23.6 C
الجمهورية اليمنية
6:25 صباحًا - 28 أبريل, 2024
موقع اليمن الاتحادي
- أهم الأخباراليمن الاتحادي

تعز والنضال من أجل دولة ديمقراطية اتحادية

محمد سعيد عبدالله(محسن):

تعز.. هل هي عُدينة ؟ أم هي (مدينة النجوم) كما يطلق عليها زائروها على حد وصف الكاتبة سعاد الحدابي في مقالها بصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ18أغسطس2011م العدد11951 تحت عنوان تعز.. مدينة النجوم وقبلة الزائرين من اليمن والسياح الأجانب.. أم هي (فاتحة الثورة للتغير ونافذة ضوء على حد وصف نبيل أمين الحوباني، في صحيفة حديث المدينة.) أو كما يطلق عليها أبناؤها الحالمة تعز .

تعز منارة مضيئة

– ظلت الحالمة تعز على الدوام منارة مضيئة، وقاعدة خلفية للحركة الوطنية اليمنية على مر التاريخ المعاصر،ومركز انطلاق صنع الأحداث الوطنية السياسية والثقافية والاجتماعية المتعاقبة، ومصدراً للدعم المادي والبشري للانتفاضات والثورات المتتالية، هي دائما وأبداً مفتاح في كل المنعطفات والمراحل التاريخية المختلفة، حاملة لمشروع الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة، مدينة التضحيات المتواصلة كما أثبتت الوقائع والأحداث منذ بداية الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى الثورة الشعبية في11 فبراير 2011م .

مساحة وسكان تعز

تبلغ مساحة تعز الإجمالية عشرة آلاف وثمانين كيلو متراً مربعاً تتوزع على 23 مديرية، تعز هي الأولى في الجمهورية من حيث عدد سكانها بحسب إحصائيات عام 2004 المشكوك فيها (2513003) نسمة. وعدد الدوائر الانتخابية في مجلس النواب 43 دائرة .

موقع تعز

– بالأمس كانت تعز عاصمة للدولة ألرسوليه التي حكمت اليمن منذ عام 1453- 1228م ( 229 سنة)،ظلت تعز مركز جذب، معظم الحكام المتوالين على حكم اليمن كانوا يختارون الإقامة فيها لعوامل عديدة منها طيبة أهلها وتواضعهم، ومدنيتهم، مناخها الجيد طوال العام، الإمام أحمد بعد مقتل أبيه في صنعاء ( فبراير عام 1948م) نقل حكمه إليها، القاضي عبد الرحمن الإرياني الرئيس السابق للمجلس الجمهوري كان عند خلافه مع الآخرين في صنعاء يحل فيها،علي عبد الله صالح الذي صعد منها إلى السلطة، كان كلما ضاق به الحال والأوضاع في صنعاء يلجأ إليها، عمل على توظيفها لمصلحة حكمه، في عهده تعرضت تعز وأبناؤها للعديد من النكبات والكوارث والقمع والقتل والتنكيل المتواصل، نهبت حقوقهم، تم التعامل مع أبنائها كامتداد لثقافة وممارسات من سبقوه من الأئمة والحكام المتعاقبين، تم إقصاء أبنائها والتخلص منهم من المؤسسات العسكرية والأمنية إلا ما ندر لم يشفع لهم تاريخهم ونضالهم وعطاءاتهم وتضحياتهم منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما قدموا في الدفاع عن الوطن وسيادته. هذه السياسة والممارسات والمآسي كانت وما زالت تحركها ثقافة (للمركز المقدس )على حد وصف الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، بعض المصلحيين من أبناء المحافظة تم استخدامهم وتوظيفهم أبواقا سياسية وإعلامية .

– تعز تحتل أهمية خاصة لعوامل عدة جغرافية، وسكانية، وثقافية، وسياسية، وتجارية ،فمن الناحية الجغرافية تعتبر بوابة واحدة لليمن شمالا وجنوبا، ومن يدقق في موقعها الجغرافي ويتعمق بخارطتها سيجدها تتميز في كونها نقطة وحلقة وصل وتواصل بين أبناء اليمن ،هي محطة للقاصدين محافظة إب وذمار نحو صنعاء، ومنها أيضا إلى الحديدة ، أو منها إلى لحج وعدن .

– تعز تم اختيارها كعاصمة للثقافة، لكن عمليا لم تحدث أية خطوات عملية بهذا الاتجاه لأن النظام لا يريد ذلك، سيظل أبناؤها يناضلون من أجل قيام دولة مدنية ديمقراطية اتحادية لكل اليمنيين، دولة تتجسد فيها قيم الرحمة والحرية والتسامح والإخاء، والتعايش والعدل والقبول بالآخر، بعيدا عن ثقافة الخصومة والإقصاء والتهميش، والتخوين والتكفير، تعز ظلت تقدم الشهداء والجرحى والأموال والتضحيات المختلفة في مختلف المراحل، لكنها لم تحصل مدينتها حتى اليوم على ماء نظيف يشرب منه سكانها. قال أحد جهابذة وفحول المؤتمر الشعبي العام في تعليقه عن تضحيات تعز ما قدمته وتقدمه ((إن الساحة في الحديدة وهناك شهداء من تعز. وأن ساحة التغيير في صنعا ء وعدد من الشهداء من تعز. وإن ساحة الحرية في تعز و الشهداء من تعز لكنها في الأخير لن تحصد شيئاً )).

– دور تعز وتضحيات أبنائها في الدفاع عن الوطن وفي عملية الإصلاح والبناء

– تعز أبناؤها منتشرون في كل منطقة من أرض اليمن شماله وجنوبه، لديهم بصماتهم المختلفة في عملية البناء والتعمير والنشاط الاقتصادي والتجاري والتربوي والثقافي والاجتماعي وتعتبر من أهم مراكز الحرية والتواصل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.ميناء المخا التاريخي جزء من تعز وهي اقرب إلى أهم الممرات البحرية المطل على باب المندب حيث اشتهرت المخا كميناء لتصدير البن إلى أوروبا، تعز لها رواد من البيوت والنشاط التجاري والاقتصادي والخيري الإنساني، لهم دورهم و بصماتهم في عملية البناء الاقتصادي و التجاري والعقاري من أبرزهم أولاد المرحوم هائل سعيد أنعم وشركاؤه أولاد عثمان ثابت،شمسان عون،محمد قائد الزعيتري،سيف سلام،أولاد مطهر،الغنامي، السفاري، شاهر سيف الأصنج، أمين قاسم سلطان الشميري، عبد الجبار راشد، المقطري،عبد الحق سعيد،أمين أحمد قاسم، عبد القوي عثمان، شاهر عبد الحق ، وعبد الواحد نعمان، وأولاد الرعدي، عبد الرزاق علي مقبل،عبدالجبار المجاهد، عبدالجبار الأديمي، أولاد ثابت، ومئات البيوت التجارية المشهورة التي أسست التجارة في اليمن شمالا وجنوبا وعلى وجه الخصوص عدن وتعز وصنعاء والحديدة ،إلى جانب عدد من البيوت التجارية من حضرموت والحديدة والبيضاء .

– تعز قدمت نموذجا من خلال نضال أبنائها وتضحياتهم في مختلف المواقع والمراحل من اجل الحرية والإصلاح و التغيير للأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في اليمن، ناضلت لعقود قبل الثورة، وبعد الثورة، وبعد وحدة22 مايو 90 م التي تم وأدها في حرب صيف 94م، ولازالت تعز تقدم التضحيات من أجل الحرية والمواطنة المتساوية و بناء دولة المؤسسات المدنية الديموقراطية الاتحادية .

– أبناء تعز خرجوا بعد الوحدة مباشرة في 9 و10 ديسمبر1992م في اول مسيرة واعتصامات مطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بدولة القانون المدنية العادلة، بالماء والكهرباء وبحماية المدينة مما يتعرض له سكانها من اخطار جراء السيول التي تغزو منازلهم، الوضع الذي يعيشه مطار تعز وما يشكله من خطورة على السكان في المنطقة، وعلى سلامة الطيران،يطالبون بتطوير ميناء المخا، تم قمع المسيرة بوحشية وقسوة من قبل الاجهزة العسكرية والامنية وقتل 16 من أبنائها وعشرات الجرحى، وتم الزج بالعشرات في السجون والمعتقلات وجرت محاولات تجيير ما حدث على الحزب الاشتراكي اليمني الذي أتهم انه يقف وراء ذلك .

