*بشرى العامري:
عانى اليمنيون قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢ ،من حكم الإمامة الكهنوتية الأمرين.
وكانت عملية تكريس الخرافة ورعاية الجهل من قبل الحكم آنذاك أسوأ الجرائم التي مورست ضد الشعب العظيم وجعلت البلاد خارج التاريخ لعقود طويلة.
وهاهي ميليشيات الحوثي اليوم تعمل ليل نهار لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واختطاف الوطن مجدداً لإعادة حكم الكهنوت، عبر نشر الخرافة وتكريس مبدأ الرضوخ للتمييز العنصري الذي يقوم عليه نهج الميليشيات.
لا يمر أسبوع دون افتعال حدث يكرس للكهنوت مساره، من ادعاء ما يسمى عيد الغدير إلى مناسبات مختلفة تهدف إلى ترسيخ مؤدلج في مناهج التعليم ووسائل الإعلام عن نظرية الاصطفاء الإلهي التي تجعل احتكار السلطة في فئة محدودة دون البشر بادعاء نسب زائف وأقوال خارج إطار المنطق والعقل يقوم على تمييز عنصري وطبقية مقيتة، تضرب عرض الحائط بكل القوانين والقيم الإنسانية وتدوس على إرادة الشعب في إختيار حكامه وأسلوب حياته ونهجه.
فالناس في نظر حكم ميليشيات الحوثي مجرد قطيع عليه أن يذعن ويسلم أمره وماله للطغمة الحاكمة، أما عقله فعليه أن يلغيه ودستوره وقوانينه ولتذهب إلى الهاوية.
ليبقى المرجع والحكم والقرار بيد قائد الميليشيات وحده والذي بلغ به الصلف والجبروت ليقول بأن ذلك حق إلهي له وحده، وأنه ظل الله في الأرض وقرآن ناطق كما يقول، وما هو إلا جاهل صامت أمام الحقيقة التي يدركها الشعب العظيم ويقاومها كل يوم، حتى ينتصر ثانية لقيم الديمقراطية والانفتاح على العصر.
إن تكريس الخرافة اليومية من قبل ميليشيات الحوثي بما تسميه الاصطفاء الإلهي ليس فقط كذبة مفضوحة ولكنها جريمة معلنة ضد الشعب والقيم الإنسانية، تعمل على تمزيق المجتمع ونشر العنصرية والتمييز، وتطلق يدها لنهب المال العام والممتلكات الخاصة، حيث كل شيء مباح مادام الاصطفاء الإلهي أخرجها من نطاق البشر وقذف بالناس إلى مهالك الخضوع، وذلك ما لا يمكن أن يقبله الشعب ويعمل كل يوم جاهداً على إزالته.
وحتما ستذهب الخرافة ذات يوم إلى حيث يجب أن تكون في مزبلة التاريخ، وحديث الافك المزعوم عن الغدير باطل فلا غدير حدث كما يزعمون لكنه الغدر بشعب سينتصر في الختام مهما طال الزمن لتنقشع سحابة الخرافة السوداء وتشرق شمس الحرية والديمقراطية من جديد.
*رئيس تحرير موقع اليمن الاتحادي