حسين حنشي :
كان التاريخ سيكون ناقص من الإنصاف ان مات صالح على فراش في مستشفى بألمانيا وحوله باقات ورد المنافقين وسار في جنازته قيادات دول وحشود من الحاضرين بالمال العام .
لكن كان التاريخ منصفا ان يموت المحنش بسم ثعبان من الثعابين التي رباها وحاول الرقص على رؤوسها ثعبان من ثعابين الجور المتحجرة الأوسخ على وجه الارض.
في اعتقادي ان من يقارن بين زمن صالح وهذا الزمن المنتج من فترة صالح ليخرج بنتيجة ان زمن صالح كان الأفضل هو قاصر في النظر.
انا اؤمن ان كل المصائب الان يجب ان تضاف فوق كل مصائب صالح ليكون كل ذلك هو ارث هذا الرجل الذي دمر كل شيء دمر بلد وأحال حتى الفرص التي أتى بها القدر لتصنع مستقبل افضل الى فرصة شخصية له احال بها مستقبل كل اليمن الى جحيم.
لولا صالح لكان الحمدي قد صارع من اجل عصرنة اليمن الشمالي ونقله من القبيلة الى الدولة .
لولا صالح لما غير قادة الجنوب مسار الطائرة من بلغاريا الى صنعاء قبل أسبوع من 13يناير بعد ان اتفقوا في بلغاريا على حل لمشكلة اللجنة المركزية والمكتب السياسي حسب (مسدوس) لولا زيارة صالح التي أغرت البعض منهم ففجرت صراع قسم ظهر الجنوب .
لولا صالح لكانت الفرصة التاريخية التي أتى بها القدر بسقوط الاتحاد السوفيتي وقدوم زمن الوحدة الألمانية واليمنية لولاه وطمعه الشخصي لكانت اليمن موحدة دون ظلم وبندية الشطرين وبلد قوي متنوع الموارد الإمكانات لكن الرجل ادخل الاخوان والارهاب طرف رئيسي لضرب اليسار والاشتراكي ونفذ عمليات اغتيال بحق قادة الحزب الجنوبيين واعتبر الجنوب وطن مستباح وفجر حرب 94م الحرب التي حولت الوضع الى احتلال رسمي باعتراف (علي محسن) لاحقا صوت وصورة .
لولا صالح لما كانت الحركة الحوثية التي قواها ودعمها وكان (حسين الحوثي) عضو برلمان عن حزب صالح ثم واصل دعمها لاستنزاف السعودية والفرقة المدرعة الاولى .
لولا صالح لكان الجيش اليمني خامس أقوى جيوش المنطقة حسب دراسة لمركز دولي لايزال متماسك غير انه جعل منه جيشين جيش عادي مهمل وجيش عائلي هو الحرس مدرب ومسلح ومجهز في تصرف مهد لكل المصائب العسكرية اللاحقة بما فيها هيكلة الجيش التي دمرته وجعلته فريسة للجماعات.
لولا صالح وطمعه الشخصي لما جعل من الحوثيين قوة لمجرد الانتقام وترك لها صنعاء تحارب وتحكم وليس (حاربي وارقدي)ما دمر كل مؤسسات الدولة .
لولا صالح لما كان هادي الضعيف والفاسد هو من يحكم الفترة انتقالية ولما كان جلال يقلد احمد في كل شيء فيدمر كل شيء.
صالح كان طاغية فاسد بدون اَي مشروع وطني بل مشروع شخصي وعائلي مستعد من اجله ان تدمر دولة اذا لم تكن له .
طبعا كل خصوم صالح كانوا مثله بأطماع شخصية بعيدا عن مشروع دولة من محسن حتى اولاد الأحمر حتى الحوثيين غير انه يتحمل الوزر الأكبر لانه كان بامكانه ان ينهي اطماعهم بمشروع وطني باختصار هو يتحمل الوزر الأكبر لانه كان (الرئيس)طيلة اكثر من ثلاثة عقود .
كل ما نحن اليوم فيه من خراب هو نتاج فترة صالح وثقافة صالح في الحكم هذه طبقة سياسية فاسدة لاتملك مشروع وعلى رأسهم محسن وصالح وأولاد الأحمر والحوثيين.