– تعزلها تاريخ حافل وادوار نضالية وسياسية وثقافية عظيمة ،لها ادوار مميزة ورائدة في نشوء وتطور الحركة الوطنية اليمنية، بقيت قاعدة أساسية لحركة 48 و55 و59 و لثورة 26سبتمبر1962م، ومصدر تموين مادي وبشري للثورات والثوار،قدم أبناؤها الأموال والآلاف من الشهداء والمعاقين والجرحى في معظم مناطق وسهول وجبال اليمن، ظلت خلفية أساسية وقاعدة انطلاق لثورة الرابع عشر من اكتوبر1963م والعمق الاستراتيجي الذي وفر لها العديد من العوامل.. أبرزها انطلاق مناضلي الثورة في الجنوب منها، تواجد قيادة الجبهة القومية والقوى السياسية المختلفة فيها كمركز سياسي لقيادة الثورة في الجنوب، تواجد معسكرات التدريب في تعز، توفير السلاح والتموين، الدعم والنشاط السياسي والإعلامي والثقافي .

بعض الرموز القيادية من أبنائها

– أبناء تعز ساهموا مع بقية زملائهم من الوطنيين اليمنيين ولعبوا ادواراً وطنية ريادية سياسية وتربوية وثقافية واجتماعية عظيمه للتنوير والتبشير والنشاط الوطني،في التحضير لثورة سبتمبر و الدفاع عنها ،هناك قائمة طويلة من الرواد والمناضلين من أبناء تعز كان لهم دورهم عبر المراحل المختلفة أبرزهم الشيخ الداعية عبد الله علي ألحكيمي،الأستاذ المناضل أحمد محمد نعمان، الشيخ قاسم غالب والشيخ عبدالله عبدالإله الأغبري، ومحمد حسن إبليس، احمد عبده ناشر،وعبد القوي حاميم، وإبراهيم حاميم و جازم الحروي، وشائف محمد سعيد، وعبد الرحمن عبد الله الحكيمي، وسيف عبد الرحمن مقبنة، وأحمد حزام المقرمي، والشيخ قاسم بجاش، والشيخ سيف أحمد الفقيه، واحمد عبد القادر خورشيد، واحمد محمد المقرمي، وأمين نعمان، وناشر عبد الرحمن العريقي، وعلي محمد نعمان، ومحمود عبد الحميد، ومحمد حسان،وعلي محمد عبده، وعبد الرحمن صبر، واحمد محمد الجنيد، ومحمد عبد الله الدغيش، وعبده سلام عبده سيف الدبعي، وعبد الفتاح إسماعيل علي، وعبد القادر سعيد طاهر أغبري، الشيخ أحمد سيف حزام الشرجبي، وعبد الغني مطهر ، وعبد الغني علي، وعبد الصمد مطهر، وعبد الله عبد الوهاب نعمان الفضول، ومحمد قائد سيف، وعبد الرحمن محمد سعيد عريقي، وعلي سيف مقبل، وعبد الله محمد ثابت،وعلي محمد سعيد انعم، وسلطان أحمد عمر، وعلي الاسودي، وعبد الله علي عبيد، وحسين الدقمي، وأمين الاسودي، وسعيد أحمد الجناحي، والشيخ محمد علي عثمان، ومحمد احمد نعمان، وطه أحمد مقبل دبعي، وصلاح الدين عبد الرحمن دبعي،وسعيد شرف بدر ،ومحمد عبد نعمان ألحكيمي،، محمد عبد الوسع حميد، وعبد الحافظ قائد، ومحمد مهيوب ثابت، ود.أمين ناشر، محمد أنعم غالب، وعبده علي عثمان، وعبده عثمان،وسعيد محمد الحكيمي، وعبد العزيز عبد الولي ناشر، ومهيوب علي غالب، وعبد العزيز عبد الغني صالح، ومحمد احمد الرعدي، وسلام الرازحي، واحمد عبده سعيد، وسيف احمد حيدر، وعبد علي عبد الرحمن، وراشد محمد ثابت، ومصطفى عبد الخالق، ومحمد سعيد قباطي، وأحمد محمد حيدر، ومحمد عبد الودود العبسي، ومحمد احمد الكباب، وعيسى محمد سيف، وعبد السلام مقبل، وفتحي الاسودي، ومحمد عبده شطفه، وعبد الرحمن غالب، وعبد العزيز عبده الدالي،واحمد الأصبحي، وعبدالله أحمد الخامري،وجمال محمد عبده، وعبده نعمان عطاء وعبد الرحمن عبد الله إبراهيم، وعبد السلام خالد كرمان، وعلي محمد الصراري وعبد الرحمن الصريمي، ومحمد سالم الشيباني، وحسن شكري، وعبد الواحد غالب، ومنصور عثمان الصراري، وسلطان أمين القرشي ومحمد سعيد العطار، وعبد الرحمن محمد عمر،فيصل سعيد فارع، وأحمد محمد الحربي، والشيخ احمد الكباب،عبد الله محمد مهيوب، ضرار عبد الدائم ، حسن الجراش،عبد الوارث عبد الكريم،أمين علي سيف،عبد الله غانم عبده، وقائد قاسم سعيد العد يني، ود. أحمد حسن، وعبد الملك المخلافي، وعبد الرزاق شائف، وعبد الرحمن مهيوب، وغيرهم مئات وآلاف القيادات سياسيين، وتجاراً، وعسكريين، ومثقفين،وصحفيين، وأدباء وشعراء وفنانين، في مقدمتهم الفقيد شاعر الثورة المناضل عبد الله عبد الوهاب نعمان الفضول، والأديب الشاعر عبده عثمان، ومحمد انعم غالب والشاعر سلطان الصريمي، والفنان المتواضع العظيم فنان الشعب أيوب طارش عبسي، والشاعر سعيد الشيباني و الشاعر احمد الجابري والفنان عبد الباسط عبسي ،ومئات من القيادات أرجو المعذرة لمن لم يرد ذكرهم، من تم ذكرهم مجرد نماذج بعضهم انتقل إلى الرفيق الأعلى وطواهم النسيان، حرموا حتى من الاعتراف بتاريخهم وبنضالهم، مكافأتهم من قبل الأنظمة المتعاقبة كان الإقصاء والملاحقة أوالقتل ، وبعضهم لازالوا على قيد الحياة نتمنى لهم الصحة والعمر المديد .

