة الإمارات.

بالنسبة لنائب الرئيس طارق صالح، فهو في وضع خاص.

يؤمن بوحدة وسلامة أراضي الوطن، ولكنه يتمتع بتأييد الإمارات التي تنصرف على تشكيله العسكري في المخاء والتي في نفس الوقت لا توافق على وحدة اليمن.

ولا نسمع منه تأييدا لمخرجات الحوار الوطني والدستور.

كل نواب الرئيس الأربعة الذين معهم تشكيلات عسكرية والذين تنفق عليهم الإمارات، يرفضون أن يكونوا تحت قيادة وزارة الدفاع اليمنية.

ويمكن القول أن هؤلاء الأربعة نواب رئيس سيختفون إذا ما تخلت عنهم دولة الإمارات.

من الذي شكل المجلس الرئاسي؟

هذا تم في المؤتمر التشاوري في الرياض عام ٢٠٢٢، الذي أنهى رئاسة عبده ربه منصور هادي ونائب الرئيس علي محسن.

الذي أنشأ المجلس الرئاسي هم، السعودية والإمارات وأمريكا ولكن تحت يافطة مجلس التعاون الخليجي.

ما هو مصير المجلس الرئاسي؟

هذا في علم الغيب.

الذي خلقهم، هو الذي يمكنه التخلي عنهم، نظريا وعمليا.

هل “يرغبون”— السعودية والإمارات وأمريكا— بالتخلي عنهم؟

هل “يستمتعون”— السعودية والإمارات وأمريكا— بالإحتفاظ بهم؟

هل “يستطيعون”— السعودية والإمارات وأمريكا— إعادة نفس مناورات ابريل 2022 بغرض تعديلهم؟

هل “يكترثون”— السعودية والإمارات وأمريكا— بمصير أعضاء المجلس الرئاسي أو بالمجلس الرئاسي أو حتى باليمن؟

هل “يتعمدون الغموض”— السعودية والإمارات وأمريكا— بشأن مصير المجلس الرئاسي لكي لا يتم إلقاء اللوم لأي طرف منهم إذا ما ساء مصيرهم ومصير اليمن؟

ثالثا: العدو الأول للشرعية

١- الحركة الحوثية

يوافق الحوثي فقط على وحدة وسلامة أراضي اليمن.

يرفض الحوثي مخرجات الحوار الوطني والدستور ويرفض العملية السياسية الانتقالية، ويرفض أدوار مجلس التعاون الخليجي والسعودية وأمريكا.

الحوثي، يقول أنه: “سيحافظ على وحدة اليمن وعلى سلامة أراضي اليمن بالسلاح”

الحوثي، يقول أنه: “سيحكم اليمن- وحده وبدون أي شريك- بقوة السلاح”

الوضع الحالي، هو أن الحوثي هو الذي يتسبب بنشوب حربين في اليمن: حرب أهلية — حرب إقليمية.

٢- سر قوة الحوثي

قوة الحوثي، ترتكز على عدة عوامل:

العامل الأول: العصبيات

عصبيات شمال اليمن الثلاث: السلالية — القبلية — المناطقية.

أثبتت هذه العصبيات أنها عندما تنفعل فإنها تؤذي اليمن.

وتصاب العصبيات أيضا عندما تنفعل بالعمى وحتى تغفل مصلحتها الحقيقية الضيقة سواء كانت سلالية أو قبلية أو مناطقية

العامل الثاني: إيران

أثبتت إيران أنها قوة فتاكة في المنطقة.

وهي تستعمل العصبيات الطائفية المحلية العربية للسيطرة.

العراق، تعتبر تحت الإستعمار الإيراني الإستيطاني

سوريا، تعتبر تحت الحماية الإيرانية

لبنان، تعتبر قاعدة عسكرية إيرانية

اليمن، تعتبر جبهة إيرانية ضد اليمنيين والسعوديين

إذا انهار النظام الإيراني الحالي وتوقف دور فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني،

فسينتهي حسن نصر الله وبشار الأسد وعبد الملك الحوثي والحشد الشعبي معهم.

العامل الثالث: ضعف مؤسسات الشرعية

تبين أن مؤسسات الشرعية اليمنية الرسمية ليست ندا منافسا قويا للتصدي للعصبيات التي يستند عليها الحوثي.

العامل الرابع: ضعف السعودية

تبين أن السعودية ليست ندا منافسا قويا للتصدي لتوسعات إيران في اليمن.

رابعا: هل هذا هو الوقت المناسب؟

إذا قد اتفقنا— نحن المؤيدون للشرعية— على أن الشرعية في وضع صعب ويقطع القلب.

إذا قد اتفقنا— نحن المؤيدون للشرعية— على نقاط ضعف الشرعية.

إذا قد اتفقنا— نحن المؤيدون للشرعية— على أننا جميعا في وضع الخطر تحت ضغط الحوثيين والإيرانيين.

إذا قد اتفقنا- نحن المؤيدون للشرعية— على ضرورة دعم مفهوم وآليات ومكونات ومؤسسات الشرعية.

إذا قد اتفقنا— نحن المؤيدون للشرعية— على أن هذا هو الوقت المناسب للنهوض بالشرعية.

إذا قد اتفقنا على كل هذا، فسنحتاج— كلنا جميعا— البحث عن نقطة البداية.

نقطة البداية

المفروض— بعد هذه النقاط التي أدعي أنا أننا قد اتفقنا عليها— أننا نستطيع استنتاج نقاط البداية.

والمفروض أن يكون هذا نتاج مجهود جماعي.

المفروض أن يكون هذا قرارا يمنيا شعبيا خالصا، ولكن هذا مجرد كلام عاطفي بدون أدوات وغير قابل للتحقيق.

وهذا متروك للمؤيدين للشرعية من أبناء الشعب اليمني ومن مجلس الرئاسة.

الشعب، كلمة عامة لا يمكن الإمساك بها.

وعلى هذا فإن نقطة البداية، ربما يجب أن تكون من مجلس الرئاسة.

وهذا أمر صعب أيضا، لأن أعضاء مجلس الرئاسة لايتفقون حتى ولو ادعوا أنهم متفقون.

ولكن ليس معنا إلا التوجه بالكلام لأعضاء مجلس الرئاسة.

وسيكون أعظم إنجاز لأعضاء مجلس الرئاسة أن يتفقوا على نقاط ضعف ونقاط قوة الشرعية التي ذكرناها أو يبتكروا من عندهم نقاطا أفضل للضعف والقوة ويتخلصوا منها.

… وبعدها سيجد مجلس الرئاسة الشعب الذين لا يعرفونه ولا يعرفهم.

… وبعدها نتفاهم مع السعودية وأمريكا.

… وبعدها سينتهي المشروع الحوثي الإيراني.

… وبعدها ستنجو اليمن.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد