*بشرى العامري :
تتصاعد التحذيرات الأممية جراء تداعيات التصعيد الأخير في البحر الأحمر وانعكاسه على الوضع في البلاد.
لكن تلك التحذيرات لا تصغي إليها ميليشيات الحوثي التي تزيد من رفع صرختها الخمينية، وتعزز القرصنة في الممرات البحرية، لتغرق الشعب بالويلات والوباء بروح مشبعة بالعنصرية والنفس الطائفي.
فالميليشيا التي تعيش على الحرب وتزدهر أذرعها مع الفوضى، لا تعنيها معاناة الشعب ولا تلقي بالا لأي مردود سلبي سيعاني منه جراء تصرفاتها الرعناء.
وكل ما تعمل عليه بشكل دؤوب هو قتل المواطنين وإحكام حصارها عليهم منذ عشر سنوات عجاف.
غرق السفينة روبي مار، التي كانت قد تعرّضت لقصف صاروخي نفّذته ميليشيات الحوثي في إطار ما تقول أنّه نُصرة لقطاع غزّة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، وهو أمر يُهدّد البحر الأحمر بكارثة بيئية خطرة ستُمثّل نوعاً غير معهودٍ من الخسائر التي تلحق بالبلاد ودول عربية أخرى.
القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أكدت غرق السفينة المذكورة، محذرة من مخاطر بيئية محتملة. جاء ذلك بينما بدا الحوثيون كعادتهم متجاهلين حجم الخطر الذي يهدّد المنطقة ككل وبشكل خاص اليمن الغارق منذ مايقارب العشرة أعوام في حرب تمرد خلّفت دماراً واسعاً وأوقعت قدراً هائلاً من الخسائر البشرية والمادية وأوجدت وضعاً إنسانياً يُعد من بين الأسوأ في العالم.
كارثة اليمن ليس غرق سفينة ولا قرصنة الميليشيات الحوثية في البحر ولا تلوث البيئة، بل كارثتها في ميليشيات تعزز غرق البلد كله وتلوث مجتمعه بسموم لا حصر لها وتكرس قرصنة وإرهاباً سيعاني منه المجتمع الدولي والإقليمي كما يعاني منه اليمن.
فنحن أمام ريحٍ سموم لن يتوقف أثرها عند بلد تغرقه الميليشيات بنفايات الأوبئة وفكر التشظي والإرهاب.
* رئيس تحرير موقع اليمن الاتحادي