تعز..نظرة وممارسات الحكام المتعاقبين

– أحد أبنائها تحدث فقال عندما يريدونك أو يكونون بحاجة إليك يظهرون فيك المناقب والإيجابيات التي لا تحصى، وعندما يحققون هدفهم ينقلبون عليك (حتى ما لك من حق أو دين عند أحدهم ينكرك ويتنكر لك)،هناك العديد من الأحداث والوقائع لممارساتهم الخارجة عن الدستور والقانون والأعراف تبدأ بتسترهم على القتلة والمجرمين، يتذكر سكان مدينة تعز ماذا حدث عندما قتل الدكتور الحمرة في وسط المدينة، تدخل المتنفذون، وقفوا مع القاتل فضاعت القضية ، أوعند مقتل الدكتور القدسي في مستشفى التكنولوجيا بصنعاء، وعشرات الجرائم المشابهة تم ارتكابها ضد أبناء تعزفي شوارع تعز وصنعاء والحديدة وغيرها آخرها مقتل شقيقين من أبناء مديرية الشمايتين محافظة تعز تم قتلهم جهارا نهارا عام 2011م عمر الأول 14 سنة والثاني17 كانوا في سيارتهم على الطريق البحري بمحافظة عدن متجهين نحو الشيخ عثمان، ولمجرد تجاوز سيارتهم ناقلة الجنود تم إطلاق النار عليهم،عمل الحكام والسلطات المحلية على إخفاء و تهريب القتلة وتغطية الجرائم. بالأمس قالوا عن أبناء تعز بأنهم لغالغة لأنهم يطالبون بحقوقهم الدستورية والقانونية. ويتذكر من بقي من جيل الأستاذ الفقيد النعمان أو تابع ماذا قالوا عنه رحمه الله بعد ثورة26 سيبتمبر62م .

لقد اتهم الأستاذ النعمان بالطائفية لأنه طالب بالحكم المحلي وبالمواطنة المتساوية، سحبوا جنسيته، بعد 46 عاماً من ثورة 26 /9/62 م ينبري من يقول عن أبناء تعز. أنهم برتوكولات حكماء تعز (على وزن حكماء صهيون) كما تناوله احد الأفراد ونشرته صحيفة (الديار بتاريخ 22/3/2009م العدد86. اعتذرت هيئة التحرير لاحقا لنشرها المقال هذه العبارة، وهذا المصطلح صدر بعد اغتيال الدكتور القدسي داخل مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء وهو يودي واجبه ورسالته الإنسانية لينقذ واحدا منهم بعد أن تم التستر على القتلة وتم إخفاؤهم بمعرفة الأجهزة المختصة والمعنية بتطبيق القانون بمواقع تواجدهم، ولأن أهل القتيل وزملاءه والرأي العام طالبوا بتطبيق القانون على القتلة، انبرى كاتب المقال وآخرون بنعت أبناء تعز بكل الأوصاف السيئة والاتهامات بالطائفية و التآمر على الوطن وغيرها من الألفاظ .

– عند انطلاقة ثورة الشباب السلمية بتاريخ 11فبراير2011م قالوا عن أبناء تعز براغلة.. كما يبدو لم يقرأوا التاريخ جيدا أو أنهم قرأوه بثقافتهم و بعقليتهم العنصرية البائسة الضيقة، يعرفون قبل غيرهم أن تعز حاضنة للحركة الوطنية اليمنية وإحدى اقلاعها، فهي تجاوزت أمراض التعصب المذهبي والطائفي والقبلي والمناطقية والعنصرية، يدركون أن عقلية أبنائها يغلب عليهم ثقافة المدنية والتسامح والبحث وراء العلم، وحب العمل، يسعون لقيام دولة مدنية عادلة ومواطنة متساوية لكل اليمنيين، يرفضون ثقافة العنف ولغة السلاح وقانون القوة، و ضد الهيمنة والإقصاء أو التهميش من قبل أسرة أو طائفة أو مذهب أو سلالة أو قبيلة أو حزب أو منطقة على البلاد و مقدراتها، كل ما حدث من جرائم وبطش فقد ظلت تعز مضيئة دائما وأبدا، تمكنت من الصمود أمام الهجمات والدعوات الضيقة وكل العواصف العنصرية والمناطقية والمذهبية الموجهة ضدها هنا وهناك حيث ظل الحكام المتعاقبون على حكم اليمن يلعبون أدوراً رئيسية في الدفع بها ضد أبناء تعز،استخدمت ضد تعز وأبنائها كل الأساليب والوسائل الخبيثة من إقصاء وتهميش، جرت ملاحقات وتصفيات ضد رموزهم الوطنية مدنيين وعسكريين، أبرزهم اغتيال المناضل الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد قوات الصاعقة الذي تم استدراجه، قدموا له الضمانات بعدم المساس به لكنهم غدروا به مثلما فعلوا بالشيخ أحمد عبد ربه العواضي، ود.عبد السلام الدميني وعبد الرقيب القرشي، حاولوا القيام بسحله في الشارع لولا تدخل كل من الشيخ مجاهد أبو شوارب والشيخ احمد علي المطري، وسلطان أمين القرشي،وعبد الوارث عبد الكريم،وغيرهم،تم تصفية مشايخ تعز عام78 م في الحجرية وتم تجييرها على النظام في الجنوب سابقا حتى جاء اللواء علي محسن صالح الأحمر ليقول علنا في بيان رسمي بأن رأس النظام هو من دبر ونفذ ذلك عندما كان قائداً للواء تعز .
