31 C
الجمهورية اليمنية
10:28 صباحًا - 27 سبتمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

سبتمبر المجيد: ثورة لا تنطفئ في وجه استبداد الكهنوت الحوثي

بشرى العامري:

يحتفل الشعب اليمني اليوم بالذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، مستحضراً روح النضال والتحدي التي خاضها الآباء في مواجهة الطغيان والاستبداد. أمامه اليوم تحدٍ لا يقل جسامةً عن تحديات الماضي، يتمثل في مواجهة طغيان حكم الكهنوت الحوثي في صنعاء.

تعمل هذه الميليشيات منذ انقلابها على الإجماع الوطني والدستور والقانون على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بمحاولة يائسة لإحياء الحكم الإمامي البائد، مستخدمة كل وسائل القمع والتنكيل لترسيخ التخلف وتكريس هيمنتها.

تعود معركة الشعب اليمني اليوم مستلهمةً مبادئ وأهداف ثورة الآباء، لتؤكد أن مبادئ ثورة 26 سبتمبر المجيدة لا تزال هي المطلب والهدف الأسمى لكل يمني، إذ أنها تجسد حقوق الحرية والكرامة وصون حقوق الإنسان. فكيف ينسى شعبنا أن الهدف الأول لثورتنا الخالدة هو التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل يلغي الفوارق الطبقية ويمهد لإرساء دعائم العدالة الاجتماعية

تسعى ثورة 26 سبتمبر إلى تحقيق نهضة شاملة ترتقي بمستوى الشعب اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وثقافياً، وتؤسس لمجتمع ديمقراطي تعاوني عادل يستمد مبادئه من روح الإسلام السمح.

خلال ستة عقود، تجسدت أهداف الثورة في مسيرة نضال طويلة لترسيخ قيم المساواة، وتعزيز فضاء الحرية، وصون كرامة الإنسان اليمني، وهي مسيرة من أجل الكرامة والتحرر من كل أشكال الإستبداد.

لقد مرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بمحطات تاريخية حاسمة مهّدت لنجاحها.

ففي ثلاثينيات القرن الماضي، ظهرت حركة الأحرار التي كانت بدايةً لوعي شعبي جديد يتطلع إلى التحرر والتغيير. وجاءت ثورة الدستور في عام 1948 لتُسقط الإمام يحيى، لكنها لم تدم بسبب التعقيدات الداخلية والخارجية.

ثم جاءت حركة أبريل 1955 لتنحية الطاغية أحمد حميد الدين، ورغم فشلها، إلا أنها أثبتت تصميم الشعب على التخلص من الاستبداد، ودفعت بكوكبة جديدة من الشهداء على درب النضال.

ولم تتوقف المسيرة، إذ كانت محاولة الشهداء العلفي واللقية والهندوانة لاغتيال الطاغية أحمد نقطة تحول أثرت على مسار الأحداث وسرّعت بوفاته.

ثم جاءت الخطوة الفاصلة في ديسمبر 1961 بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار، الذين قادوا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 في صنعاء وتعز والحديدة، ليبدأ مسار التحرر الكبير لليمن، ويعيد للوطن ألقه ومجده، ويصون كرامة شعبٍ أبيٍ مغوار.

ستظل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر منارةً لنضال كل اليمنيين، ونبضاً في قلوبهم، تأكيداً على رفضهم للاستبداد والكهنوت، وعزمهم على بناء وطن حرٍ ومزدهر.

اليمن الذي ضحى من أجله الأحرار لن يقبل بعودة الطغاة، ولن يرى العالم على أرض اليمن وصيا.

ستظل إرادة الشعب أقوى من كل المؤامرات، وستبقى الثورة رمزاً خالداً للحرية والكرامة.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد