*السيد/ شاو تشنغ:
في 11 مارس الجاري، اختتمت الدورتان السنويتان في الصين بنجاح. وقد أصبحت موضوعا ساخنا يتحدث عنه الشعب الصيني ومحط الاهتمام لمختلف الأوساط الدولية.
الدورتان السنويتان منصة لاستعراض الإنجازات التنموية الصينية. يتطور الاقتصاد الصيني صوب التنامي حجما والتحسن هيكلا والتحديث ديناميكية، مما يوفر مزيدا من اليقين والفرص الجديدة لتعافي الاقتصاد العالمي. وأشار تقرير عمل الحكومة الصينية إلى أنه في عام 2024، استمر الاتجاه المستقر للاقتصاد الصيني، مع خطوات متزنة إلى الأمام، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5% العام الماضي. أما في عام 2025، فمن المتوقع أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي للصين نموا بنسبة 5% تقريبا. وترى وسائل الإعلام الدولية أن “الصين تعرض ثقتها بالنفس” في وجه البيئة الدولية الضبابية. كما أعرب العديد من مسؤولي الشركات المتعددة الجنسيات عن أن الإشارات الإيجابية التي بعثتها الدورتان السنويتان تعكس مدى ضخامة الإمكانات للاقتصاد الصيني وتصميم الصين الثابت على توسيع انفتاحها، بما يعزز ثقة الشركات المتعددة الجنسيات في مواصلة تطوير أعمالها في الصين.
الدورتان السنويتان واسطة للإنصات إلى أصوات الجماهير الصينية. اجتمع هذا العام قرابة 3000 نائب من نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأكثر من 2000 عضو من أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في بيجينغ لمناقشة شؤون الدولة وإيصال أصوات الجماهير إلى أعلى هيئة السلطة للبلاد حتى يتم تعزيز القوة لتعميق الإصلاح على نحو شامل والدفع بالتحديث الصيني النمط، حيث قال نائب في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني من مقاطعة سيتشوان، إن أصوات القرويين تسمع ويتم الاستجابة لها حتى ولو تكون المسافة بين القرية والعاصمة بيجينغ أكثر من 2300 كيلومتر. فمن “الإنصات إليها بجدية” إلى “تسجيلها على الأوراق” وصولا إلى “ترجمتها على أرض الواقع”، تترك الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية بصماتها في الانتخابات والاستشارات وصنع القرار والإدارة والرقابة بشكل ديمقراطي، حيث تسمع أصوات الجماهير وتعكس تمنياتها في الحياة الوطنية سياسيا واجتماعيا.
الدورتان السنويتان نافذة على التوجهات الدبلوماسية الصينية. أكد تقرير عمل الحكومة الصينية أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي على تعزيز تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالنفع للجميع والشمول، وتنفيذ مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، والمشاركة النشطة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية وبنائه. وخلال مؤتمره الصحفي على هامش “الدورتين السنويتين”، فسر وزير الخارجية الصيني وانغ يي تفسيرا شاملا للسياسات والمواقف الدبلوماسية الصينية، حيث أكد الوزير، وخلال إجابته عن السؤال المتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، أن الصين كونها شريكا استراتيجيا لدول الشرق الأوسط وصديقا مخلصا للإخوة العرب، ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية، وتدعم دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق في يوم مبكر السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.
إن تطور الصين ونموها يشكلان فرصة نادرة وقوة دافعة قوية لتحقيق السلام والتنمية والازدهار العالمي. كلما كانت الصين أفضل، كلما كان العالم أفضل! لقد استمر الصراع في اليمن لأكثر من عقد، ويتطلع الشعب اليمني، بل والمنطقة بأكملها والعالم برمته، إلى رؤية اليمن الجديد والسعيد الذي ينعم بالاستقرار والسلام. يعتبر اليمن من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وظلت علاقات الصداقة بين البلدين قوية عبر الزمن. وتؤكد الصين دعمها الثابت لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، كما تدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في أداء مهامه. وتولي الصين أهمية كبيرة لعلاقاتها الودية التقليدية مع اليمن، مستعدة لمواصلة تقديم الدعم له بقدر الإمكان، وتعزيز العلاقات بين البلدين بشكل مستمر ومستدام. وتتطلع الصين إلى العمل مع اليمن وكافة الدول الأخرى على الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وخلق مستقبل مشرق يسوده السلام والتنمية في العالم.