كتب/ بشرى العامري:
حملة القمع التي تقوم بها ميليشيات الحوثي تجاه محافظة البيضاء ليست مجرد حدث عابر، بل هي جريمة نكراء ضمن منهج الميليشيات الحوثية القائم على نشر حالة من الإرهاب المستمر تجاه المواطنين، وضمن عقيدة قائمة على تمييز طائفي مذهبي تعمل الميليشيا عليه لتعزيز حالة من التشظي المجتمعي الواسع للبلاد.
ترى ميليشيات الحوثي أن استمرار قبضتها على أجزاء من المدن والقرى المختلفة يقوم على أساس خلق صراع مناطقي وتعزيز حالة التشظي المجتمعية.
فالجماعة المتمردة تدرك رفض المجتمع لها وتوقن أنها جماعة خارج إطار القانون، لذا لا تحيا هذه الجماعة إلا على الخراب والفوضى، ولا تزدهر قوتها إلا على صراع الفتنة وتمزيق المجتمع.
طوال الأسبوع الماضي وحتى مساء الامس ترسل ميليشيات الحوثي تعزيزات عسكرية ضاربة تجاه قرى بني صرار برداع في محافظة البيضاء، فقط لأن القرية رفضت إرهاب الميليشيات التي قتلت المدنيين العابرين.
وقالت قرية حمة صرار الصامدة بمديرية ولد ربيع قيفة أن دم ابناءها وهم المواطن سيف مرداس الصراري، والمواطن مقبل ناصر الصراري، لن تذهب هدراً، وكانت الميليشيات قد قامت بقطع طريقهما، أثناء مرورهما على دراجة نارية في نقطة تفتيش تابعة للميليشيات مما أدى إلى وفاة الأول وإصابة الآخر إصابات بالغة”.
طفح الكيل بالمواطنين وازداد سخطهم ورفضهم لهذا الإرهاب، وكانت تلك المواجهات الثائرة، لتعمل الميليشيات الحوثية منذ أيام على حصار القرى والتنكيل بكل المدنيين جراء ذلك ضمن نهج حوثي معلن هو إحداث أكبر أثر من الأذى بالمدنيين لخلق رعب كامل وقمع أي ثورة قد تندلع في حين غفلة، غير مدركة أن إرهابها لم يعد يخيف المواطنون الذين يرفضون هذا المشروع المشبع بروح الطائفية المقيتة، وخطاب الكراهية والتشظي المعادي لقيم الديمقراطية والمساواة واحترام الآخر.
ورغم المخاوف من تكرار مأساة رداع مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية ثقيلة لحصار قرية صغيرة..
وفرض الحوثي حصاراً خانقاً على “حمة صرار” مانعاً الغذاء والحركة وحاظراً المواطنين من بلوغ مزارعهم.
إلا أن إرادة الصمود والمقاومة لدى أهالي حمة صرار تظل أقوى من إرهاب الميليشيات.