22.7 C
الجمهورية اليمنية
11:30 مساءً - 18 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

أحلام، الأسود لا يليق بي

*د/ ابتهاج الكمال:

قرأت روايتك “الأسود يليق بك” وأغرقتني مشاعر متناقضة بين الحب والحزن، بين الجمال والألم. الأسود كان لونًا يعبر عن عبء الروح، عن تلك المساحات المظلمة التي تأخذنا بعيدًا عن الضوء. كان الأسود مرآة لنظرة البطلة إلى الحياة، ولحظات الحزن التي تراكمت على قلبها، لكن في تلك اللحظة التي غمرتني فيها الحروف، أدركت شيئًا أعماق قلبي: الأسود لا يليق بي.

ليس لأنني لا أستطيع أن أتحمل الحزن أو الألم، بل لأنني لا أريد أن أسجن روحي في لونٍ يعكس الزمان المُظلم فقط. الحياة مليئة بالظلال، نعم، ولكنها ليست محكومة بها. الأسود قد يعكس لحظاتٍ مريرة، ولكنه لا يليق بكامل الوجود. لقد مررتُ بآلام، وعرفتُ الحزن، ولكن هناك في داخلي بريقٌ لا يمكن أن تخنقه ظلمة، لا يمكن أن يظل محاصرًا في لونٍ يعبر عن غياب الضوء.

أريد أن أعيش في الألوان التي تحتضنني، التي تملأ روحي بالدفء، ألوان تروي الحكايات التي تنتظر أن تُكتب في ضوءٍ جديد، في فجرٍ جديد. أحتاج إلى الألوان التي تملأني بالشجاعة، التي تمنحني الأمل حتى في أحلك الأوقات. أريد أن أعيش في المساحات التي تشعرني بأنني أستحق الضوء، أستحق الفرح الذي يولد من كل لحظة.

لا أريد أن أكون أسيرة لذلك السواد الذي يكسو الأفق ويجعل القلب يتيه. لا أريد أن أعيش في تفاصيلٍ لا تبصر النور، لا في أيامٍ يمر فيها الوقت ببطء، وكأننا نتنفس من خلال الحزن فقط. الحياة أقوى من أن نسمح لها أن تكون محاطة بالظلام، وأنتِ تعلمين أن الألوان الفاتحة هي التي تليق بالقلوب الطامحة للسلام، للسلام الداخلي الذي نبحث عنه.

أحلام، الأسود قد يليق لحظاتٍ، لكنه لا يليق بي. أنا أحتاج إلى الألوان التي تشبه الأمل، التي تمنحني القوة لكي أستمر. لا أريد أن أكون في الظلال، أريد أن أكون في ضوءٍ يتنفس، في حبٍ يملأ الأيام بالسلام. الأسود ليس لوني، وما أحتاجه هو النور، الذي يحيي روحي بعد كل ليلةٍ طويلة.

*وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل سابقاً

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد