كتب / بشرى العامري:
مع تصاعد الأحداث السياسية المختلفة تحتشد القوى والوجوه السياسية في صورة المشهد اليمني إلا النخبة السياسية والاحزاب التي توارت عن المشهد وتبخر حضورها.
هذا الغياب اللافت للأنظار وضع أسئلة عدة ليس لها جوابا سهلا.
أين هي الأحزاب اليمنية من تطورات الأحداث في البلاد والساحة العربية؟ .
وأين هي النخبة السياسية مما يجري في البلاد والمنطقة وكلاهما مترابط ببعضهما؟
لماذا توارت النخبة حتى عن إظهار موقف أو رأي في اللحظات التي تعد أكثر خطورة في مسار الأحداث السياسية؟ وتتطلب حضوراً أقوى وموقفاً أوضح بدلاً عن التواري المخجل حتى اللحظة.
تلك أسئلة تقودنا إلى حالة من الدهشة لا إلى شط اليقين
هل هو العجز السياسي، أم تقاطع مصالح صغيرة كَبّلت قيادات عدة ؟ أم هو الشعور بالخذلان؟
تلك أسئلة تقود إلى علامات تعجبٍ لا إلى يقين الحقيقة.
واقع اليمن ومسار الأحداث المريرة يقول، أن تراجع دور الأحزاب وفشلها عموماً يعود إلى تراجع قدراتها في الحفاظ على سبل التجديد داخلها، وغياب الديمقراطية الداخلية في بنيتها.
وعصف الحرب بالنخبة السياسية التي وجدت نفسها في بلاد منفى يدخلها صقيع الخوف، أو البقاء في ساحة الداخل مُكبلة باالذعر والجوع.
ولكن يبقى مجرد طرح السؤال عن دور النخبة السياسية اليمنية ودورها مهماً، ومعرفة الإجابة مؤشرٌ هام على ضرورة خروج رموز هذه النخبة من حالة الصمت والخوف إلى سماء المشاركة الفاعلة.
من يقودون معركة إستعادة مؤسسات الدولة الشرعية في الشارع اليمني وبمختلف الجبهات، يسبقون نخبتهم بوعي مصدره الواقع والإحساس بخطر الميليشيات الإنقلابية وخطابها الداعي للتشظي.
ولابد للنخبة أن تدرك أن الصمت في هذه اللحظات الفارقة للدفاع عن الوطن ووحدته واستقراره، ليس صمت الحكمة ولكنه خرّس الخوف المخجل.
وكما قال الدكتور عبدالعزيز المقالح ذات يوم عن ذلك
الصمت عارٌ …
والخوف..عارٌ
من نحن ؟ نحن عشاق النهار .
وبالتالي لا نهار مشرق إلا برؤية نخبة وطنية شجاعة في مقدمة الساحة السياسية والمعترك، تعمل بحزم وإخلاص من أجل مستقبل أفضل للوطن وتضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.