اعتقد البعض أن تواضع أبناء تعز ناتج عن خوف وضعف مع أنهم يدركون ويتذكرون جيدا أدوارهم ومواقفهم وتضحياتهم في الدفاع عن ثورة سبتمبر وعن صنعاء في حصار السبعين ألم يكن معظم قادة الوحدات العسكرية التي صدت الهجوم وفكت الحصار على العاصمة هم من أبناء الحالمة تعز، البراغلة.. واللغالغة وزملائهم أبناء المناطق الوسطى إب والبيضاء والمحافظات الجنوبية والشرقية أبرزهم الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب الذي كان رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وقائد قوات الصاعقة أثناء حصار صنعاء والشهيد الشيخ أحمد عبد ربه العواضي المشهود له ببطولاته والشيخ أحمد ناصر الذهب والفقيد الطيار محمد ضيف الله محمد والشهيد هاشم عمر إسماعيل والشهيد سالم الهارش والشهيد ثابت عبد حسين والشهيد علي مثنى جبران قائد سلاح المدفعية والشهيد علي خان والشهيد محمد صالح فرحان قائد سلاح المشاة والمحور الغربي وعلي محمد هاشم نائب رئيس الأركان والفقيد عبد الرقيب الحربي نائب رئيس الأركان والفقيد حمود ناجي سعيد قائد قوات المظلات وقائد المحور الشرقي، وهائل محمد سعيد، ومحمد مهيوب الوحش، ويحيى مصلح مهدي مدير العمليات، وناصر السعيد، وسعيد محمد غالب، وسعيد احمد غالب، وثابت نعمان ومنصور احمد سيف، ومنصور عبد الجليل، ومحمد طربوش سلام ، ودرهم عبده نعمان،عبد الواحد سعيد غانم، وعبد الله عبد العالم، وشيخ الله، ومئات الأبطال اليمنيين من القادة العسكريين من أبناء الوطن اليمني من بينهم يحيى محمد الكحلاني قائد الشرطة العسكرية وعلي قاسم المنصور ومحمد عبد الخالق، ولطف السنين قائد سلاح المدرعات ومحمد صالح الحنبصي وعلي الجبري. ويحيى مصلح وعلي مصباح مدير شئون الضباط وعبد الرحمن الحداد، شاهر عبد الولي، وغيرهم من الأبطال من بقية مناطق اليمن الأخرى، وقادة المقاومة الشعبية من أبرزهم: المناضل الفقيد عمر عبد الله الجاوي، والمناضلون أحمد قاسم دماح، ومالك الإرياني، وعلي مهدي الشنواح،ويوسف الشحاري، وغيرهم من القادة والجنود المجهولين من أبناء الشعب اليمني. إن مسؤولية من تبقى من زملائهم على قيد الحياة من القادة العسكريين والمدنيين تدوين مآثرهم وتاريخهم وما حدث لكل واحد منهم بصدق وأمانة تخليدا لهم وما قدموا وما حدث لكل واحد منهم بغرض الاستفادة وعدم تكرار تلك المآسي .

