“أسبوع أسود من العام الجديد.. وثلاث سنوات عجاف مضت على تاريخ الصحافة اليمنية “، هكذا يبدو توصيف المشهد الصحافي والإعلامي في اليمن بحسب تقارير منظمات دولية، في ظل استمرار الموت والحرب معاً بحصد أرواح طلاب المهنة الإعلامية.. فما هي الظروف التي تكتنف موت الصحفيين؟ وهل يوفر القدر الكافي من وسائل الحماية للصحفيين العاملين في أماكن الصراع والحروب؟
ففي الوقت الذي لا يزال أكثر من 15 صحافياً معتقلاً في سجون الحوثيين بصنعاء من 3 أعوام وأكثر، تتعاظم الفجائع في الوسط الصحافي والإعلامي اليمني، حيث يحصد الموت بين الحين والآخر الكثير من أعضاء ومنتسبي المهنة وسط ظروف غامضة تكتنف موتهم في أماكن عملهم.
خلال الأسبوع الجاري غيب الموت أرواح 4 صحفيين بينهم ناشطة، فيما يوجد آخرين جرحى ومرضى في المشافي، حيث أعلن الحقل الصحافي والإعلامي امس، وفاة الصحفي “بشير السيد” في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد نقله لأحد المشافي متأثراً بإصابته بالتهاب رئوي حاد تسبب في وفاته.
والإثنين الماضي من الأسبوع الجاري قتل مصور قناة بلقيس بتعز “محمد غالب القدسي”، متأثراً بإصابته بصاروخ أطلقته جماعة الحوثي أثناء قيامه بمهمة صحفية في منطقة الخيامي.
وفي اليوم الذي يليه (الثلاثاء) من ذات الأسبوع الجاري، توفي المصور التلفزيوني “مجيب صويلح” مصور قناة الجزيرة، آثر سكته قلبية بعد مشوار مهني حافل بالإنجازات والحضور الفاعل.
وفي 8 يناير من الشهر الجاري، قتل الحوثيون برصاص أحد القناصين الناشطة الحقوقية والعاملة في الإغاثة الإنسانية، المحامية “ريهام البدر” حيث استهدفها أثناء أدائها مهمتها الإغاثية والحقوقية، في منطقة أبعر شرق مدينة تعز وسط البلاد.
وفي 27 يناير الماضي لقي الصحافي “أسامة سلام” مصرعه خلال تغطيته للمواجهات بين القوات الشرعية والمتمردين الحوثيين في مدينة تعز وسط اليمن.
وفي 21 من ديسمبر 2016 توفي الصحفي اليمني “محمد عبده العبسي” في صنعاء وسط ضروف غامضة حول وفاته، وقد طالبت عائلته بذلك لكن الحوثيين رفضوا وأجبروا عائلتة على التنازل ودفن الجثة.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد ذكرت في تقريرها السنوي أن نحو 300 حالة انتهاك تمت توثيقها منذ مطلع العام 2017 طالت صحفيين ومصورين وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية ومقار اعلامية وممتلكات صحفيين.
وأشار التقرير النقابي إلى أن جماعة الحوثي تورطت بـ 204 حالة انتهاك بنسبة 68% من اجمالي الانتهاكات فيما ارتكب جهات حكومية تتبع حكومة الشرعية 54حالة انتهاك بنسبة 18% وارتكب مجهولين 28 حالة بنسبة 9%، والتحالف العربي 8 حالات بنسبة 3% ، يليه الحراك الجنوبي بثلاث حالات بنسبة 1%، وانصار الشريعة بحالتين بنسبة 1% ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي بحالة واحدة بنسبة 0%.
وعلى ضوء ذلك استنكر الإتحاد الدولي للصحفيين الإنتهاكات بحق الصحفيين، والعاملين الإعلاميين، والمؤسسات الإعلامية، والمواقع الالكترونية التي رصدتها نقابة الصحفيين اليمنيين خلال العام الماضي، كما طالب الإتحاد الدولي الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن اخذ الانتهاكات الفظيعة ضد الصحفيين على محمل الجد.
وواجه الصحفيون في العام الماضي أشكالاً متنوعة من الإنتهاكات مثل التهديد والاستفزاز، ومصادرة المعدات، والإيقاف عن العمل، وعدم دفع الرواتب، والطرد، والمنع من دخولهم لمناطق الأحداث من أجل التغطية الصحفية، بالإضافة إلى فقدان عملهم نتيجة ذلك، وإصابة بأمراض قلبية تسببت في وفاة البعض منهم.
* نقلا عن يمن مونيتور