اكد وزير الخارجية خالد اليماني التزام الحكومة بالسلام وانهاء الأزمة في اليمن بالوسائل السياسية.
واشار وزير الخارجية الى ان الحكومة دعمت جهود المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيثس، مع تأكيدنا بأن أي حلول وحوارات لا تنطلق من المرجعيات التي توافق عليها الشعب اليمني والاقليم والعالم المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216، لا يمكن القبول بها، وأي محاولات تخرج عن تفويض الأمم المتحدة في اليمن وقرارات مجلس الأمن وتحديدا القرار 2216 لا يمكن ان يكتب لها النجاح.
وقال وزير الخارجية في كلمته التي القاها في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في بكين “مرت بلادي اليمن بتغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية، فبعد ان استعادت توازنها بعد ما سمي بثورات الربيع العربي، واتجهت الجهود نحو بناء يمن حديث ودولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والتنمية وأن تكون اليمن عامل استقرار في المنطقة والعالم، جاء انقلاب مليشيا الحوثي في 2014 وبدعم من إيران، واستولت المليشيا على مؤسسات الدولة واحتلت المدن وسخرت موارد الدولة لخدمة حروبها ومشروع ايران التوسعي، مما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن، وهددت مليشيا الحوثي الانقلابية أمن الدول الشقيقة المجاورة، وامتد تهديدها لممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من خلال استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية العشوائية”.
واضاف اليماني” أحدثكم اليوم والحكومة الشرعية وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد استعادت سيطرتها على أكثر من 80 بالمائة من الأراضي اليمنية وتعمل جاهدة لتخفيف معاناة الانسان اليمني، وهي ملتزمة ومن خلال جهودها لتحرير الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي لإعادة اليمن كعامل استقرار في محيطها العربي وحماية ممرات التجارة العالمية في جنوب البحر الأحمر من كافة التهديدات والممارسات التي انتهجتها المليشيا الانقلابية”.
واشار الى ان عمليات تحرير الحديدة وبقية مناطق الساحل الغربي في اليمن والتي يقودها الجيش الوطني بمشاركة دول التحالف بقيادة المملكة العربية والسعودية واسناد من دولة الامارات العربية المتحدة، تتحرك بصورة مدروسة وحريصة للحفاظ على أرواح المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في التزام صريح بالقانون الدولي الإنساني، ويرافق هذا التحرك العسكري خطة إنسانية استثنائية وشاملة لمدينة الحديدة والمناطق المجاورة.
واكد وزير الخارجية ان الحكومة اليمنية تعمل حاليا على مباشرة مشاريع إعادة الاعمار في اليمن وتجاوز ما خلفته الحرب من دمار وأزمة إنسانية كبيرة..داعياً الجميع الى تقديم المزيد من المساعدات الانسانية والمساهمة في مرحلة إعادة الاعمار وتقديم يد العون والعمل مع الحكومة اليمنية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني.
ولفت الوزير اليماني الى إن هذا المنتدى جاء تتويجاً لعقود من العلاقات العربية الصينية المتزنة المبنية على الثقة والاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق في المحافل الدولية، والتكامل الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي بين الدول العربية والصين، ومسئوليتنا جميعا ان نسعى لتعزيز دور المنتدى وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في مختلف الجوانب واضافة الأفكار والرؤى المبتكرة التي من شأنها أن تحقق أمال شعوبنا في الرخاء والتنمية.
وقال وزير الخارجية “جميعنا يدركُ بأن العالمَ يمرُ بتغيراتٍ عميقةٍ في النِظام العالمي وحالةً من اللايقينِ غيرَ مسبوقةٍ، يصاحبها جملةٌ من التحديات الأمنية والثقافية والتنموية، ولا بدَ من أجلِ تجاوز هذه المرحلة وللحفاظِ على إنجازات الانسانية الاستنادَ على لُغةِ الحوارِ والبناء على القواسِم والمصالح المشتركة والعمل بصورة جماعية لمواجهة كافة التحديات الأمنية والثقافية والاقتصادية والتنموية، وهنا أود الإشادة برؤية فخامة الرئيس شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، التي أكد عليها صباح هذا اليوم بشأن تعميق الشراكة العربية الصينية وإقامة “مجتمع مصير مشترك للبشرية”.
واشاد بمبادرة الحزام والطريق، والتي تسعى الى تعزيز التواصل والترابط بين الدول وتحقيق المصالح المشتركة الاقتصادية والتجارية والثقافية وتقاسم ثمرة الرخاء والبناء، ويسرني ان أرى ضمن الوثائق الصادرة عن هذا الاجتماع وثيقة التعاون في بناء الحزام والطريق بين الدول العربية والصين، وهي خطوة من شأنها ان تضع أسس عملية للعمل المشترك في نقل هذه الرؤية الى أرض الواقع وتحقيق المنفعة المشتركة المرجوة من مبادرة الحزام والطريق.
وأعرب الوزير اليماني عن بالغ الشكر والتقدير للأصدقاء في جمهورية الصين وللجامعة العربية على جهودهم للإعداد والتحضير لهذه الدورة من منتدى التعاون العربي الصيني..متمنياً للاجتماع التوفيق والنجاح.