السؤل: لماذا تعز.؟

لأن تعز كانت دائماً وابدأً تمثل نواة للتنوير للثورة اليمنية وقاعدتها الفكرية والبشرية والمادية تسعى للتغير والتحديث،لأن تعز انطلقت منها شرارة الثورة الشبابية،في 11فبراير2011م تعز أول من هتفت بإسقاط النظام،أبناء تعزهم أول من نصبوا خيمتهم في ساحة التغيير بصنعاء، صوتها أوجع أركان النظام وأرعد فرائصه، ولأن تعز موجودة في كل المحافظات اليمنية ومنتشرة في كافة الميادين والإدارات والمرافق الحكومية والمنظمات المدنية وفي معظم الساحات والميادين، ظل أبناؤها مع كل القوى الخيرة في البلاد يحملون مشروعا وطنيا لكل اليمنيين، تعز مثلما كان عطاؤها سخياً فيما قدمته من دماء في ساحات الحرية والتغيير في صنعاء وتعز والحديدة وعدن وإب وغيرها ستظل تعز ترفع صوتها ليصل لكل مواطن يمني ولكل العالم اجمع ،تناضل من أجل حرية وكرامة ومواطنة متساوية، في ظل دولة مدنية ديمقراطية تعددية اتحادية لكل أبناء اليمن ،تريد شراكة فعلية وحقيقية في السلطة وتوزيعاً عادلاً للثروة،تناضل من أجل التخلص من ثقافة وحكم المركز الاستبدادي الفردي ،من اجل علاقات ثقافية واجتماعية وتربوية واقتصادية أساسها الإخاء، والتسامح، والتكافل، والتضامن، والمحبة بين الناس، وحب العلم، والعمل، ولأن تعز وكل اليمنيين يريدون التغيير والتحديث، يريدون دولة المواطنة المدنية الديمقراطية الحديثة فلابد أن تدفع الثمن أكثر من غيرها، فجاء رد النظام سريعا على تعز ومناضليها وأهاليها في 18/2/2011م هو الإنذار الأول والمباشر بعدم السماح لتعز حتى مجرد أن تحلم. فكان أول فعل رمي قنبلة على ساحة الحرية المكتظة بالآلاف من الناس فحصدت أول شهيد هو الشهيد مازن سعيد البذيجي 25عاما وأكثر من87 جريحاً، يتكرر الموقف ويستمر القتل والاعتقالات والقصف ثم يطلق النظام مساء 29 /5/2011م تعليماته لقواته المسعورة وبلاطجته ويستخدم دباباته وأطقمه العسكرية ليكتسحوا في الساعة الحادية عشرة ليلا ساحة الحرية، يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما فيها بكل بشاعة، العديد من الشهداء الذين سقطوا في ساحة التغيير في جمعة الكرامة في صنعاء في 18_3-2011م 26 شهيداً من 56 شهيداً هم من أبنائها وعشرات الجرحى

_ استخدمت السلطة أبشع الأساليب الدموية وأعنفها ضد مدينة تعز وأبناء تعز، قصفت أحياءها بالدبابات والمدفعية والأطقم، على معتصمين سلميين لا يملكون سكينا، ليس لأنهم لا يملكون السلاح ولكنهم لا يريدون أن تخرج ثورتهم عن سلميتها، يريدونها سلمية، سلمية كما عبروا عن ذلك، في11-11-2011م وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وحتى نهاية العام 2011 م القصف الوحشي على مدينة تعز أسقط العديد من المناضلات شهيدات جراء العنف والقصف المتواصل ففي 16-10-2011م سقطت أول شهيدة هي المناضلة عزيزة عبده عثمان غالب، إيمان طه ثابت، وجميله علي قاسم،وسحر يحيى بن يحيى، ورأفت سعيد الشرعبي، ورندة حمود محمد قائد، وياسمين سعيد سيف الأصبحي، وتفاحة صالح العنتري،وآمال عبد الباسط قائد، وزينب حمود قائد، ورهان حسن محمد، وبلقيس محمد عياش, وفرح عبده محمد عبد الغني ،ونوريه صالح الحميري، ورهف خالد اليوسفي، وفوزية عبد الله عبد الملك الدبعي، وراوية علي عبد الرحمن الشيباني، ورجاء علي عبد الله شمسان، وغيرهن من الشهداء الشيوخ والأطفال. سقط مئات الشهداء من الشباب وآلاف الجرحى وهدمت منازل ومحلات .

الموقف من المخا في رسالة النعمان للقاضي الإرياني عام 1970 م

تعز لها ميناء تاريخي عظيم يقع غرب مدينة تعز هو ميناء ومدينة المخا المكون من مديرية وأربع عزل يسكنه 35-45 ألف نسمه وتبعد عن مدينة تعز51 كيلو متراً وتقع المخا على ساحل البحر الأحمر ويمتد تاريخها إلى ما قبل الإسلام و يعتبر ميناء المخا من أهم وأشهر الموانئ اليمنية ، لعبت أدواراً عديدة عبر التاريخ في اقتصاد اليمن وكان يتقاطر عليها التجار من مختلف البلدان، هي ميناء موغل بالتاريخ ولها باع طويل في التجارة والتواصل مع العالم الخارجي، وجد البريطانيون فيها عام 1500م وتم توقيع أول اتفاقية بين شركة الهند الشرقية والسلطات اليمنية عام 1609م كما يشير إلى ذلك هارولد أنجرامز في كتابه (اليمن الأئمة والحكام والثورات في صفحة 3) بعد عدة محاولات لاحتلالها من قبل البرتغاليين والفرنسيين والبريطانيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر ميلادي، ميناء المخا الذي يعتبر من بين أقدم الموانئ في العالم وأهم ميناء في الجزيرة العربية في القرن السابع عشر الميلادي ، دمرته الحرب العثمانية الايطالية في بداية القرن العشرين، وتواصل التدمير لها أثناء الحرب العالمية الأولى من قبل البريطانيين في حربهم مع العثمانيين وأكمل ما تبقى من تدمير لها حكام اليمن المتعاقبون على السلطة والحكم من الإمام يحيى حتى علي عبد الله صالح. أبقوها مصدراً لتهريب الممنوعات المختلفة وأصبح بعضهم أغنياء، لم يردوا حتى الجميل لها جراء استخدامهم لها .

