22.3 C
الجمهورية اليمنية
6:45 صباحًا - 22 نوفمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
اقلام حرة

الصين وبناء عالم جديد! 

كتب/ بشرى العامري:

يعيش العالم حالة من الترقب، حيث تعصف به الأزمات في مختلف الجوانب، ويظهر النظام الدولي عجزاً واضحاً في مواجهة التحديات المختلفة، الأمر الذي يدفع إلى ضرورة التفكير بجدية في إيجاد سبل للتعاون المشترك، وبناء مستقبل يوحد جهود البشرية، بما يحقق السلام المنشود.

وتطرح الصين رؤى جديرة بالمناقشة، بما يحقق تقارباً دولياً يقوم على الاحترام وصون المصالح المشتركة بين الشعوب.

 أول هذه الخطوات هي في كيفية صيانة الأمن العالمي وجعله مهمة مشتركة لجميع الدول.

في نهاية أبريل 2022، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال افتتاح “منتدى بواو الآسيوي”، مبادرة في مجال الأمن العالمي، تنص على ضرورة الإلتزام والتقيد بجملة من المبادئ.

وورد في نص المبادرة، التي نشرتها وسائل إعلام صينية، أن “عالمنا اليوم يتغير بشكل لم يسبق له مثيل، ويواجه المجتمع الدولي تحديات عديدة لم يواجهها أحد من قبل، كزعزعة السلام، ما جعل البشرية تقف مرة أخرى على مفترق تاريخي”.

وبحسب نص المبادرة ركزت الصين على 6 مبادئ لضمان الأمن العالمي، وهي:

1 – ضرورة التمسك برؤية للأمن على أساس أنه مشترك وشامل ومستدام، من خلال التمسك بمبدأ إحترام وحماية أمن كل بلد، وتعزيز التعاون، والحوار السياسي ومفاوضات السلام.

2 – يجب احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان، وفي هذا الإطار تؤكد الوثيقة على أن جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، أعضاء متساوون في المجتمع الدولي، ويجب احترام سيادتها وحقها في اختيار النظم الاجتماعية ومسارات التنمية بشكل مستقل.

3 – من الضروري الإستمرار في الإلتزام باحترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأشارت المبادرة إلى أن عقلية الحرب الباردة والنزعة الأحادية والمواجهة بين الكتل والهيمنة تتعارض مع روح ميثاق الأمم المتحدة ويجب رفضها.

4 – يجب أخذ المصالح الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد. وأكدت بكين في هذا الإطار على أنه لا ينبغي ضمان أمن دولة ما على حساب أمن الآخرين.

 ويجب على أي دولة في سعيها لتحقيق أمنها الخاص أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية للدول الأخرى.

5 – ضرورة التمسك بالحلول السلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار. وأكدت الوثيقة على أن الحرب والعقوبات ليست طريقة أساسية لحل النزاعات.

6 – الحاجة إلى ضمان الأمن في كل من المجالات التقليدية وغير التقليدية منها.

ودعت الصين في هذا الإطار جميع الدول إلى العمل معاً لحل النزاعات الإقليمية والقضايا العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي.

وهنا علينا أن نتذكر أن هذه الخطوة ليست مقطوعة السياق، أو مجرد فكرة عابرة، بل ضمن رؤية مسبقة للصين ونتذكر أنه في مارس عام 2013، اقترحت الصين لأول مرة مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وفي سبتمبر من العام نفسه، اقترحت الصين مبادرة “الحزام والطريق” لإنشاء منصة عملية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وبعد 10 سنوات من البناء، تحولت مبادرة “الحزام والطريق” من رؤية إلى واقع، وأصبحت منصة للتعاون الدولي الأكثر شمولا في العالم.

هذا الأمر يجعل تلك الرؤية في تطور مستمر يلامس الواقع الذي يفرض نفسه علينا جميعا بضرورة التعاطي الايجابي مع كل مقترح من شأنه تعزيز مسار السلام العالمي، والتكامل المنشود الذي من خلاله يمكننا صياغة مستقبل مشترك يشمل العالم أجمعه.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد