26.8 C
الجمهورية اليمنية
12:33 صباحًا - 20 سبتمبر, 2024
موقع اليمن الاتحادي
Image default
- أهم الأخبارعين الحقيقة

بالأرقام.. المختطفون في سجون الحوثي معاناة مستمرة وصمت دولي مخجل

تقرير / بشرى العامري:

يتكئ المختطفون على ذكرياتٍ مضت، يتشبثون بأطياف من الماضي، حيث كانوا يوماً ما بين أحبائهم، في رحاب الحرية…

هناك، خلف تلك الجدران الباردة، يعيدون سرد قصصهم لآلاف المرات، يستمدون منها القوة للصمود في وجه الظلم والظلام…

في زوايا السجون الحوثية، تسمع آهات مكتومة، ونداءات لا تصل إلى مسامع من في الخارج. تشهد الزنزانات على قسوة السجانين وجبروت الطغاة، الذين يرون في الألم أداة لإسكات الأصوات الحرة.. تلك الأصوات التي تجرأت على الحلم بوطنٍ أكثر عدلاً وإنسانية.

وفي الخارج، لا تهدأ الأصوات المطالبة بالحرية لكل المختطفين في سجون المليشيات. يقف الأهل والأصدقاء على أعتاب الانتظار، يرفعون الدعاء ويلتمسون العون، ويصمدون في وجه الظلم، مؤمنين بأن فجر الحرية لا بد أن يسطع، مهما طال الليل.

يروي أهالي المختطفين قصصًا مؤلمة عن اقتحام منازلهم واختطاف أبنائهم أمام أعينهم.

اخر ضحايا المختطفين في سجون الحوثي الأستاذ نجيب حسان علي فارع العنيني الذي اختطف وأخفي قسرياً منذ 2017/2/22م وتفاجأ أهله في 2024/4/18 بإعلامهم من الصليب الأحمر بأنه قد توفي، وغيره مئات الحالات المشابهة الذين تعذبهم مليشيا الحوثي وتقتلهم بدم بارد.

وتعد وفاة حسان ثالث حالة وفاة خلال 3 أشهر الماضية لمعتقلين مدنيين اثنين اخرين في سجون مليشيا الحوثي بصنعاء.

فيما واجه نحو 45 مدنيا مختطفا لدى الحوثيين حكما بالإعدام صدر مطلع يونيو الماضي، وكانوا قد تعرضوا لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وظلوا مخفيين قسراً في زنازين انفرادية لتسعة أشهر كاملة، واعتقلوا في شهري ابريل، ومايو من عام 2020، من محافظات متعددة، أبرزها صنعاء وذمار وعمران.

في ظل النزاع المستمر في البلاد، تبرز قضية المختطفين في سجون الحوثي كواحدة من أشد القضايا الإنسانية إلحاحًا.

” ارقام واحصائيات”

تشير التقارير الحقوقية إلى وجود الاف الأشخاص، بينهم ناشطون سياسيون وصحفيون وأكاديميون، لازالوا محتجزين في ظروف غير إنسانية في سجون سرية وغير سرية يديرها الحوثيون.

ولا توجد ارقام مؤكدة واحصائيات دقيقة لعدد المختطفين لدى مليشيا الحوثي فهي تختطف في كل يوم تقريبا عددا كبير من المدنيين سواء من منازلهم او حقولهم واعمالهم وحتى في طريق سفرهم دون أي مبرر سوى ممارسة القمع والترهيب والاستغلال والنهب والابتزاز.

لم تستثن مليشيا الحوثي طفلا ولا امرأة ولاكهلا ولم تترك حتى أصحاب المذاهب المختلفة و الكتّاب وأصحاب الرأي ومرتادي مواقع التواصل وخطباء المساجد والمعلمين ومعظم فئات المجتمع.

وعكفت عديد من المنظمات المحلية والدولية على رصد كل البلاغات والحالات التي استطاعت الوصول اليها عن المختطفين والمخفيين من قبل مليشيا الحوثي ونورد هنا أبرز تلك الأرقام :

  • بلوغ عدد المختطفين لدى مليشيا الحوثي (16800) مدني منذ بداية انقلابها في العام 2014 وحتى أغسطس العام 2023 بحسب تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات.
  • تقارير محلية أخرى اشارت الى انه من بين المختطفين في سجون الحوثيين: (389) سياسياً، و(464) ناشطاً، و(340) إعلامياً، و(176) طفلاً، و(374) امرأةً، و(342) تربوياً، ونحو (512) شيخاً وشخصية اجتماعية، و(216) واعظاً، و(154) أكاديمياً، و(217) طالباً، و(96) محامياً وقاضياً، و(93) طبيباً، و(376) موظفاً، و(293) من عمال النظافة والمهمشين، و(81) من الأجانب واللاجئين، و(78) تاجراً. ومن بين المختطفين لدى الحوثيين مسنّون تتجاوز أعمارهم الـ (60) عاماً، وكذلك أطفال وجرحى ومرضى.
  • وقد قُتل بسبب التعذيب (293) معتقلاً مدنياً، و(147) تمّت تصفيتهم داخل السجون، و(282) توفوا بسبب الإهمال في السجون، و(92) قضوا بنوبات قلبية؛ بعد حرمانهم من وصول العلاج اللازم لهم. كما أصيب (52) معتقلاً بفشل كلوي وشلل كُلِّي أو نصفي نتيجة التعذيب والإهمال. وتوفي أكثر من (98) معتقلاً بعد خروجهم من سجون ميليشيات الحوثي بأيام قليلة. وأكدت التقارير أنّ نحو (1317) ما يزالون مخفيين قسرياً، من بينهم (84) امرأة و(76) طفلاً. وتذكر التقارير أنّ ميليشيات الحوثيين قامت بإخضاع نحو (4012) معتقلاً ومختطفاً للتعذيب النفسي والجسدي، منهم (463) حالة تم اتخاذهم دروعاً بشرية.
  • تلك التقارير وبحسب شهود عيان ومصادر مؤكدة قالت أن المختطفين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب، وظلوا مخفيين قسرا في زنازين انفرادية ومحرومين من الزيارة والاتصال، ولم يتم عرضهم لاي محاكمة عادلة.
  • عقب توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018، سلمت مليشيا الحوثي قائمة تضمنت 7 آلاف و587 اسما، ولائحة الحكومة 8 آلاف و576 اسما.
  • نجحت الأمم المتحدة في إنجاز صفقتي تبادل، الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أُخلي فيها سبيل ألف و65 مختطفا وأسيرا من الجانبين، والثانية جرت في أبريل/ نيسان 2023، وأُفرج فيها عن 887 أسيرا ومختطفا.
  • منتصف مارس المنصرم أعلن الحوثيون إفراجهم عن أكثر من 2700 مدنيا، وأفرجت الحكومة عن أكثر من 500 اسير.
  • يتورط المدعو عبد القادر المرتضى مسؤول ملف الأسرى لدى الحوثيين في ارتكاب جرائم وانتهاكات مروعة بحق الأسرى والمختطفين في سجون المليشيا.

وتؤكد تقارير منظمات حقوق الإنسان أن المختطفين في سجون مليشيا الحوثي يتعرضون لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، وتُحرم عائلاتهم من زيارة ذويهم أو حتى الاطمئنان عليهم.

ورغم الإدانات المتكررة من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ أي خطوات فعلية لوقف هذه الانتهاكات أو الضغط على الحوثيين لإطلاق سراح المختطفين.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد