* ماجي تشونغ :
إن السلام والتنمية هما الموضوعان المشتركان الأبديان للبشرية، في الوقت الحالي المفعم بالتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام.
إن البيئة والوضع المستقران أمران رئيسيان لتنمية كل الدول، ومع ذلك، يوجد بعض المهرّجين الغوغائيين دائما الذين يستفزون ويثيرون الفتنة ويسببون الإشكالية ويحاولون إحداث الفوضى والاضطراب في العالم، والممثل الأكبر هو الولايات المتحدة.
منذ تأسيسها في عام 1776، شهدت الولايات المتحدة أكثر من 200 حرب خلال 246 عاما، وبعد الحرب العالمية الثانية وحدها، شاركت الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر في عشرات الحروب.
في الفترة من حوالي 250 عاما لتاريخها، إن الفترة لتي لم تشارك الولايات المتحدة في الحروب تبلغ بضعة عشر عاما فقط، وها هو الدليل الواضح والمقنع على كيفية صنع الولايات المتحدة الأزمات بالاستمرار واستغلالها. يمكن القول إن الولايات المتحدة منذ تأسيسها كانت إما في حالة الحرب أو في الطريق إلى الحرب.
خلال العقود الأخيرة، بصفتها الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، والدولة التي تجري أكثر من التجارب النووية في التاريخ، تدخلت الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للدول النامية تحت راية الديمقراطية والحرية وقامت بالتدخل العسكري وشنت الحرب العدوانية بشكل صارخ من أجل الحفاظ على موقعها المهيمن، مما تسببت الكوارث الإنسانية واحدة تلو أخرى في العراق وليبيا وسوريا وأماكن أخرى، وخلقت المآسي والتراجيديا التي لا تُعد وتٌحصى، وتركت الأسر الكثيرة مفككة ومنفصلة حتى منعدمة.
مع كل ذلك، ليس لدى الولايات المتحدة أي نوع من محاسبة النفس والندم.
أصدرت الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان يوم 9 أغسطس كتابا أبيض تحت عنوان “الولايات المتحدة ترتكب جرائم انتهاك خطيرة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وخارجه” وكشف “الجرائم الثلاث” التي ترتكبها الولايات المتحدة بشكل منهجي وخطير لانتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة: أولا، شن الحروب عشوائيا وانتهاك حق البقاء والحياة. ثانيا، التغيير القسري والعقوبات الأحادية وإضرار حق التنمية والصحة. ثالثا، صنع الاصطدام الحضاري وانتهاك حرية الاعتقاد. أصبح يد الساسة وآلة الحرب للولايات المتحدة ملطخة بدماء شعوب الشرق الأوسط، وألحقت جرائمها أضرارا أبديا وخسائر لا يمكن التعويض لدى شعوب الشرق الأوسط. أعتقد أن شعوب الشرق الأوسط يحسون بها بالأعمق ولديهم الحق الأكثر للتحدث.
أصدرت وكالة أنباء شينخوا الصينية يوم 9 أغسطس تقرير تحت عنوان “حقائق ممارسة الولايات المتحدة للعمل الجبري في الداخل والخارج”. تثبت الحقائق على أن الولايات المتحدة نفسها تعاني من مشاكل خطيرة في مجال حقوق الإنسان مثل العمل الجبري وليس لديها الحق لتكون “معلم حقوق الإنسان”، ناهيك عن الادعاء بأنها “قاضي حقوق الإنسان”. إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقا بحقوق الإنسان، فيتعين عليها مواجهة مشكلة العمل الجبري الخاصة بها ومحاسبة نفسها وتقديم العلاج لأكبر عدد من مرضى جدري القرود في العالم واتخاذ الإجراءات الفعلية لتعويض عجز حقوق الإنسان فيها. بالإضافة إلى ذلك، لا تنظر إداراة الولايات المتحدة ذات الصلة باعتبارها الرقم الـ1 لإمبراطورية القراصنة التنصت السرقة إلى المواطنين العاديين كالمشتبه فقط، بل تحاول اصطياد حلفائها وشركائها كالغنائم. يا له من السخرية الرائعة لتفاخر وتباهى الولايات المتحدة بحقوق الإنسان والقانون والقواعد دائما.
تشن الولايات المتحدة حربا في كل أرجاء العالم بشكل صارخ وتقوم بالاستفزازات الخبيثة بشكل متكرر وتصنع الأزمات بشكل متعمد، في التحليل النهائي المقصد هي محاولة تعكير المياه أولا، ثم الاصطياد في الماء العاكر وجني الفوائد والمصالح. لا أعرف إلى متى ستستمر هذه الدسيسة الدنيئة والوسخة.
أيها الأصدقاء اليمنيون، هل تعتقدون أن أوهام الولايات المتحدة الباطلة ستتحقق في نهاية المطاف؟ هل الولايات المتحدة ستستمر في دفع الهيمنة بكل الوسائل؟
*القائم بأعمال السفارة الصينية في اليمن