22.3 C
الجمهورية اليمنية
5:21 صباحًا - 22 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

اليمن، إستكشاف الطريق إلى الأمام.

د / عبد القادر الجنيد :

بلادي اليمن مخطوفة، ومدينتي تعز محاصرة.

الجميع في الداخل وفي المنطقة ودول العالم الأخرى، أهملوا وتهوروا في حقنا.

سأحاول أن أكون لطيفا وأخفف من حزني ومن غضبي، وأنا أتحدث إليكم.

نحن في اليمن نتدهور كل لحظة، لدرجة أنه لن يكون معنا ما نعمله لاحقا.

لا يوجد معنا أي طريق إلى الأمام لنستكشف معالمه.

رعاة الحل السياسي لمشكلة اليمن، يتقلبون ويتأرجحون من فكرة إلى أخرى، طول الوقت.

والبعض منهم، حتى قد ابتدأ في تنفيذ أفكار وتطبيق أجندات، لا علاقة لها بإستعادة الشرعية، في اليمن.

 أولا، دعونا نقرر: هل هو إنقلاب أم لا.

لو هو إنقلاب، إذن يجب أن ينتهي.

لأنه لا الحوثي ولا صالح، يمكن أن يقبلا بمخرج وحل لمشكلة اليمن على أساس المواطنة المتساوية ومخرجات الحوار الوطني.

أما لو كان القرار قد أتخذ بتجاهل قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، فعليكم أن تتوقعوا تشظي اليمن وعدم استقرارها ومآسي لا تنتهي.

 لا يمكن أن يصل اليمنيون إلى حل سياسي، بدون تدخل ومساعدة أطراف خارجية.

لسوء الحظ، الأطراف الإقليمية، قد أضعفت موقفها بسبب تجاهلهم للمرجعيات الثلاث.

ولسوء الحظ، أيضاً- الأطراف الإقليمية، قد تبنت أجندات تهدد مستقبل واستقرار ووحدة اليمن.

أنا، لا أكف من التعجب من ظاهرة طفي/لصي للجبهات.

ولسوء الحظ، فإن الأطراف الدولية، وأمريكا بالتحديد، تعاني من:

عدم القدرة على البقاء على رأي محدد لفترة كافية.
تهتم بجيراننا، وليس بمصالح شعب اليمن.
لا تكف عن التحول بمقدار ١٨٠ درجة عن المواقف التي تتخذها.
الأمثلة على هذا:
التحول إلى مرتكز آسيا/إيران.
والكلام يطول عما أحدثه هذا التحول بالذات على اليمن.
وها هي أمريكا، قد تحولت ثانية إلى إتجاه معاكس ومضاد لمرتكز آسيا/إيران.
تجاهل قرار مجلس الأمن ٢٢١٦، وتسمية من قاموا بالإنقلاب بأطراف النزاع.

وعلى هذا فإن توصيف الموقف الآن، هو:

تعاني اليمن من حرب مزمنة، قد طال أمدها إلى سنتين وأربعة أشهر، وستطول أكثر.
لا يمكننا- نحن اليمنيون- أن نصنع السلام، بأنفسنا.
الأطراف الإقليمية، لها طرقها الغامضة.
الأطراف الدولية، غير مهتمة بمساعدة شعب اليمن.
كل ما يهمهم، هو استعمالنا كوسيلة للتلاعب بجيراننا الأغنياء.

المخرج الوحيد لليمن، هو:

١- كل العالم، يجب أن يؤكد، بدون مواربة- بأن الحل السياسي، يجب أن يرتكز على المرجعيات الثلاث.

٢- يجب تمكين رئاسة وحكومة اليمن الشرعية، من ممارسة مهامها لتحكم وتسير أمور البلاد من العاصمة المؤقتة عدن، وتحت أنظار الجميع بحيث تتخلص من سلبياتها. وهي بالإسم: حجمها الكبير، الإستئثار بالمناصب وشيء من الفساد.

وهم، يجب ألا يقيموا في الرياض.

والتحالف، يجب أن ينضبط ويضفي شيء من العقل والمعقولية على أدائه.

والمجتمع الدولي، يجب أن يتوقف عن التأرجح والتقلب من موقف إلى ضده.

٣- هذه الحرب طويلة الأمد، يجب أن تتوقف.
إنها فقط تزيد من معاناة شعب اليمن، وترسل الإشارات الخطأ عن نوايا المنطقة والعالم تجاه بلادنا.
يجب أن نعرف من هو المسؤول عن جبهات طفي/لصي.
ويجب أن نعرف، لم يقومون بهذا.
عندئذ يمكننا أن نستكشف طريق اليمن نحو الأمام.

٤- وبالتأكيد، يجب ألا تسمحوا بمحاصرة المدن.
تعز، تقصف وتحاصر لعامين وأربعة شهور.
ما يحدث لتعز، شبيه لما حدث لسراييفو عام ١٩٩٤.
نفس الحصار، نفس القصف ونفس القناصة.
ولكن لا يوجد معنا كريستيان أمانبور، التي كانت تعكنن على الأمريكان أمسياتهم الجميلة بمأساة ساراييفو.
ولا يوجد مع تعز رئيس في أمريكا مثل بيل كلينتون الذي خلص ساراييفو من محنتها.

العالم، كان قد قال بأنه لن يسمح بتكرار مآسي الحصار والإبادة، ولكنه يتفرج على تعز وهي تقصف وتحاصر لسنين.

٥- إدعموا تطبيق نظام الأقاليم الستة للدولة الإتحادية.

٦- إدعموا العناصر المدنية، لتبني الدولة المدنية بحسب مخرجات الحوار الوطني.
المجتمع المدني، هو الوسيلة الوحيدة لمكافحة التطرف والإرهاب.

٧- إكشفوا عما تريدونه من اليمن، واثبتوا على الرأي، وتوقفوا عن التحول من موقف إلى ضده.

*في كلمة له بمركز أبحاث الخليج
معهد الشرق الأوسط

واشنطن امريكا
١٧ يوليو، ٢٠١٧

 

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد