كتب/ بشرى العامري:
أدخلت الحرب البلاد في مرحلة خطرة من الاحتياج، حيث عملت ميليشيات الحوثي على إفقار المجتمع من خلال منهجية واضحة لسرقة موارد الدولة، ونهب الممتلكات الخاصة، وحتى المساعدات الإنسانية والاغاثية لم تنجو من نهب المليشيات.
مرد ذلك إلى مبدأ هذه الميليشيات التي لا تريد أن ترى المجتمع في حالة تعافي بل أن يبقى تحت ذل الحاجة معتقدة بنظرية حكم الائمة البائد الذي يقول: “جوع شعبك يتبعك”، وهو مبدأ قاومه الشعب عبر انتفاضات عديدة عارمة واشتعلت في مسار النضال ثورة الأحرار التي وقفت في وجه غطرسة الإمامة المقيتة.
اليوم، يأتي ملف المساعدات الإنسانية والإغاثة في صدارة الاهتمامات، حيث تعد جهود العون والإغاثة الإنسانية من أهم الوسائل لإنقاذ ملايين الأسر.
وعلى الرغم من وجود تساؤلات عديدة حول منهجية توزيع المساعدات وشفافية بعض برامج الدعم المقدمة للمنظمات الإغاثية، ومدى الاستفادة الحقيقية من بعضها، إلا أنه يجب الاعتراف بأن هذه الجهود كانت سبباً في إنقاذ حياة ملايين المحتاجين الذين فقدوا موارد رزقهم بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية.
وتظل العديد من المنظمات والجمعيات نموذجاً مشرفاً للعمل الإنساني والتزامها الأخلاقي.
في الوقت الحالي، ومع تفاقم الوضع الإنساني في البلاد وخاصة مع استمرار كوارث السيول الجارفة والمنخفض الجوي الذي ينذر بمزيد من الدمار، فقدت مئات الأسر منازلها وأملاكها، ولقي العشرات من المواطنين حتفهم.
لذلك، أصبح النداء بضرورة تلاحم الجهود الإغاثية لإنقاذ ومساعدة الأهالي واجباً أمام الجميع دولة ومنظمات، وأفراد.
سيظل العمل الإنساني دوماً محل تقدير ومحط اعتبار، ودور تعاون المجتمع المدني والمنظمات الدولية والإغاثية في هذا المجال سيبقى أساسياً ومحورياً، ليشكل مع القطاع الرسمي ورجال الأعمال مثلث التكامل في ثلاثية البناء والتنمية وتقديم العون، لتحقيق الهدف النبيل المتمثل في الحد من انتشار الفقر حتى يتم القضاء عليه، وصون الكرامة الإنسانية التي تمثل جوهر حقوق الإنسان في كل زمان ومكان.