الميناء لم تعد تذكر لقد حولوها إلى خراب ودمروا كل ما فيها بما في ذلك الفنار الذي كان يضيء للسفن الآتية إليه فخرب وأطفئ، كذلك المسجد الذي بني فيها والمعروف بجامع الشاذلي تم تدميره، كل المباني التاريخية القديمة بعضها تهالكت وتم الاستيلاء على الأراضي هناك بالقوة والنفوذ، وأصبحت الرمال تحيط بالمدينة من كل جانب وتغطي شواطئها .

– العقاب على تعز لا ينحصر فيما تم ذكره بل أن تعز تظل لأسابيع وأشهر محرومة من المياه ناهيكم عن ما يعانيه سكان المدينة جراء تدفق السيول وما تجرفه إلى شوارع المدينة وأحيائها من مخلفات وأحجار، حتى التخوين والتكفير وما يعكر مزاج الحكام يرمى على أبنائها .
أختتم هذا الموضوع عن المخا حتى يتضح الموقف للقاري أكثر بفقرات مما قاله الأستاذ المناضل الفقيد أحمد محمد نعمان قبل 43 عاما .

لقد قال الأستاذ الفقيد احمد محمد نعمان عندما زار ميناء المخا في 19/11/1970م برسالة بعث بها إلى القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري بتاريخ 20رمضان1390هـ الموافق 18 نوفمبر1970م .

(( سلام الله عليك وبعد: فقد قمت أمس الثلاثاء 19رمضان1390هـ الموافق 17نوفمبر1970م بزيارة قصيرة لمدينة (المخا) ولا أكتمكم أن هذه الزيارة كانت بالنسبة لي بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير إذا زاد حمله. فإن الصدمة التي أصابتني لمنظر الخراب والدمار صدمة قاسية شديدة أفقدتني صوابي، وجعلتني أشك بوجود دولة تؤمن بأن هذه المدينة جزء من اليمن، أو أن للدولة علاقة بها، أو شعوراً بأية مسئولية نحوها، أو الاهتمام بشأنها، إذ أن الخراب الذي تحياه (المخا) في كل مرافقها الحيوية ومظاهر البؤس والفاقة والمرض على وجوه سكانها لا يمكن أن تتجاهله وتغض الطرف عنه أية دولة مهما كانت عدوة للوطن» الخ ويضيف ..

( إن المشاهد لهذه الحالة يتصور أن الدولة تدير مؤامرة ضد نفسها وتخرب بيوتها بأيديها وأيدي موظفيها، ممعنة في خراب كل عامر.. وما مطار الجند وقصر (صالة) وأمثالهما من الخراب ببعيد على دولة كهذه .).

– لذلك ومن أجل الخروج من نفق (المركز المقدس) المستبد المظلم و الظالم وكحل وطني شامل وكعلاج للمركزية والمرض المزمن.. ينبغي القيام بتقسيم إداري جديد لليمن على أساس أقاليم تمنح بموجبه الأقاليم صلاحيات تقريرية كاملة يكون لكل إقليم برلمان له حق التشريع والرقابة في نطاق الإقليم وحكومة محلية، وأن تمنح الوحدات الإدارية الأدنى داخل كل إقليم حكماً محلياً كامل الصلاحيات حتى تكون هناك مواطنة متساوية و يكون المواطنون شركاء في بناء دولتهم المدنية الديمقراطية التعددية الاتحادية المعاصرة، دولة النظام والقانون .

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد