24.5 C
الجمهورية اليمنية
6:42 صباحًا - 4 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخبارعين الحقيقة

المؤتمر ما بعد رحيل صالح … حالة من التشظي وحروب الاخوة

اليمن الاتحادي / علي الشرعبي :

يعيش اتباع علي عبد الله صالح بعد مقتله على ايدي الحوثيين شركائه السابقين حالة من التشظي تنذر المؤتمر الشعبي العام بحالة من التشرذم.
وظهرت حالة من السباق على وراثة الرجل الذي لم يترك بعده نسقا واضحا لخلافته في الحزب الذي يعد الأكبر في اليمن.
ولكن مثل اي حزب ارتبط بالسلطة وبشخص المؤسس يكون رحيل قائده البداية الحقيقية للنهاية المحتومة.

واعتمد حزب المؤتمر بشكل مطلق منذ تأسيسه في أغسطس 1982 على السلطة ونفوذها ومواردها، حتى ان عضويته القيادية ارتبطت بالمنصب الحكومي والدرجات الوظيفة تنعكس على مستوى المرتبة الحزبية للعضو.

وتنص اللائحة الداخلية للحزب على أن رئيس حزب المؤتمر هو رئيس الجمهورية اليمنية،
ولكن ذلك لم يطبق مع رحيل علي عبد الله صالح عن الحكم في 2012 فقد تمسك برئاسة الحزب حتى بعد الإطاحة به اثر احداث 2011 وثورة الشباب ضده.
ونصت المبادرة الخليجية التي ضمنت الحصانة لصالح وخروجه من الرئاسة تولي نائبه عبدربه منصور هادي رئاسة اليمن وبالفعل تم ذلك في انتخابات واسعة وصار عبدربه منصور رئيسا للجمهورية اليمنية.
ولكن اصر صالح على ترأس الحزب الذي بقي رئيسه منذ تأسيسه عام 1982، وكان عبد ربه منصور هادي يشغل النائب الأول لرئيس الحزب والأمين العام الذي بيده صلاحيات إدارة الحزب تنظيميا ومالياً منذ نوفمبر 2008.

لكن صالح الذي ترك الرئاسة غصبا عنه أستمر في ترأس الحزب حتى بعد تنحيه عن رئاسة الجمهورية

اضعاف صالح

تولى عبد ربه منصور هادي رئاسة البلاد في 2012، وقام بعملية هيكلة الجيش التي هدفت إلى اضعاف نفوذ علي عبد الله صالح وعائلته على الأجهزة الأمنية المختلفة وحل الحرس الجمهوري بقيادة نجله أحمد.

ووقف جناح صالح ضد هادي خلال الفترة 2012 – 2014 م وإلتحم صالح مع الحوثيين ضد الرئيس هادي.

نهاية رئيس

ومع مقتل علي عبدالله صالح في 4 ديسمبر الجاري قتل عارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر وبشكل لافت للنظر من قبل حلفائهم الحوثيين، لتترك القيادة في حزب المؤتمر شاغرة تماما وتبدأ تتفجر الخلافات حول وراثة الحزب الذي تريده قوى إقليمية ودولية عديدة وريثا قادما لحكم اليمن.
ورغم تغيرات الواقع الكبيرة في اليمن وبروز تحديات يصعب على حزب السلطة المدلل ان يتخطاها وهو المثقل بثارات صالح واختراقات كل القوى له وتعدد رموزه المتساوية والمتضاربة.

ثلاث أجنحة

عمليا وقبل انتهاء الأسبوع الأول من رحيل صالح ظهرت ثلاث أجنحة تتصارع على تمثيل قيادة المؤتمر الشعبي العام.
الجناح الاول أعضاء المؤتمر المنضوي بجناح الشرعيه برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي
ويزعم هذا الجانب انه الأكثر تمثيلا للمؤتمر وتكمن قوته في وصوله الى مفاصل الحكم بالشرعية ابتداء من رئيس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر الذي صار يقرن اسمه بصفة النائب الأول لرئيس الحزب، ومعه قيادات حزبية عديدة امنية وسياسية، وعدد ممتاز من الوزراء مثل وزراء الإعلام والصحة والمغتربين وأمين عام مجلس الوزراء ومستشارين.

وبرزت أصوات في وسط الشرعية تبكي على صالح وتدافع عنه بشكل لم يقم به اتباعه في صنعاء.
وبحسب مصدر حكومي رفيع فان جهاز الدولة العميقة لصالح وجهازه الامني اخترق مؤسسة الشرعية للحكومة اليمنية في الرياض على كل المستويات وبالذات مواقع الحكومة والإعلام والسلك الدبلوماسي.
وقال “باختصار نجح صالح في ضرب الشرعية من داخلها وابعاد كل صوت معادي له بالشرعية وبقوة ولكنه لم ينتبه لما بين قدميه وما يقوم به الحوثيين من اختراق له وتطويق اوصله إلى القتل بل انشغل في الثأر من نائبه السابق الرئيس الحالي، والدفع بعدد هائل من إلاعلاميين الى الرياض ليكونوا عيونه هناك في كل المفاصل وتركت صنعاء للحوثيين الذين نجحوا في اختراق صالح بنفس الطريقة عبر مقربين له وإعلاميين معه.

الجناح الثاني في المؤتمر المتواجدين في الخارج وليسوا مع الشرعية ويعملون ضد الحوثيين الان وهم المطالبين بثأر صالح ويدفعون بنجله احمد ليرأس الجناح ويتولى زمام الامور ويضم الجناح ابرز وجوه المؤتمر في مصر والأردن والإمارات ومنهم سلطان البركاني وابوبكر القربي وعدد كبير من رموز الحكومة السابقة.

ويمثل الجناح الثالث الباقيين بصنعاء والذي سيشكل قوامه وقيادته بنظر الحوثي وإشراف لجانه وسيحظى بدعمه وعلى رأسه رئيس الوزراء في حكومة الانقلابيين بصنعاء عبدالعزيز حبتور.

ويرى بعض المراقبين ان جناح صنعاء هو لذر الرماد من قبل الحوثيين وبالتالي سيبقى ديكور حوثي لا أكثر ولكن سيعطى امكانيات جيدة ومع ذلك سيصعب تسويقه دوليا.

بينما جناح الخارج الذي يحاول ان يلتف حول قيادة احمد علي فإن بريقه فقط مرهون بدعم دول الخليج ولن يتمكن من كسب الداخل الذي صار له مرجعيات اخرى او يشعر بالخذلان من الجميع.
ومن يؤيد احمد علي عبد الله صالح في الداخل سيقمع بشدة من قبل الحوثيين وينظر اليه كمرتزق.
لهذا يقول أحد قادة المؤتمر في القاهرة “نحن نسير لنبقى في المنفى ولن نكون أكثر من ظاهرة صوتيه غير مؤثرة”.

وسيبقى جناح المؤتمر المهيمن عليه في صنعاء من قبل الحوثي يمارس عليه هيمنة مطلقة.

لهذا يبقى السؤال الكبير والمؤلم هو :
هل ذهب صالح الذي تمسك بكرسي الحزب من 1982 الى 2017 إلى قبره مقتولا وحزبه معه ؟؟؟
اننا جميعا نرقب الجواب ونرقب بداية تشظي بدت ملامحه واضحة على الاقل من خلال صعود ثلاث قنوات لقناة اليمن اليوم الفضائية.

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد