33.7 C
الجمهورية اليمنية
7:13 مساءً - 2 مايو, 2024
موقع اليمن الاتحادي
اقلام حرة

إعادة انتاج نظام عفاش

د. عادل الشرجبي :

علي محسن الأحمر يعيد إنتاج نظام عفاش
علي محسن الأحمر وعدد كبير من الضباط المنتمين لقبيلة سنحان وبعض الضباط الأخرين من بعض المحافظات الشمالية شكلوا خلال فترة حكم علي عبد الله صالح شبكة مصلحة وامتيازات داخل القوات المسلحة اليمنية، وعندما اندلعت ثورة 11 فبراير 2011، وبعد أن تيقنوا من عدم قدرة صالح على البقاء في السلطة، وجدوا أن أفضل وسيلة للحفاظ على امتيازاتهم هي التضحية بعلي عبد الله صالح، وإعلان دعمهم للثورة، بهدف احتوائها وإعادة إنتاج نظام عفاش دون عفاش، لاسيما أن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي توافق أركان النظام القديم على تنصيبه رئيساً خلفاً لعفاش، لا يمتلك موارد القوة التي يمتلكها علي محسن الأحمر، فعلي محسن الأحمر يمتلك علاقات وطيدة بكثير من شيوخ القبائل، ومدعوم من التجمع اليمني للإصلاح، ما مكنه من أن يفرض على الرئيس هادي قرارات تعيين من شأنها إعادة إنتاج نظام صالح في المؤسسة العسكرية وفي أجهزة الدولة عموماً، من خلال تعيينات لا تلتزم بأدنى معايير الوطنية والكفاءة، وفي الحالات القليلة التي فرضت فيها قوى الثورة ومتطلبات المعركة بعض التعيينات الوطنية، تقبلها علي محسن لفترة ثم انقلب عليها، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك القرارات المتعلقة بقيادة اللواء 35 مدرع، ففي نوفمبر 2011 انتفض جنود وضباط اللواء 35 مدرع في الضالع ضد قائد اللواء محمد عبد الله حيدر (الموالي لعفاش وعلي محسن الأحمر)، وبعد شهرين من تلك الاحتجاجات تم تعيين علوي الميدمة قائداً للواء وهو أيضاً موال لعفاش ومحسن، إلا أن الضباط والجنود رفضوا هذا التعيين، فتم نقل اللواء وقائده إلى تعز، وفي يوليو 2013 انتفض الضباط والجنود في اللواء 35 في تعز ضد الميدمة، ولامتصاص غضب الجنود تم تعيين يوسف الشراجي قائداً للواء، ليستمر فقط لمدة سنة وشهرين فقط، ثم يعين منصور محسن معيجر (الموالي لعي محسن وعفاش) بدلاً عنه في أكتوبر 2014، وبعد تسليم معيجر المواقع في تعز للحوثيين، فرضت ظروف المعركة العقيد عدنان الحمادي قائداً للواء في أبريل 2015، وهناك محاولات حثيثة لاستهداف الحمادي حالياً.
اللواء سمير الحاج الموالي لثورة فبراير هو الأخر فرضته ظروف الحرب ضد الانقلاب، فتم تعيينه في 30 أغسطس 2016 قائداً لقوات الاحتياط، وهو تعيين شكلي لإرضاء قوى ثورة فبراير، لأن قوات الاحتياط كانت عملياً كلها تقاتل في صفوف صالح والحوثيين، وتم الانقلاب عليه اليوم ليعين بدلاً عنه علي صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لعلي عبد الله صالح عفاش، والذي يشكل أحد أعمدة نظام عفاش في القوات المسلحة.
هذه الاستراتيجية في التعامل مع المؤسسة العسكرية استخدمها علي عفاش طيلة العقود التي حكم فيها اليمن، واستخدمها نظام انقلاب خمسة نوفمبر 1967، فعندما حاصر الملكيون العاصمة صنعاء في أواخر عام 1967 وهرب معظم الضباط الكبار إلى الخارج، اضطروا لقبول تعيين النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب رئيساً لهيئة الأركان، والرائد علي مثنى جبران قائداً لسلاح المدفعية، والرائد محمد مهيوب الوحش قائداً لقوات الصاعقة، والرائد محمد صالح فرحان قائداً لقوات المشاة، والملازم غازي علي عبده قائداً لقوات الصواريخ. وبعد تحقيق هؤلاء الضباط للنصر، وفك الحصار عن العاصمة صنعاء في فبراير 1968، عاد كبار الضباط من الدول التي هربوا إليها، وبدأوا في التآمر على صناع النصر، وشنوا حرباً طائفية ضدهم عرفت بحرب الأيام الثلاث 22- 24 أغسطس 1968، استطاعوا خلالها قتل الشهيد محمد صالح فرحان، وأسر علي مثنى جبران، ولم يفرج عنه إلا بعد وصول الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي للسلطة، وبعد اغتيالهم للحمدي اعتقلوا علي مثنى جبران مرة أخرى في نهاية عام 1978 ولازال مخفياً إلى اليوم، أما محمد مهيوب الوحش فقد اغتالوه في 1 نوفمبر 1968، وفي يناير 1969 اغتالوا عبد الرقيب عبد الوهاب وسحلوا جثته في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.
إن ما يقوم به علي محسن الأحمر ليس مستغرباً، والغريب فقط أنه بدأ في ممارسة استراتيجية التأمر على الضباط الوطنيين وعلى الجيش الوطني وهو لازال هارباً في الخارج، وما زال النصر بعيد المنال، بل أن ممارساته هذه قد تجعل النصر مستحيلاً.علي محسن الأحمر يعيد إنتاج نظام عفاش
علي محسن الأحمر وعدد كبير من الضباط المنتمين لقبيلة سنحان وبعض الضباط الأخرين من بعض المحافظات الشمالية شكلوا خلال فترة حكم علي عبد الله صالح شبكة مصلحة وامتيازات داخل القوات المسلحة اليمنية، وعندما اندلعت ثورة 11 فبراير 2011، وبعد أن تيقنوا من عدم قدرة صالح على البقاء في السلطة، وجدوا أن أفضل وسيلة للحفاظ على امتيازاتهم هي التضحية بعلي عبد الله صالح، وإعلان دعمهم للثورة، بهدف احتوائها وإعادة إنتاج نظام عفاش دون عفاش، لاسيما أن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي توافق أركان النظام القديم على تنصيبه رئيساً خلفاً لعفاش، لا يمتلك موارد القوة التي يمتلكها علي محسن الأحمر، فعلي محسن الأحمر يمتلك علاقات وطيدة بكثير من شيوخ القبائل، ومدعوم من التجمع اليمني للإصلاح، ما مكنه من أن يفرض على الرئيس هادي قرارات تعيين من شأنها إعادة إنتاج نظام صالح في المؤسسة العسكرية وفي أجهزة الدولة عموماً، من خلال تعيينات لا تلتزم بأدنى معايير الوطنية والكفاءة، وفي الحالات القليلة التي فرضت فيها قوى الثورة ومتطلبات المعركة بعض التعيينات الوطنية، تقبلها علي محسن لفترة ثم انقلب عليها، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك القرارات المتعلقة بقيادة اللواء 35 مدرع، ففي نوفمبر 2011 انتفض جنود وضباط اللواء 35 مدرع في الضالع ضد قائد اللواء محمد عبد الله حيدر (الموالي لعفاش وعلي محسن الأحمر)، وبعد شهرين من تلك الاحتجاجات تم تعيين علوي الميدمة قائداً للواء وهو أيضاً موال لعفاش ومحسن، إلا أن الضباط والجنود رفضوا هذا التعيين، فتم نقل اللواء وقائده إلى تعز، وفي يوليو 2013 انتفض الضباط والجنود في اللواء 35 في تعز ضد الميدمة، ولامتصاص غضب الجنود تم تعيين يوسف الشراجي قائداً للواء، ليستمر فقط لمدة سنة وشهرين فقط، ثم يعين منصور محسن معيجر (الموالي لعي محسن وعفاش) بدلاً عنه في أكتوبر 2014، وبعد تسليم معيجر المواقع في تعز للحوثيين، فرضت ظروف المعركة العقيد عدنان الحمادي قائداً للواء في أبريل 2015، وهناك محاولات حثيثة لاستهداف الحمادي حالياً.
اللواء سمير الحاج الموالي لثورة فبراير هو الأخر فرضته ظروف الحرب ضد الانقلاب، فتم تعيينه في 30 أغسطس 2016 قائداً لقوات الاحتياط، وهو تعيين شكلي لإرضاء قوى ثورة فبراير، لأن قوات الاحتياط كانت عملياً كلها تقاتل في صفوف صالح والحوثيين، وتم الانقلاب عليه اليوم ليعين بدلاً عنه علي صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لعلي عبد الله صالح عفاش، والذي يشكل أحد أعمدة نظام عفاش في القوات المسلحة.
هذه الاستراتيجية في التعامل مع المؤسسة العسكرية استخدمها علي عفاش طيلة العقود التي حكم فيها اليمن، واستخدمها نظام انقلاب خمسة نوفمبر 1967، فعندما حاصر الملكيون العاصمة صنعاء في أواخر عام 1967 وهرب معظم الضباط الكبار إلى الخارج، اضطروا لقبول تعيين النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب رئيساً لهيئة الأركان، والرائد علي مثنى جبران قائداً لسلاح المدفعية، والرائد محمد مهيوب الوحش قائداً لقوات الصاعقة، والرائد محمد صالح فرحان قائداً لقوات المشاة، والملازم غازي علي عبده قائداً لقوات الصواريخ. وبعد تحقيق هؤلاء الضباط للنصر، وفك الحصار عن العاصمة صنعاء في فبراير 1968، عاد كبار الضباط من الدول التي هربوا إليها، وبدأوا في التآمر على صناع النصر، وشنوا حرباً طائفية ضدهم عرفت بحرب الأيام الثلاث 22- 24 أغسطس 1968، استطاعوا خلالها قتل الشهيد محمد صالح فرحان، وأسر علي مثنى جبران، ولم يفرج عنه إلا بعد وصول الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي للسلطة، وبعد اغتيالهم للحمدي اعتقلوا علي مثنى جبران مرة أخرى في نهاية عام 1978 ولازال مخفياً إلى اليوم، أما محمد مهيوب الوحش فقد اغتالوه في 1 نوفمبر 1968، وفي يناير 1969 اغتالوا عبد الرقيب عبد الوهاب وسحلوا جثته في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.
إن ما يقوم به علي محسن الأحمر ليس مستغرباً، والغريب فقط أنه بدأ في ممارسة استراتيجية التأمر على الضباط الوطنيين وعلى الجيش الوطني وهو لازال هارباً في الخارج، وما زال النصر بعيد المنال، بل أن ممارساته هذه قد تجعل النصر مستحيلاً.

—”
* استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء
* من صفحة الكاتب في الفيس بوك

أخبار ذات صلة

جار التحميل....

يستخدم موقع اليمن الاتحادي ملفات Cookies لضمان حصولك على افضل تجربة موافقة إقرأ المزيد