29.5 C
الجمهورية اليمنية
9:56 صباحًا - 6 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

الورد والكتاب

حامد السقاف :

نحن شعب لا نتعاطى مع الورود والزهور ، لا نزرع الفسيلة في المدن في زمن السلام ، فما بالك في يوم القيامة ، بل نقطف كل الأشجار التي تواجهنا في الطريق ، ولا يتلقى الأطفال في المدارس ، دروسا في الحفاظ على النباتات والأشجار .
أدهشني بالأمس صديق للعز ، يتأبط باقة زهور ، مفرحة للقلب ، جورية ، كارنيشن ، ذات ألوان تزيح كآبة المستشفى ، وجهامته ، وأنين المرضى ، أحمر ، وردي ، أبيض ، أصفر . الصديق المصري الرائع أحمد محمود ( أبو إياد ) كان منتشيا وهو يعلن :
أن الورود جاءت من المغرب مباشرة ، من باب المزاح ، ثم أهداني مجموعة روايات لواسيني الأعرج ، وزيدان ، مهداة من صديقي خالد من عمّان .
لن أخوض تجربة الرهان ، لأنني لا زلت في طور النقاهة ، ولكنني حقيقة كنت سعيدا كطفل حصل على هديته المقضلة .
لن أحلم بأن يهديني بدوي من أهل النفط ، جارية تداعب خيالي وأحلامي ، وتداعب جسدي المنهك ، خاصة بعد إجراء البروستاتا !
لن أقترب من التابو ، هل الرق والنخاسة ما زالا ساريان ، وهل يمكن التصرف بما ملكت يديك وإذا ما حملت يمكن الزواج منها ؟
كم من أمراء كانوا أبناء الجواري ، لا بد أن في الأمر حكمة ربانية ، والعتق من العبودية ، وتنفيذ الكفارة .
هل هذا من بقايا تخدير العملية ، أيها الأطباء ، أم أنه ابتعاد عن دور القوادة التي تمارس في بعض الدول الخليجية مثل دبي .
نقل لي أحدهم ، أنه شاهد قوادا أوكرانيا في مطار دبي ، يرتدي السلاسل الذهبية ، الخواتم ، وأقراط التساء ، يسير متبخترا مثل طاووس منفوش ، طويل القامة ، ملابسه أقرب للمهرج ، يحمل في يديه مجموعة جوازات ، وعلى مسافة قريبة منه تسير في الخلف ، قافلة من الظباء ، المهور ، الخيول الجامحة ، تحاول كل واحدة منهن أن تظهر عريها أكثر من الأخريات !
ماذا يسمى هذا ؟ لا أحد يعترض مسيرتهن ، يدخلن المدينة كفاتحات .. أما المواطن العربي فله النشيد الذي لا يتقادم :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن مصر إلى يمن إلي شام فتطوان .
* الإهداء : للصديقين معا : عزالدين الأصبحي ، خالد السقاف .
معهد ناصر – القاهرة – ٢٠١٧ م

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد